دعت بريطانيا، الأربعاء 17 فبراير/شباط 2021، الإمارات، إلى تقديم برهان على أن الشيخة لطيفة، ابنة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، لا تزال على قيد الحياة، وذلك بعد أن نشرت هيئة الإذاعة البريطانية مقطع فيديو ظهرت فيه الشيخة، وهي تقول إنها رهينة في فيلا تحولت إلى سجن.
جاء ذلك في تصريحات لوزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، لتلفزيون Sky News، وسُئل عما إذا كان يؤيد ضرورة أن تقدم الإمارات العربية المتحدة دليلاً على أن الشيخة لطيفة على قيد الحياة.
أجاب راب: "في ضوء ما شاهدناه أعتقد أن الناس تريد على المستوى الإنساني أن ترى أنها على قيد الحياة وبخير بالطبع. أعتقد أن هذه فطرة ونحن بكل تأكيد نرحب بذلك".
وفي مارس/آذار الماضي، أعلن قاض بالمحكمة العليا في لندن قبول سلسلة من الادعاءات تقدمت بها الأميرة هيا الزوجة السابقة لحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في إطار معركة قانونية دائرة بين الطرفين، من بينها أن الشيخ محمد أصدر أمراً باختطاف لطيفة. ورفض محامو الدفاع عن حاكم دبي الادعاءات.
كان القاضي قد قال إن الشيخ محمد بن راشد خطف لطيفة مثلما فعل مع أختها الكبرى شمسة التي اختطفها من إنجلترا قبل نحو عقدين وعاملها بطريقة غير إنسانية، مضيفاً: "في التقييم العام للأدلة المتعلقة بلطيفة أعتبر الدليل الذي قدمته تينا جوهياينن ذا أهمية استثنائية"، ووصفها بأنها "شخصية مثيرة للإعجاب بشكل عام".
احتجاز الشيخة لطيفة
تأتي دعوة بريطانيا للإمارات، بعدما نشر برنامج التحقيقات الاستقصائية بانوراما في "بي بي سي"، تسجيلاً مصوراً تظهر فيه الشيخة لطيفة، وهي تقول إنها محتجزة دون إرادتها في فيلا.
أشارت الشيخة، التي تبلغ من العمر 35 عاماً، إلى أنها تعيش في مكان فيه جميع النوافذ مغلقة، حيث لا يمكن فتح أي منها، موضحةً أنها صورت هذا التسجيل من مرحاض الفيلا، لأنه المكان الوحيد الذي تستطيع غلق بابه عليها.
كذلك كشفت الشيخة لطيفة تفاصيل عن عملية اختطافها قبالة السواحل الهندية، وقالت إنها قاومت الجنود الذين أخرجوها من القارب و"ركلت وضربت وعضت" ذراع أحد الحراس الإماراتيين حتى صرخ، وبعد إعطائها مهدئاً فقدت وعيها أثناء نقلها على متن طائرة خاصة، ولم تستيقظ إلى أن وصلت إلى دبي.
واحتُجزت الشيخة لطيفة بمفردها دون الحصول على مساعدة طبية أو قانونية في فيلا ذات نوافذ وأبواب محكمة الإغلاق وتحرسها الشرطة.
من جانبها، كشفت صديقة لطيفة المقربة، تينا جوهيانين، وابن خالتها ماركوس الصبري والناشط ديفيد هاي، تفاصيل القبض عليها واحتجازها لبرنامج بانوراما. والثلاثة من الداعمين الأقوياء لحملة "أطلقوا سراح لطيفة".
أشار هؤلاء إلى أنهم اتخذوا القرار الصعب بنشر رسائل لطيفة الآن لقلقهم على سلامتها. وكان هؤلاء الثلاثة هم الذين تمكنوا من الاتصال بلطيفة أثناء احتجازها في "فيلا" في دبي تقول إن شبابيكها مغلقة بقضبان وتخضع لحراسة الشرطة.
بحسب رواية جواهينين فإن الشيخة لطيفة كانت مقيدة للغاية، حيث لم يُسمح لها بالسفر منذ عام 2000، كما أنه لم يُسمح لها بالدراسة أو العمل أو حتى الذهاب إلى بيوت أصدقائها.
عقب نشر مقطع فيديو الشيخة، أعلنت الأمم المتحدة أنها تبحث مسألة احتجازها، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول.
ورداً على أسئلة صحفيين بشأن مقطع الفيديو هذا، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، خلال مؤتمر صحفي، إن "فريق العمل التابع للأمم المتحدة المعني بحالات الاختفاء القسري ينظر في هذه المسألة".
كذلك دعا ديفيد هيج، أحد مؤسسي حملة "أطلقوا سراح لطيفة"، ومحاميها إلى الإفراج الفوري عنها وإنهاء "فترة مروعة من انتهاكات وصاية الوالدين وحقوق الإنسان التي أضرت بشكل كبير بسمعة الإمارات".