أعلن حاكم ولاية "سنار"، جنوب شرقي السودان، الماحي محمد سليمان، حالة الطوارئ، اعتباراً من الخميس 11 فبراير/شباط 2021، تحسباً لـ"جرائم سلب ونهب"، لتصبح الولاية السابعة في السودان التي تُعلن حالة الطوارئ، تزامناً مع احتجاجات اجتماعية تخللتها أحداث شغب.
خلال اليومين الماضيين، أعلنت 6 ولايات من 18، وهي جنوب وغرب وشمال وشرق دارفور(غربي السودان)، إضافة إلى ولايتي شمال وغرب كردفان وولاية سنار، حظر التجوال، في مسعى لاحتواء احتجاجات شعبية على تردّي الأوضاع المعيشية، تُرافقها أعمال عنف ونهب.
إعلان حالة الطوارئ في 7 ولايات سودانية
فقد ذكرت وكالة الأنباء السودانية أن أمر حالة الطوارئ، المُعلن في "سنار" حتى إشعار لآخر، وجه الأجهزة الأمنية والعسكرية بإعلان حالة التأهب القصوى في صفوفها، وتأمين الأسواق والمرافق الاستراتيجية والعامة.
كما أنه وجّه جميع المواطنين بالتبليغ الفوري عن أماكن تواجد فلول (عناصر) النظام البائد (النظام السابق برئاسة عمر البشير 1989-2019)، ورصد تحركاتهم واجتماعاتهم.
إذ قال سليمان، في بيان، إن الأجهزة الأمنية رصدت "تحركات واجتماعات لفلول النظام البائد في أماكن متفرقة بالولاية، وهي تخطط لجرائم سلب ونهب وتعدٍّ على ممتلكات وأموال المواطنين"، في تحدٍّ لقانون حظر "المؤتمر الوطني" (حزب البشير).
فيما قال وزير الداخلية السوداني متحدثاً عن الاحتجاجات الأخيرة إن الأمور باتت تحت السيطرة، مضيفاً أن لجنة وزارية مشتركة ستقوم بزيارات ميدانية للولايات بتكليف من مجلس الوزراء.
احتجاجات "عنيفة" في أكثر من مدينة
إذ اتسعت دائرة الاحتجاجات المنددة بالأوضاع الاقتصادية في السودان، الأربعاء 10 فبراير/شباط، لتشمل مدينة جديدة بولاية غرب كردفان جنوبي البلاد، وفق وكالة الأنباء السودانية الرسمية.
تشهد مجموعة من المدن السودانية في ولاية دارفور، منذ يوم الإثنين 8 فبراير/شباط، احتجاجات، تنديداً بالأوضاع الاجتماعية الصعبة، وهي المظاهرات التي تخللتها أعمال شغب، بينما أدت الحكومة السودانية الجديدة، الأربعاء، اليمين الدستورية.
شهدت شوارع مدينة الفولة، مركز ولاية غرب كردفان "تظاهرات عنيفة، خلَّفت أضراراً وخسائر مادية كبيرة في المحلات التجارية"، و"تعرضت بعض المتاجر لعمليات نهب وحرق، وطال التخريب مقر حكومة الولاية بالمدينة"، ما دفع بالمسؤولين لإعلان حالة الطوارئ.
فيما قال والي غرب كردفان حماد عبدالرحمن صالح، بحسب المصدر ذاته، إن هناك "مجموعة دخيلة على الولاية (لم يسمها) قامت بتلك الأعمال التخريبية"، مؤكداً أن "الوضع صار تحت السيطرة".
يأتي ما حدث في "الفولة"، عقب احتجاجات مستمرة منذ أيام في مناطق مثل الفاشر ونيالا والضعين، (غرب)، والأبيض (جنوب)، والقضارف وبورتسودان (شرق)، للتنديد بالأوضاع الاقتصادية.
فيما تقر الحكومة بأن هناك أزمات اقتصادية بالبلاد، وأعلنت الإثنين تشكيلاً حكومياً جديداً بهدف تحسين الأوضاع وتلبية مطالب الشعب.
إذ يعاني السودان أزمات متجددة في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه في الأسواق الموازية (غير الرسمية) إلى أرقام قياسية (الدولار= 55 جنيهاً في السوق الرسمي و390 في الموازي).
اعتقال عشرات المتظاهرين
بينما أعلن مسؤول أمني، الأربعاء، "القبض على أكثر من 100 متهم في أحداث الشغب والتخريب بمدن الأبيض والرهد وأم روابة".
جاء ذلك بحسب مدير الشرطة بولاية شمال كردفان اللواء حسن حامد أحمد عبدالرحيم، في تصريح لوكالة السودان للأنباء، شدد فيه على ضرورة "ردع كل متفلت يحاول العبث بممتلكات الشعب".
فيما أصدر حاكم ولاية شمال كردفان جنوبي البلاد خالد مصطفى آدم، الإثنين الماضي، قراراً بإعلان حالة الطوارئ بجميع أنحاء الولاية، إضافة إلى حظر تجوال ليلي.
فى سياق متصل، تظاهر مئات المحتجين بمدينة الضعين، مركز ولاية شرق دارفور غربي السودان، الأربعاء، للتنديد بتردي الأوضاع المعيشية، مصحوبة بأعمال عنف وحرق لمقار حكومية، وفق إعلام محلي.
إذ ذكرت صحيفة التغيير المحلية، أن مواكب طلابية جابت مدينة الضعين، واعتدت على مقر وزارة المالية بالولاية، وأحرقت بعض سيارات الوزارة، ومقر إذاعة وتلفزيون ولاية شرق دارفور بالكامل.
من جانبها أدانت تنسيقية لجان المقاومة (غير حكومية)، الأربعاء، في بيان أحداث العنف، وقالت "ندين وبشدة أي أعمال عنف أو تخريب للممتلكات الخاصة والعامة".