يصل وفد دبلوماسي مصري إلى العاصمة الليبية طرابلس، خلال ساعات، ومن المقرر أن يعلن الإثنين عن إعادة فتح السفارة المصرية، وفق المتحدث باسم وزارة الخارجية الليبية، محمد القبلاوي، الأحد 14 فبراير/شباط 2021.
إذ قال القبلاوي للأناضول إن "وفداً مصرياً يصل للعاصمة طرابلس في زيارة تستغرق عدة أيام، وسيعلن الإثنين إعادة فتح السفارة المصرية". وأضاف أن "الوفد مكون من دبلوماسيين وأمنيين، وسيبدأ بالعمل على الشؤون القنصلية".
معاودة عمل سفارة مصر في ليبيا
خلال لقاء بالقاهرة، في 9 فبراير/شباط 2021 أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، لنظيره الليبي، محمد الطاهر سيالة، قرب افتتاح سفارة القاهرة في طرابلس، "لتسهم في تفعيل آليات التعاون الثنائي، والدفع قدماً بالعلاقات بين البلدين"، وفق بيان للخارجية المصرية.
ستكون هذه هي الزيارة الثانية من نوعها لوفد مصري خلال أقل من شهرين منذ عام 2014.
يذكر أنه في 27 ديسمبر/كانون الأول 2020 وصل وفد مصري، يضم مسؤولين من الخارجية والمخابرات، إلى طرابلس، للقاء مسؤولين في الحكومة الليبية، المعترف بها دولياً.
دعم مصري لحفتر
في المقابل فإن مصر، جارة ليبيا، من الدول الداعمة للواء الانقلابي المتقاعد، خليفة حفتر، الذي ينازع الحكومة الليبية على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط، ما أسقط ضحايا بين المدنيين، بجانب أضرار مادية هائلة.
وحتى 2014، كانت وفود مصرية تزور طرابلس، وتلتقي مسؤولين ليبيين، ثم انقطعت الزيارات عقب طرد قوات موالية لحفتر من العاصمة، فيما عُرف آنذاك بعملية "فجر ليبيا".
من ناحية أخرى، يشهد النزاع الليبي انفراجاً، حيث انتخب أعضاء ملتقى الحوار السياسي، في 5 فبراير/شباط الجاري، سلطة تنفيذية مؤقتة لإدارة شؤون البلاد والإعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية مقررة في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
من جانبه تعهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الأربعاء، بأن تدعم بلاده السلطة التنفيذية المؤقتة في ليبيا.
جاء ذلك خلال اتصالين هاتفيين لتهنئة رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، ورئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة، بتشكيل السلطة التنفيذية المؤقتة في البلاد، وفق بيانين منفصلين للرئاسة المصرية.
اذ أعرب السيسي لـ"المنفي"، عن تطلعه لأن "يمثل اختيار القيادة الليبية الجديدة بداية عهد جديد لعمل كافة مؤسسات الدولة الليبية"، مؤكداً "مواصلة تقديم الدعم والمساندة للأشقاء الليبيين على الأصعدة الاقتصادية والأمنية والعسكرية".
فيما أكد في اتصال هاتفي آخر بـ"الدبيبة"، استعداد بلاده لـ"الاستمرار في تلبية كافة احتياجات الليبيين لاستعادة الاستقرار، واستكمال آليات إدارة الدولة الليبية".
ومؤخراً شهد موقف مصر من الأزمة الليبية تحولاً ملحوظاً، عقب سنوات من تقديم الدعم العسكري واللوجستي للواء الانقلابي خليفة حفتر، وهو الدعم الذي طالما استنكرته الحكومة الليبية المعترف بها شرعياً، معتبرة إياه أحد أسباب الأزمة السياسية المتواصلة بالبلاد.
وفد أمني مصري يزور ليبيا
في حين أجرى وفد أمني ودبلوماسي مصري زيارة إلى العاصمة الليبية طرابلس في ديسمبر/كانون الأول 2020، واستقبل لاحقاً مسؤولين من الحكومة الليبية، منهياً انقطاعاً في الزيارات تواصل منذ 2014.
ووفق مراقبين، تسعى القاهرة للبحث عن شركاء جدد في المنطقة الغربية بليبيا، لا ينتمون لجماعة "الإخوان المسلمين"، بعد فشل حليفها حفتر في الانتصار عسكرياً على الجيش الليبي، رغم الدعم الكبير الذي قدمته له عدة دول كبرى وإقليمية.
يذكر أن ليبيا تعاني منذ سنوات صراعاً مسلحاً، حيث تنازع ميليشيا حفتر، الحكومة المعترف بها دولياً، على الشرعية والسلطة، ما أسقط قتلى وجرحى مدنيين، بجانب دمار مادي هائل.