قالت القناة 13 العبرية، السبت 13 فبراير/شباط 2021، إن الأسير الفلسطيني في سجن "هداريم" الإسرائيلي، مروان البرغوثي، رفض صفقة بمليوني دولار مقابل التنازل عن الترشح للانتخابات الفلسطينية، ضد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبومازن، عرضها عليه حسن الشيخ، خلال زيارته له إلى السجن.
إذ قام عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، الخميس 11 فبراير/شباط، بزيارة هي الأولى من نوعها للمرشح المحتمل لرئاسة السلطة مروان البرغوثي، لإقناعه بالعدول عن قرار منافسة محمود عباس في الانتخابات الرئاسية القادمة.
عرض بمليوني دولار لمروان البرغوثي
القناة الإسرائيلية زعمت أن حسين الشيخ، عرض على مروان البرغوثي، خلال زيارته في سجن هداريم، التنازل عن خوض الانتخابات الرئاسية للسلطة الفلسطينية ضد عباس، وعن الترشح كزعيم باسم فتح بشكل منفصل في البرلمان الفلسطيني، مقابل مليوني دولار وحجز 10 مقاعد على قائمة فتح، لكن البرغوثي رفض الصفقة.
كانت قناة "كان" العبرية، كشفت عن أن إسرائيل سمحت لوزير الشؤون المدنية حسين الشيخ بزيارة البرغوثي، وذلك على خلفية إجراء الانتخابات الفلسطينية.
كما نقل مراسل القناة للشؤون العربية غال بيرجر، عن مصادر فلسطينية قولها: إن "الشيخ حاول إقناع البرغوثي بعدم الترشح بقائمة مستقلة والتأثير على قائمة فتح في الانتخابات القادمة وأن لا يرشح نفسه للرئاسة أمام محمود عباس".
فيما أشارت القناة إلى أن هذه الزيارة جاءت على خلفية التسريبات بأن مروان البرغوثي ينوي ترشيح نفسه للرئاسة في الانتخابات القادمة.
تفاصيل زيارة الشيخ للأسير الفلسطيني
عرض الشيخ على مروان البرغوثي التوافق مع اللجنة المركزية على قائمة فتح الرسمية للانتخابات، وانتظار قرارها النهائي دون الخروج بقائمة منفصلة، أو أن يشترط البرغوثي ترؤس القائمة، أو يضع فيتو على بعض المرشحين في ضوء حالة الاستقطاب الحادة داخل الحركة من جهة، ووجود مخاوف لدى اللجان المركزية بأن هناك أطرافاً فلسطينية تسعى للتحالف مع البرغوثي، بعيداً عن موقف الرئيس، في إشارة إلى القيادي في حركة فتح محمد دحلان.
أبدى الشيخ تخوفه من أن يشكل البرغوثي كوتة أو تياراً منفصلاً داخل كتلة فتح البرلمانية، لأنها قد تشكل مصدر إرباك لكتلة فتح في المستقبل، الأمر الذي ردّ عليه البرغوثي بأنه سيكون وفياً للحركة ولن يعمل على شقها، ولكن على أن يأخذ الرئيس بعين الاعتبار كافة التوجهات داخل حركة فتح.
إذ لمّح حسين للبرغوثي بعدم الذهاب إلى أي تحالفات أخرى قد تضر بسمعته الوطنية، في إشارة مجدداً لـ"دحلان"
تأتي أهمية هذا اللقاء في توقيته، فهو ينعقد بعد يوم واحد فقط من انقضاء اجتماع الفصائل الفلسطينية الذي احتضنته القاهرة على مدار يومين كاملين، قبل يومين من الاجتماع الهام للجنة المركزية لحركة فتح، الذي سيحدد موقفها من الكثير من القضايا التي جرى تناولها في اجتماع القاهرة.
من بينها مسألة المشاركة في الانتخابات، والأسس التي ستختارها الحركة لاختيار أسماء مرشحيها لخوض سباق الانتخابات وشكل التحالفات بين الفصائل والقوى السياسية.
من المبكر حسم موقف البرغوثي
فدوى البرغوثي، زوجة الأسير مروان البرغوثي، قالت لـ"عربي بوست" إنه "لا حديث الآن عن أي نتائج بشأن مستقبل مشاركة مروان في الانتخابات، نحن ننتظر ما يحمله حسين الشيخ لمروان من رسائل، وبعدها سيقرر مروان موقفه النهائي من شكل المشاركة في الانتخابات القادمة".
رفضت فدوى الإجابة عن سؤال "عربي بوست" عن موقف مروان من الاستمرار في خوض سباق الرئاسة بقائمة مستقلة، أو مشاركته في قائمة حركة فتح، بقولها إن "الأمر لا يزال مبكراً للبتّ في هذه القضية".
قيادي في حركة فتح، على اطّلاع على زيارة الشيخ للبرغوثي قال لـ"عربي بوست"، مخفياً هويته، إن "الزيارة لا تتعلق بوجود البرغوثي في مكان متقدم في قائمة حركة فتح لخوض سباق الانتخابات التشريعية، لأن هذا الأمر محسوم بالنسبة للرجل، الذي يرى أنه الأحق في ترؤس قائمة الحركة، كونه الحاصل على أعلى نسبة أصوات في اللجنة المركزية، وهو يرى أن وجوده على رأس القائمة من شأنه دعم الحركة، لامتلاكه قاعدةً شعبيةً واسعةً وأنصاراً من التيارات والفصائل الفلسطينية الأخرى".
أضاف أن "مروان البرغوثي أبلغ المقربين بأنه يريد اطّلاعاً شاملاً على كل الجهود التي بذلتها حركة فتح والفصائل الفلسطينية لخوض الانتخابات القادمة، كما أنه يطالب بأن يكون له حق الفيتو بقبول أو رفض كل الأسماء التي تتضمنها قائمة الحركة الرسمية ومواقع هذه الأسماء".
تعد هذه الشروط بمثابة شروط تعجيزية بالنسبة للرئيس محمود عباس، الذي يرى أن دخول مروان البرغوثي بقوة في تحديد شروط الحركة يتجاوز صلاحياته كقائد لها، وانصياعه لهذه الشروط سوف يتسبب في انشقاق أكبر داخل تيارات الحركة، الأمر الذي من شأنه أن يدفع الرئيس لإعادة النظر في مسألة الانتخابات من عدمها إلى حين ترتيب البيت الفتحاوي.