قالت صحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 9 فبراير/شباط 2021، إن الناس في مناطق الصراع الرئيسية بالعالم يتجهون إلى الاهتمام بشكل كبير بالعملات المشفرة مثل البيتكوين، حيث تزيد قيمتها المرتفعة، ودعم المستثمرين فاحشي الثراء لها من جاذبيتها.
هذا الاهتمام الزائد بالعملات الرقمية انعكس على نسبة عمليات البحث التي ازدادت حول البيتكوين، والإيثيريوم، والدوجكوين، لا سيما في 3 دول عربية هي ليبيا وسوريا وفلسطين، وذلك في ابتعاد عن التركيز المعتاد على أسواق الأوراق المالية، واستثمارات الملاذ الآمن في الذهب والعقارات.
استندت الصحيفة البريطانية إلى تحليل أجراه موقع TradingView (الذي يُعد أحد أكثر 100 موقع إلكتروني زيارة في العالم)، أن البلدان التي تحتل المرتبات الأخيرة في مؤشر الحرية البشرية، أو التي تشهد اضطرابات سياسية لأسباب أخرى، من ضمن أول 10 بلدان في عمليات البحث عن العملة الرقمية على الإنترنت.
كشفت البيانات 27 مليون عملية بحث من مستخدمي الموقع الذين يبلغ عددهم 100 مليون مستخدم بين نوفمبر/تشرين الثاني عام 2020 ويناير/كانون الثاني عام 2021.
وجد الموقع أنه عند حساب قيمة عمليات البحث بالنسبة المئوية من مجموع عمليات البحث، فقد أُجري أكثر من نصفها في كوبا (50.4%) عن أصول العملات المشفرة، وهي زيادة بنسبة 12.2% عن العام الماضي.
كذلك شكلت عمليات البحث عبر الإنترنت في ليبيا 42.2% من إجمالي عمليات البحث عن العملات المشفرة، و41.9% في أوكرانيا، و38.7% في فلسطين، واحتلت هذه الدول جميعها المراكز الخمسة الأولى في عمليات البحث عن العملات المشفرة.
بينما احتلت سوريا المرتبة العاشرة بنسبة 36.9%، في إشارة إلى أن البلدان التي تشهد مستويات عالية من عدم الاستقرار أكثر اهتماماً بالعملات الرقمية من الدول المتقدمة.
يقول جيمس ماديسون، رئيس موقع TradingView في المملكة المتحدة، إنه لا توجد أسباب أكيدة تفسر شعبية العملات الرقمية في البلدان الأقل تقدماً، لكن التحول عن العملات الصعبة غالباً ما يشيع في الدول التي يصعب الوصول فيها إلى العملات الأجنبية، فضلاً عن عرضة الأموال السائلة المخزنة للجرائم، والقيود المفروضة على الإقراض من البنوك الكبرى وإغلاق فروعها.
العملات الرقمية تكتسب زخماً
تشير الصحيفة البريطانية إلى أن شعبية الجيل الجديد من العملات الرقمية كانت قد انتشرت على مستوى العالم منذ تفشي جائحة فيروس كورونا، ما يعني أن المستخدمين اعتبروها أيضاً وسيلة للاقتراض في الوقت الذي تحجم فيه البنوك عن إقراض الأموال.
هذه العملات اكتسبت زخماً بفضل بعض المؤثرين حول العالم، إذ كان إيلون ماسك، صاحب شركة تسلا، من أبرز الداعمين للعملات الرقمية، فضلاً عن الممثلة جوينيث بالترو، ومغني الراب سنوب دوغ، والملياردير بيل غيتس رئيس شركة مايكروسوفت سابقاً.
ماسك لم يكتفِ بدعم هذه العملات في تغريداته على تويتر فقط، بل اشترت شركة تسلا الأسبوع الماضي، ما قيمته 1.5 مليار دولار من البيتكوين، في خطوة رفعت قيمة العملة إلى حوالي 43,500 دولار.
ثم ارتفعت قيمة العملة مجدداً، إلى ما يقرب من 48 ألف دولار، قبل أن تتراجع يوم أمس الثلاثاء إلى 46,250 دولار، بزيادة أكثر من 300% منذ فبراير/شباط من العام الماضي.
يُشار إلى أن العملات الرقمية، على عكس الجنيه الإسترليني والدولار واليورو، ليست مدعومة من بنك مركزي يمكنه طباعة النقود لتلبية الطلب المتزايد، ويوجد عدد ثابت من عملات البيتكوين يجري تداولها وتسجيلها في منظومة ليست جزءاً من النظام المصرفي ولا ظاهرة للجهات التنظيمية.
وفي مؤشر آخر على الاهتمام الكبير بالعملات الرقمية ومستقبلها، تتطلع الصين إلى نشر عملتها الرقمية على مستوى العالم، في خطوة منها لإبعاد العالم عن الدولار، وتنصيب نفسها قوة رئيسية في الأسواق المالية العالمية.
موقع Axios الأمريكي قال إنه إذا تمكنت الصين من تثبيت "اليوان" ليصبح العملة الرقمية المفضلة في العالم، فقد يحل محل الدولار، ويزود الصين بالامتيازات العالمية الهائلة التي تتمتع بها الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.