كشفت صحيفة The Independent البريطانية، الأربعاء 10 فبراير/شباط 2021، أن مقتحمي الكونغرس كانوا يتجولون بحثاً عن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، حيث أثبتت لقطات جديدة قدَّمها مسؤولو الادعاء الديمقراطيون خلال محاكمة دونالد ترامب، وجود رجال ينادون على بيلوسي، بلهجة تحمل نوعاً من التهديد.
مقاطع الفيديو التي استخدمها مسؤولو الادعاء الديمقراطيون خلال محاكمة دونالد ترامب، الدائرة في مجلس الشيوخ، أظهر أحدها رجلاً يتجول في قاعات الكونغرس وهو ينادي على رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، بلهجة تحمل نوعاً من التهديد.
وفي مقطع فيديو آخر، يمكن رؤية رجل يتجول في أروقة مبنى الكابيتول، وهو يدعو بيلوسي إلى الظهور ويناديها بنغمة صوتية تحمل إشارات تهديد لها، حيث قال "أين أنت يا نانسي؟ يا نانسي، نحن نبحث عنكِ!"، فيما أجابه شخص آخر: "إنها في السجن!"
بحسب الصحيفة، فإنه من الواضح أن نغمة صوت مثير الشغب جاءت متأثرة بأفلام الرعب المبتذلة، حيث ينادي القتلة بسخرية على ضحاياهم.
فيما قالت شبكة CBS الأمريكية إن اثنين على الأقل من مثيري الشغب شوهدا وهما يحاولان فتح باب قاعة الاجتماعات بالقوة، ظانين أن بيلوسي تختبئ هناك، وقد نجح أحدهما بالفعل في كسر الباب الخارجي لقاعة المؤتمرات قبل الاستسلام عند مواجهة الباب الداخلي الثاني.
جدير بالذكر أنه في حين أن معظم أعضاء الكونغرس لجأوا إلى موقع آمن ضمن مبنى الكابيتول، فإن شرطة الكابيتول اضطرت إلى إجلاء بيلوسي من مجمع الكابيتول بالكامل.
وأشارت ستايسي بلاسكيت، مديرة المحاكمة في مجلس النواب، إلى أن السبب في ذلك هو أن بعض مثيري الشغب كانوا قد أعلنوا أنهم يريدون قتل بيلوسي إذا عثروا عليها.
عداوة خلقها ترامب
يُذكر أن رئيسة مجلس النواب لطالما كانت هدفاً متكرراً لهجمات دونالد ترامب، حتى إنه أطلق عليها اسم "نانسي المجنونة".
كما أصرَّ ترامب مراراً وتكراراً على أن كبار المسؤولين الديمقراطيين سرقوا الفوز بالانتخابات منه، في محاولاته لتقويض النتائج الفعلية ورفض التصديق عليها.
ونقلت الصحيفة عن أحد مقاطع الفيديو الخاصة بالرئيس السابق ترامب، قوله لحشدٍ من مؤيديه: "كلنا هذا اليوم لا نريد أن نرى فوزنا الانتخابي يتجرأ على سرقته الديمقراطيون اليساريون المتطرفون، لكن هذا ما يفعلونه. ويشاركهم في السرقة الإعلام الإخباري المزيف. هذا ما فعلوه وما يفعلونه، لكننا لن نستسلم أبداً، ولن نتنازل أبداً".
وتشير الصحيفة إلى أن ترامب ونانسي بيلوسي لطالما أبدى كل منهما البغض للآخر علانية. فخلال خطاب حالة الاتحاد لعام 2020، بدا أن ترامب رفض مصافحة بيلوسي، فيما مزقت هي علناً نسخة من خطابه بعد الانتهاء من إلقائه.
وكان مقطع الفيديو الذي يظهر مثيري الشغب الذين عمدوا إلى مطاردة النواب في قاعات الكونغرس جزءاً من عرض مديري المحاكمة لتفاصيل الاقتحام، وما سمّوه بالعصيان الذي حرّض عليه ترامب، وتضمن العرض عدة مقاطع فيديو أخرى.
وإلى جانب ذلك التسجيل الصوتي، قام مديرو المحاكمة بتشغيل مقطع فيديو صادمٍ آخر، وهو مقطع فيديو فائق الوضوح لتصريحات ترامب قبل توجّه الحشدِ إلى اقتحام الكونغرس مباشرة، ممزوجاً بمشاهد لمثيري الشغب وهم يعتدون على ضباط شرطة الكونغرس، ومقاطع لأعضاء الكونغرس الفارين بحياتهم.
استمرار المحاكمة
وتُستأنف محاكمة ترامب التاريخية، ظهر الخميس، في القاعة نفسها التي اقتحمها أنصار ترامب، في السادس من يناير/كانون الثاني الماضي.
وفي لقطات من كاميرات مراقبة، بعضها لم يعرض من قبل وتسجيلات فيديو وضعها مؤيدو ترامب على الإنترنت، يظهر رجال شرطة يصرخون من الألم، وبرلمانيون في حالة ذعر، ومهاجمون يطلقون تهديدات. وذكّر الاتهام الذي عرض هذه اللقطات أعضاء مجلس الشيوخ المئة الذين يمثلون القضاة والمحلفين والشهود، بأنهم نجوا هم أنفسهم بأعجوبة "من الأسوأ".
ووضع النواب الديمقراطيون المكلفون بتوجيه الاتهام إلى الرئيس السابق، الهجومَ في إطار حملة خاضها الملياردير الأمريكي، الذي رفض الاعتراف بهزيمته أمام جو بايدن بعد الانتخابات.
وقال جيمي راسكين، الذي يُشرف على فريق الادعاء: "لم يكن الرئيس ترامب شاهداً بريئاً على حادث" كما يقول محاموه، بل "تخلَّى عن دوره كقائد أعلى للقوات المسلحة، ليصبح المحرِّض الرئيسي على تمرد خطير".
من جهته، أكد النائب جواكين كاسترو، أن هجوم أنصار ترامب بينما كان الكونغرس يستعد للمصادقة على فوز بايدن "لم يأتِ من فراغ". وأضاف أن "دونالد ترامب أجَّج عداء الجماهير على مدى أشهر".
ورفض قطب العقارات السابق المقيم في فلوريدا الإدلاء بشهادته، لكن صوته استمر في التردد في قاعة مجلس الشيوخ في الكونغرس، حيث عرض متهموه مقتطفات عديدة من خطبه، وأعادوا إنتاج تغريداته الملتهبة واستشهدوا بكلماته الأكثر إثارة للجدل.