قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، السبت 13 فبراير/شباط 2021، إن تبرئة الرئيس السابق دونالد ترامب في المحاكمة التاريخية التي عُقدت في مجلس الشيوخ، واستمرت لأيام، من تهمة التحريض على التمرد يذكر الجميع بأن "الديمقراطية هشة"، مؤكداً أن تبرئة ترامب لا تعفيه من المسؤولية العملية والأخلاقية عن اقتحام الكونغرس.
تصريح بايدن جاء في بيان صدر بعد ساعات من إخفاق مجلس الشيوخ في التوصل إلى أغلبية الثلثين اللازمة لإدانة ترامب، قال فيه: "هذا الفصل المحزن في تاريخنا يذكرنا بأن الديمقراطية هشة".
أضاف بايدن: "رغم أن التصويت النهائي لم يؤدِّ إلى إدانة، فإن مضمون التهمة ليس موضع خلاف"، مؤكداً أنه حتى مَن عارضوا الإدانة، مثل زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ (ميتش) ماكونيل، يعتقدون أن دونالد ترامب مذنب (بالتقصير المخزي في أداء الواجب) وأنه (عملياً وأخلاقياً مسؤول عن إثارة) العنف الذي انطلق عنانه في الكابيتول" مقر الكونغرس، في 6 من يناير/كانون الثاني.
أشار الرئيس الأمريكي كذلك إلى أن ضابط شرطة الكابيتول برايان سيكنيك الذي قُتل خلال حصار مقر الكونغرس لا يغيب عن باله هو وغيره ممن وقفوا بشجاعة يؤدون واجب الحراسة ومن فقدوا أرواحهم.
ردود فعل غاضبة
من جانبه، كان زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل قد قال في وقت سابق السبت، إن هجوم أنصار دونالد ترامب على الكابيتول وصمة عار في تاريخ السياسة الأمريكية.
ميتش ماكونيل وحسبما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عنه، قال إن أتباع الرئيس السابق فعلوا ذلك؛ لأن أقوى رجل على وجه الأرض قد غذَّى أكاذيب جامحة، فقد كان غاضباً بعد أن خسر الانتخابات، مضيفاً أن تصرفات الرئيس السابق ترامب التي سبقت أعمال الشغب كانت تقصيراً مشيناً في أداء الواجب، على حد قوله.
زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، قال إنه ليس هناك شك في أن الرئيس السابق ترامب مسؤول عملياً وأخلاقياً عن إثارة أحداث هذا اليوم، مضيفاً: "لا شك في ذلك. يعتقد الأشخاص الذين اقتحموا هذا المبنى أنهم كانوا يتصرفون بناءً على رغبات وتعليمات رئيسهم".
أما رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، فقد أشارت في مؤتمرها الصحفي عقب تصويت الكونغرس، إلى أن الجمهوريين الذين صوَّتوا بعدم إدانة ترامب في مجلس الشيوخ تخلوا عن الدستور والبلاد والشعب الأمريكي على حد قولها، مؤكدةً أن "العدالة لم تتحقق بشأن محاكمة ترامب في مجلس الشيوخ".
بيلوسي قالت أيضاً إن الولايات المتحدة الأمريكية بحاجة إلى حزب جمهوري قوي، مشيرة إلى أنهم سيمضون قدماً؛ لضمان عدم تكرار اقتحام الكونغرس.
ترامب يشيد بقرار تبرئته
من جهته، أشاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفريقه القانوني، وأعضاء مجلس الشيوخ، الذين ساهموا في تبرئته من تهمة التحريض، معتبراً أنهم وقفوا "بفخر للدستور الذي نقدّره جميعاً والمبادئ القانونية المقدسة في قلب بلادنا"، وذلك في بيان له، هو أول تعقيب له على تصويت مجلس الشيوخ على تبرئته في ثاني محاكمة لعزله.
جاء في البيان نفسه أيضاً: "تعليق محزن على عصرنا أن حزباً سياسياً واحداً في الولايات المتحدة يمنح تصريحاً مجانياً لتشويه سُمعة سيادة القانون، والتشهير بإنفاذ القانون، وتشجيع الغوغاء، وإعفاء المشاغبين، وتحويل العدالة إلى أداة للانتقام السياسي، والاضطهاد، والتشويه، وإلغاء وقمع جميع الأشخاص ووجهات نظر الذين يختلفون معهم"، بحسب شبكة "سي إن إن".
كما أضاف: "لقد كنت دائماً، وسأظل نصيراً لسيادة القانون التي لا تتزعزع، وحق الأمريكيين في النقاش السلمي بلا حقد وبلا كره"، مضيفاً في ختام بيانه: "حركتنا الوطنية قد بدأت اليوم".
تبرئة ترامب بعد محاكمة استمرت 5 أيام
كان مجلس الشيوخ الأمريكي قد برَّأ، السبت، الرئيس السابق دونالد ترامب، من تهمة التحريض على اقتحام الكابيتول.
وجاء تصويت مجلس الشيوخ، بأغلبية 57 صوتاً مقابل 43 صوتاً، وهو أقل من أغلبية الثلثين اللازمة لإدانة ترامب بتهمة التحريض على التمرد، بعد محاكمة استمرت خمسة أيام في المبنى نفسه الذي تعرض للاقتحام من قِبل أنصاره، بعد وقت قصير من سماعهم إياه يوجه خطاباً تحريضياً.
يشار إلى أنه قد انضم سبعة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الخمسين إلى الديمقراطيين الموحدين في المجلس لصالح الإدانة.
وجاء هذا القرار على الرغم من تقديم مشرّعين ديمقراطيين حججهم النهائية، لإقناع الجمهوريين المتشككين، في مجلس الشيوخ بإدانة ترامب بالتحريض على أعمال الشغب التي شهدها مبنى الكونغرس (الكابيتول).
إذ حثَّ مشرعون ديمقراطيون من مجلس النواب، في ختام جلسات المساءلة أعضاء مجلس الشيوخ على محاسبة ترامب على أحداث التمرد التي جرت بينما كان نائبه آنذاك مايك بنس وأعضاء الكونغرس يعقدون جلسة للتصديق حينها على فوز الديمقراطي جو بايدن بانتخابات الرئاسة.
وفي سابقة خطيرة بالحياة السياسية الأمريكية، شهدت واشنطن في 6 يناير/كانون الثاني الماضي، مواجهات بين قوات الأمن ومحتجين من أنصار ترامب اقتحموا مبنى الكونغرس، أسفرت عن مقتل 5 أشخاص بينهم ضابط شرطة، واعتقال العشرات من المقتحمين.