مثل المعارض الروسي أليكسي نافالني مجدداً الجمعة 12 فبراير/شباط 2021 أمام المحكمة لاستئناف دعوى التشهير بحقه، بعد 10 أيام على صدور حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، وفي الوقت الذي تستعد فيه موسكو لعقوبات أوروبية محتملة عليها بسبب المعارض الروسي وما تبعها من أزمة سياسية تخللها طرد دبلوماسيين بشكل متبادل بين موسكو ودول أوروبية.
بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فإن قوات كبيرة من الشرطة الروسية انتشرت في محيط مبنى الحكمة بينما دارت المحاكمة التي لم يكشف الكثير عن تفاصيلها.
مما تم الكشف عنه أن فريق الدفاع طلب من القاضية التنحي في بداية الجلسة الثانية من المحاكمة، في حين قال نافالني من قفص الاتهام موجهاً حديثه إلى رئيسة المحكمة فيرا أليموفا بأن عليها "أن تأخذ دروساً في القانون".
ويُتهم نافالني، هذه المرة، بنشر معلومات "كاذبة" و"مهينة" تتعلق بأحد المحاربين القدامى خلال الحرب العالمية الثانية، دافع الصيف الماضي في مقطع حملة عن استفتاء عزز سلطات فلاديمير بوتين.
ووصف المعارض الأفراد الذين ظهروا في الشريط وبينهم هذا المحارب بأنهم "عار على الأمة" و"خونة".
بدأت المحاكمة في 5 فبراير/شباط مع شهادة عن بعد لمتهمه إيغنات أرتيومينكو (94 عاماً) الذي يعاني من صحة سيئة.
وفي 2 فبراير/شباط حُكم على نافالني (44 عاماً) بالسجن لعامين وثمانية أشهر بتهمة انتهاك شروط المراقبة القضائية العائدة إلى 2014، فيما يتهم نافالني بدوره السلطات بالسعي إلى إسكاته بعد أن نجا الصيف الماضي من محاولة تسميم حمَّل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مسؤوليتها.
وأدى توقيف نافالني في 17 ينايركانون الثاني فور عودته إلى روسيا بعد أن أمضى فترة نقاهة خمسة أشهر في ألمانيا، إلى تظاهرات حاشدة تم قمعها وتوقيف أكثر من 10 آلاف شخص.
موسكو تستعد لعقوبات أوروبية
وذكر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في وقت سابق اليوم أن موسكو مستعدة لقطع العلاقات مع التكتل إذا فرض عليها عقوبات اقتصادية مؤلمة.
من جانبه، قال الكرملين الجمعة إن على روسيا الاستعداد لاحتمال فرض عقوبات قاسية من الاتحاد الأوروبي بسبب سجن المعارض الروسي أليكسي نافالني.
وأبلغ ثلاثة دبلوماسيين أوروبيين رويترز الخميس بأن من المرجح أن يفرض الاتحاد حظر سفر وتجميد أصول على حلفاء للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ربما هذا الشهر.
من جانبها، وصفت وزارة الخارجية الألمانية الجمعة تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بأنها "مثيرة للقلق، وغير مفهومة فعلاً".
أوروبا تدرس فرض عقوبات
كان فريق المعارض الروسي، أليكسي نافالني قد قال في وقت سابق اليوم، إنه بحث مع ممثلين أوروبيين احتمال فرض عقوبات تستهدف مسؤولين روساً كباراً في خطوة اعتبرتها موسكو "خيانة".
ودعا فريق المعارض الروسي إلى تجمعات دعماً لنافالني في 14 فبراير/شباط عند الساعة الثامنة مساء بتوقيت روسيا، فيما هددت الشرطة المواطنين إن شاركوا في المظاهرات.
وقال ليونيد فولكوف، أحد أبرز مساعدي المعارض المسجون والذي غادر روسيا، مساء الإثنين إنه: "بحث مع ممثلين من دول الاتحاد الأوروبي رزمة عقوبات" محددة الأهداف ضد "الدائرة الأقرب والأكثر دعماً" للرئيس فلاديمير بوتين. وأضاف فولكوف: "سنبحث ذلك كثيراً في المستقبل، في الأسابيع والأشهر المقبلة".
وأوضح أبرز مساعدي نافالني، أن هذه العقوبات ستستهدف خصوصاً المقربين من السلطة مثل: رومان إبراموفيتش وعليشار عثمانوف ومقدم التلفزيون الموالي للكرملين فلاديمير سولوفيوف ومدير محطة "بيرفي كانال" كونستانتين أرنست والمصرفي أندري كوسيتن والمسؤول الحكومي الكبير السابق إيغور شوفالوف.
قد تستهدف هذه العقوبات أيضاً نجل كل من الأمين العام لمجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف الذي يشغل ابنه منصب وزير الزراعة ومدير أجهزة الأمن ألكسندر بورتنيكوف الخاضعين أساساً لعقوبات.
أزمة دبلوماسية
الإثنين 8 فبراير/شباط، أقدمت ألمانيا والسويد وبولندا على طرد دبلوماسيين روس، يعملون في سفارات بلادهم لديها، وذلك فيما قالت إنه رد على قيام روسيا بطرد دبلوماسيين للدول الثلاث الأسبوع الماضي، قالت موسكو إنهم شاركوا في المظاهرات الحاشدة التي خرجت عقب اعتقال المعارض أليكسي نافالني.
وزارة الخارجية الألمانية أكدت، في بيان، أن بلادها طردت دبلوماسياً يعمل بالسفارة الروسية في برلين، رداً على طرد موسكو دبلوماسياً ألمانياً الأسبوع الماضي.
قال البيان: "أعلنت وزارة الخارجية أن موظفاً بالسفارة الروسية في برلين شخص غير مرغوب فيه"، واصفاً قرار "طرد روسيا عدداً من دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي بالقرار غير المبرر بأي حال".
وعن الاتهام الذي وجهته موسكو إلى الدبلوماسيين الأوروبيين بمشاركتهم في المظاهرات، أكد البيان أن "الدبلوماسي الألماني كان يؤدي واجب الإبلاغ عن التطورات في مكان وقوعها بشكل قانوني".
من جانبها، أخطرت السويد روسيا بأن أحد العاملين في السفارة الروسية سيُطلب منه مغادرة البلاد.
وقالت وزيرة الخارجية آن ليند، في تغريدة على تويتر: "هذا ردٌّ واضح على القرار غير المقبول، بطرد دبلوماسي سويدي كان يؤدي عمله فحسب".
وزارة خارجية بولندا أعلنت كذلك أن موظفاً بالقنصلية العامة الروسية في مدينة بوزنان شخص غير مرغوب فيه.
حينها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن قرارات بولندا وألمانيا والسويد بطرد الدبلوماسيين الروس غير مبررة وغير ودية.
وأوضحت زاخاروفا، في بيان، الإثنين، أن "قرارات بولندا وألمانيا والسويد استمرار لسلسلة الإجراءات نفسها، التي يتخذها الغرب فيما يتعلق بروسيا، وتدخُّل في شؤونها الداخلية".