أشاد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، السبت 13 فبراير/شباط 2021، بفريقه القانوني، وأعضاء مجلس الشيوخ، الذين ساهموا في تبرئته من تهمة التحريض، معتبراً أنهم وقفوا "بفخر للدستور الذي نقدّره جميعاً والمبادئ القانونية المقدسة في قلب بلادنا"، وذلك في بيان له، هو أول تعقيب له على تصويت مجلس الشيوخ على تبرئته في ثاني محاكمة لعزله.
وصوّت مجلس الشيوخ الأمريكي، بأغلبية 57 صوتاً مقابل 43، لصالح تبرئة ترامب من التحريض على التمرد بمبنى الكونغرس في 6 يناير/كانون الثاني الماضي، كما انضم 7 أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ إلى جميع الديمقراطيين الخمسين في التصويت لإدانة الرئيس.
بيان ترامب
الرئيس الأمريكي السابق قال في المناسبة ذاتها، إنه كان دائماً وسيظل "نصيراً لسيادة القانون".
جاء في البيان نفسه أيضاً: "تعليق محزن على عصرنا أن حزباً سياسياً واحداً في الولايات المتحدة يمنح تصريحاً مجانياً لتشويه سمعة سيادة القانون، والتشهير بإنفاذ القانون، وتشجيع الغوغاء، وإعفاء المشاغبين، وتحويل العدالة إلى أداة للانتقام السياسي، والاضطهاد، والتشويه، وإلغاء وقمع جميع الأشخاص ووجهات نظر الذين يختلفون معهم"، بحسب شبكة "سي إن إن".
كما أضاف: "لقد كنت دائماً، وسأظل نصيراً لسيادة القانون التي لا تتزعزع، وحق الأمريكيين في النقاش السلمي بلا حقد وبلا كره".
قبل أن يختتم بيانه بتأكيد أن "حركتنا الوطنية قد بدأت اليوم".
جدير ذكره أن إدانة ترامب كانت تتطلب 67 صوتاً (أغلبية الثلثين) من مجلس الشيوخ، وهو ما لم يحدث، ويأتي التصويت في ختام جلسة محاكمة استمرت 5 أيام.
كما أن ترامب هو أول رئيس أمريكي يحاكَم مرتين في الكونغرس، وأول رئيس يحاكَم وهو خارج السلطة، وهو أيضاً أول رئيس ينجو من محاكمتين وتتم تبرئته.
هل يعود ترامب؟
حسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن قرار التبرئة يعني أنه بإمكان الرئيس السابق أن يترشح من جديد للانتخابات الرئاسية عام 2024.
هذا القرار يأتي بعد مرافعات ساخنة وشد وجذب بين الادعاء والدفاع في مجلس الشيوخ، إذ قدم أنصار ترامب فيديوهات وُصفت بكونها مروعة وتُعرض لأول مرة حول حادث الاقتحام، ويرى الادعاء أن الرئيس تخلى عن دوره بكونه "قائداً" ولعب دور "المحرض".
في الجهة المقابلة، شن الدفاع هجوماً عنيفاً على الطرف الآخر، في مرافعة استمرت زهاء 3 ساعات.
فعلى الرغم من تأكيده أن الأحداث التي شهدها "الكابيتول" كانت فظيعة، فإنه اعتبر أن المحاكمة غير عادلة، وتعتبر "انتقاماً سياسياً" فقط من الرئيس السابق.
ضربة موجعة لمساعي الديمقراطيين
إذ جاء هذا القرار على الرغم من تقديم مشرّعين ديمقراطيين حججهم النهائية، يوم السبت أيضاً، لإقناع الجمهوريين المتشككين، في مجلس الشيوخ بإدانة ترامب بالتحريض على أعمال الشغب التي شهدها مبنى الكونغرس (الكابيتول)، وأودت بحياة خمسة أشخاص وهددت الانتقال السلمي للسلطة في الولايات المتحدة.
إذ حثَّ مشرعون ديمقراطيون من مجلس النواب، في ختام جلسة مساءلة استمرت خمسة أيام، أعضاء مجلس الشيوخ على محاسبة ترامب على أحداث التمرد التي جرت بينما كان نائبه آنذاك مايك بنس وأعضاء الكونغرس يعقدون جلسة للتصديق حينها على فوز الديمقراطي جو بايدن بانتخابات الرئاسة.
وفي سابقة خطيرة بالحياة السياسية الأمريكية، شهدت واشنطن في 6 يناير/كانون الثاني الماضي، مواجهات بين قوات الأمن ومحتجين من أنصار ترامب اقتحموا مبنى الكونغرس، أسفرت عن مقتل 5 أشخاص بينهم ضابط شرطة، واعتقال 52 آخرين.