قال متحدث باسم وزارة الخارجية السودانية لرويترز، الأربعاء 17 فبراير/شباط 2021، إن السودان استدعى سفيره في إثيوبيا للتشاور بشأن التطورات الأخيرة في العلاقات بين البلدين.
قرار الخرطوم يأتي بعد أن قالت الخارجية السودانية يوم الأحد، 14 فبراير/شباط، إن قوات إثيوبية عبرت الحدود إلى أراضي السودان، في عمل من أعمال "العدوان"، لكن المتحدث لم يوضح إن كانت المشاورات ستتناول هذه الواقعة.
بينما لم يتسن الاتصال بدينا مفتي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، ووزير الدولة للشؤون الخارجية رضوان حسين للتعليق في أعقاب الواقعة، ولم يرد أي منهما على رسائل رويترز.
البحث عن وساطة تركية للنزاع بين السودان وإثيوبيا
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، الثلاثاء 16 فبراير/شباط، إن أديس أبابا ستشعر بالامتنان والتقدير في حال توسطت تركيا بينها وبين الخرطوم لحل النزاع الحدودي القائم بينهما والمستمر منذ شهور.
مفتي كذلك قال خلال زيارته تركيا برفقة وزير الخارجية إن هناك إمكانية لحل الأزمة الحدودية بين البلدين في منطقة "الفشقة" الحدودية، بالطرق الدبلوماسية. وأوضح أن بلاده لا تفكر في الحرب في الوقت الحالي، مضيفاً: "سنشعر بالامتنان إذا عرضت تركيا القيام بدور الوساطة بيننا".
كذلك قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية إن بلاده تتمتع بعلاقات بناءة مع دول القرن الإفريقي، مضيفاً: "بدون مبالغة، نمتلك علاقات رائعة مع كل من إريتريا، وجيبوتي، والصومال، وكينيا، فضلاً عن السودان، رغم الخلاف الحدودي".
فيما لفت إلى استمرار أنشطة الإغاثة في "تيغراي" بعد انتهاء العملية العسكرية ضد الجبهة الشعبية لتحرير الإقليم، موضحاً أن المساعدات طالت 80% من أهالي المنطقة حتى الآن.
كما أعرب عن أمله في تعزيز العلاقات الثنائية بين بلاده وتركيا، وخاصة في مجالات التنمية والأمن والاقتصاد.
السودان يدين موقف أديس أبابا
في المقابل، فقد سبق أن أدانت الخارجية في الخرطوم، الأحد، "اعتداء" قوات إثيوبية على أراضٍ حدودية تابعة للبلاد، معتبرة ذلك "انتهاكاً مباشراً لسيادة الخرطوم".
إذ قالت الوزارة في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية: "السودان يستنكر العدوان الذي قامت به إثيوبيا بدخول قواتها إلى أراض تتبع له، في انتهاك مباشر لسيادة البلاد وسلامة أراضيه ولقيم الحوار والتعامل الإيجابي".
فيما لم يوضح البيان زمان أو مكان "الاعتداء"، لكن منطقة "الفشقة" الحدودية بين البلدين تشهد منذ أشهر توترات واشتباكات بين الجيش السوداني وقوات إثيوبية.
هذه التطورات أدت إلى تدخل الخرطوم عسكريا نهاية 2020، بهدف "السيطرة على كامل أراضيه"، وسط اتهامات ينفيها نظيره الإثيوبي بدعم عصابات تهاجم تلك الأراضي، ومفاوضات ترسيم لا تزال "متعثرة".
كما أضاف البيان أن "اعتداء إثيوبيا على أرض السودان تصعيد يؤسف له ولا يمكن قبوله، ومن شأنه أن تكون له انعكاسات خطيرة على أمن واستقرار المنطقة".
فيما حمَّلت الخرطوم، أديس أبابا المسؤولية الكاملة "عما سيجر إليه عدوانها من تبعات"، دون تفاصيل. وطالب إثيوبيا بـ"الكف فوراً عن تعديها على أراضيه، وأن تعدل إلى الحوار وتحرص على إكمال إعادة تخطيط الحدود المتفق عليها ووضع العلامات الدالة عليها".