أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه لم يتلقَّ بعدُ لقاح كورونا، خاصةً لقاح "سبوتنيك" الذي تنتجه موسكو، على الرغم من تفاخره بمدى فاعلية اللقاح الروسي، إذ قال إنّه "من الممكن" أن يحصل عليه في وقتٍ لاحق من العام الجاري، كما رفض بوتين الاقتراحات بتطعيمه فوراً، من أجل تشجيع العامة على أخذ اللقاح، قائلاً للصحفيين: "لا أرغب في فعل ذلك أمام الكاميرات مثل المهرجين".
حسب تقرير لصحيفة Daily Mail البريطانية، الجمعة 12 فبراير/شباط 2021، فإن الرئيس الروسي (68 عاماً)، أشار إلى أنه قد يحصل على اللقاح أواخر الصيف المقبل أو أوائل الخريف، وفقاً لصحيفة Kommersant الروسية، بعد أشهرٍ من موافقة وزارة الصحة الروسية على إعطاء اللقاح لمن تجاوزا الستينيات من عمرهم.
لماذا لم يحصل عليه بوتين؟
أثار بوتين انتقادات، لإعلانه أنّ اللقاح آمن وفعّال في أغسطس/آب الماضي، رغم أنّ التجارب السريرية لم تكُن قد اكتملت بعد، لكن النتائج التي جاءت متأخرة ونُشِرَت في وقتٍ مبكّر من الشهر الجاري، أظهرت أنّ فاعليته تصل إلى 92%.
واستمتعت موسكو، الأسبوع الماضي، بنجاحٍ علمي وسياسي في أعقاب نشر نتائج التجارب بدورية The Lancet العلمية، التي بدّدت الشكوك الغربية كافة في اللقاح.
في تفسيره لأسباب عدم استعجاله الحصول على لقاح سبوتنيك، قال بوتين إنّ لديه جدولاً من لقاحات وتطعيمات الإنفلونزا الأخرى ولا يُمكنه الحصول على جميع اللقاحات في الوقت نفسه.
كما أضاف أنّه سيتشاور مع طبيبه ويرى ما إذا كان بإمكانه أخذ التطعيم خلال وقتٍ لاحق من عام 2021، قبل "فترة نشاطه"، حيث سيضطر إلى السفر كثيراً.
سباق اللقاح
في الوقت الحالي، يجب على أيّ شخصٍ يُريد لقاء بوتين شخصياً أن يخضع للحجر الصحي لمدة أسبوعين كاملين، وفقاً لوسائل الإعلام الروسية.
كما تحدّث مسؤولو بوتين أيضاً عن أنفاق التطهير الخاصة التي يتعيّن على أيّ شخصٍ يزور مقر إقامته بموسكو أو يلتقيه في الكرملين أن يمر عبرها.
في أغسطس/آب الماضي، قال الرئيس الروسي إنّ إحدى بناته قد تطوّعت لأخذ لقاح سبوتنيك قبل إتمام التجارب عليه، وقالت إنّها شعرت بشعورٍ جيد بعدها.
كما تفاخر رئيس مركز أبحاث غاماليا الذي طوّر اللقاح، بأنّه أخذ نسخةً تجريبية من التطعيم في وقتٍ مبكر من الربيع الماضي.
جاء ذلك بعد أن أمر بوتين الأجهزة العلمية والعسكرية في روسيا على عجل، بأن يفوزوا بسباق اللقاح، حتى إنّ اسم اللقاح استحضر انتصارات التقنيات السوفييتية في سباق الفضاء المبكر.
وقد أعلن بوتين لقاح سبوتنيك-في، أول لقاحٍ مسجل بالعالم في أغسطس/آب، لكن الموافقة المبكرة والبيانات المحدودة كانت تعني أنّ الغرب سيتجاهل اللقاح على نطاقٍ واسع.
نتائج مشجعة
إذ قال المتحدث باسم الكرملين الأسبوع الماضي، إنّ نتائج التجارب برّرت قرار روسيا المضي قدماً والموافقة على اللقاح في وقتٍ مبكر.
لدرجة أنّ الحديث بدأ يجري حول استخدام الاتحاد الأوروبي للقاح بفضل فاعليته التي تصل إلى 91.6%، بعد تعرض الاتحاد الأوروبي لانتقادات واسعة، بسبب بطء وتيرة التطعيمات حتى الآن.
لقاح سبوتنيك متوافر بالفعل للجمهور الروسي منذ ديسمبر/كانون الأول، وجرت الموافقة عليه داخل أكثر من 15 دولة.
وتشمل تلك الدول الجمهوريات السوفييتية السابقة مثل روسيا البيضاء وأرمينيا، إلى جانب إيران، وفنزويلا، والأرجنتين، والجزائر، وتونس، وباكستان.
جدير ذكره أن اللقاح ذا الجرعتين يستخدم سلالات متكيّفة من الفيروس الغدي، وهو نفس نوع الفيروس الذي اعتمد عليه لقاح أكسفورد/أسترازينيكا.