أبدى الجنرال المتقاعد خليفة حفتر دعمه للتشكيل الحكومي الجديد الذي انبثق عن لقاءات جنيف الأخيرة، وذلك في لقاء هو الأول من نوعه لرئيس المجلس الرئاسي الجديد محمد المنفي مع أحد الشخصيات النافذة في الشرق الليبي، وهو ما نال انتقاداً ليبياً.
الخميس 11 فبراير/شباط 2021، وصل رئيس المجلس الرئاسي الليبي الجديد، محمد المنفي، إلى مدينة بنغازي (شرق)، القابعة تحت سيطرة ميليشيا الانقلابي خليفة حفتر، في زيارة هي الأولى للمنفي، منذ انتخابه الجمعة 5 فبراير/شباط رئيساً للمجلس الرئاسي الليبي، في مدينة جنيف، برعاية الأمم المتحدة.
فور وصوله إلى مطار بنينا في مدينة بنغازي آتياً من اليونان توجّه للقاء حفتر في مقره في الرجمة، الواقعة على بعد حوالي 25 كيلومتراً خارج المدينة.
وقال حفتر، خلال اجتماعه مع المنفي، إنه يدعم المجلس الرئاسي الجديد وحكومة الوحدة الوطنية التي أنتجها الحوار السياسي لتوحيد المؤسسات والوصول بالبلاد للانتخابات المنتظرة في ديسمبر/كانون الأول المقبل.
كما أكد حفتر، وفق بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، "سعيه للحفاظ على الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة"، حسب وصفه.
زيارة هي الأولى لليبيا
وفي وقت سابق الخميس، أعلن رئيس المجلس الرئاسي الليبي الجديد، محمد المنفي، في تغريدة له أنه سيزور مدينة بنغازي، إذ قال عبر حسابه بـ"تويتر": "بسم الله نبدأ رحلة العمل من أجل الوطن ووحدته وسلامة أراضيه ولمّ شمل أهلنا في كل ربوع ليبيا. نحل اليوم ضيوفاً على مدينتنا بنغازي".
كما أضاف: "هدفنا وحدة البلاد والمصالحة الحقيقية والتعاون مع الجميع لرفع المعاناة عن المواطن.. نطالب الجميع بتحمُّل مسؤولياتهم وأن نرتقي لمستوى التحديات والتطلعات".
الزيارة التي يقوم بها محمد المنفي إلى بنغازي تعتبر الأولى له لليبيا، وقد خصّت المناطق التي يسيطر عليها الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، وهو ما نال انتقاداً واسعاً.
انتقادات للقاء حفتر
فمن جهته، أبدى رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري، استهجانه للقاء رئيس السلطة التنفيذية الجديدة محمد المنفي مع الانقلابي خليفة حفتر.
ووصف المشري، في بيان عبر فيسبوك، اللقاء الذي جرى في مدينة بنغازي (شرق)، بـ"البداية غير الموفقة".
وقال المشري: "نرفض ونستهجن البداية غير الموفقة للسيد محمد المنفي (قبل تسلم مهامه رسمياً) بزيارته لمجرم الحرب حفتر"، معتبراً "الزيارة رسالة سلبية لليبيين، ولا علاقة لها بالتوافق وجمع الوطن بعد كل ما تسبب فيه (حفتر) من دمار ومآسٍ".
الحكومة الجديدة
وقبل أسبوع تقريباً، انتخب أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي، في مدينة جنيف برعاية الأمم المتحدة، رؤساء السلطة المؤقتة لإدارة شؤون البلاد حتى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
تضم القائمة المنتخبة المنفي رئيساً للمجلس الرئاسي، بجانب موسى الكوني وعبدالله حسين اللافي، عضوين في المجلس، وعبدالحميد الدبيبة رئيساً لمجلس الوزراء.
أمام الدبيبة 21 يوماً (منذ الجمعة) لتقديم تشكيلة حكومته إلى مجلس النواب لمنحها الثقة، وفي حالة تعذر ذلك يتم تقديمها لملتقى الحوار السياسي.
يأتي ذلك في الوقت الذي يعاني البلد الغني بالنفط صراعاً مسلحاً، منذ سنوات، حيث تنازع ميليشيا حفتر، الحكومة الليبية المعترف بها دولياً، على الشرعية والسلطة، ما أسقط قتلى وجرحى مدنيين، بجانب دمار مادي هائل.
وشهدت البلاد انقساماً في السنوات الأخيرة بين حكومة الوفاق الوطني في طرابلس وإدارة في الشرق يدعمها حفتر.