يتكون من الزعتر وأعشاب متداولة.. رئيس فنزويلا يزعم الوصول لعلاج “سحري” لكورونا

عربي بوست
تم النشر: 2021/02/09 الساعة 20:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/02/10 الساعة 11:09 بتوقيت غرينتش
الرئيس الفنزويلي مادورو/رويترز

ادعى الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، وصول بلاده إلى علاج فعال وناجع ضد فيروس كورونا، سيقضي عليه بشكل تام دون الحاجة إلى لقاحات أو  حتى إجراءات خاصة، وهو الأمر الذي وصفه بأنه "اكتشاف طبي"، "سيقضي على الفيروس دون أي أعراض جانبية، ودون إبر، ودون مشكلات؛ فقط بضع قطرات من السائل السحري تحت اللسان كل أربع ساعات، وقل وداعاً للحجر الصحي والإغلاق الشامل".

حسب تقرير لصحيفة The Washington Post الأمريكية، الثلاثاء 9 فبراير/شباط 2021، فإن هذا التصريح أدلى به مادورو في خطاب إلى شعبه كاشفاً عن عبوتين من عقار "كارفاتيفير"، بينما يقول العاملون في القطاع الطبي في فنزويلا إن "القطرات السحرية"، التي تعهّد مادورو بأن يبدأ إنتاجها بكميّات ضخمة، ما هي إلا مستخلص عشبة الزعتر المستخدمة في الطب التجانسي، وهو نوع من أنواع الطب البديل، والطهي.

علاج مادورو الوهمي 

بحثاً عن حلول، تغامر حكومة مادورو بالترويج للعلاجات المحلية مثل شاي الأعشاب والقطرات السحرية، في محاولة لتهدئة السكان الذين طالت معاناتهم. 

عند تقديم عقار "كارفاتيفير" للأمة الأسبوع الماضي، زعم مادورو أنه لا يستطيع الكشف عن هوية مخترع العقار، برغم عرض كتاب يحدد اسم العالم على التلفاز الوطني.

يمكن العثور على هذا الكتاب بسهولة على الإنترنت، ويقدّم الكتاب راؤول أوخيدا بوصفه الباحث الرئيسي وراء اكتشاف التأثير الطبي للمركب الذي يحتوي على عنصر " الكارفاكرول" النشط. 

ويصف الغلاف الخلفي للكتاب أوخيدا بأنه "كاتب وشاعر وباحث في الكيمياء الحيوية"، وأنه يعمل في مختبر "لابفارين" الذي ينتج القطرات، والذي يستخدم أيضاً، وفقاً لسجلات الشركة، لبيع قطع غيار السيارات.

في بداية الأمر، تعامل الأطباء في فنزويلا بحذر عند تقييم المركب الذي يقولون إنه يستخدم في صناعة غسول الفم والمطهرات من أجل قتل البكتيريا، ولكن بعد الكشف عن نتائج أوخيدا، يرى الأطباء الآن أن مزاعم مادورو ليست كاذبة فحسب، بل خطيرة أيضاً. وفي المقابل، يقول مادورو إن "الحقد والحسد" يقفان وراء الحملة الوحشية على عقار "كارفاتيفير".

آمال من "المعسكر الشرقي"

فالحكومة وقعت عقداً للحصول على 10 ملايين جرعة من اللقاح الروسي "سبوتنيك V"، ولكن دون الإعلان عن تاريخ التسليم. وذكرت الحكومة أنها على وشك الحصول على عدد من اللقاحات الصينية، دون الكشف عن أي تفاصيل تتعلق بعدد الجرعات أو موعد تسليمها.

وقد يكون آخر وأفضل أمل لفنزويلا هو نجاح أحد اللقاحات التي تطورها جارتها كوبا. غير أن المحللين يستبعدون هذا الاحتمال، ليس قبل أشهر على أفضل تقدير.

بينما تزعم حكومة مادورو أن العقوبات الأمريكية والمعارضة المحلية جعلتا من المستحيل الوفاء بأي التزام مالي لشراء اللقاحات.

وهو الأمر الذي أشار إليه خورخي أريازا، وزير الخارجية بحكومة مادورو، إذ صرح في وقت سابق بأن العقوبات الأمريكية تشمل استثناءات للأدوية والطعام، لكن الشركات والبنوك تخشى معارضة واشنطن والقيام بأي أعمال تجارية مع فنزويلا.

وقال أريازا: "لم نتمكن من الدفع مقابل اللقاحات بأي وسيلة. إننا ممنوعون من استخدام النظام المالي. لن يقبل أي بنك استقبال الأموال الفنزويلية خوفاً من العقوبات".

وضع صعب يعيشه البلد

وفي الواقع، تحتاج فنزويلا إلى معجزة للتغلّب على فيروس كورونا المستجد، إذ تأتي هذه الدولة الاشتراكية متأخرة للغاية في سباق الحصول على اللقاحات. 

يقول المحللون إن فنزويلا لن تتمكن من الحصول على الكمية الكافية من اللقاحات للوصول إلى "مناعة القطيع" قبل عام 2023، أو حتى بعد ذلك.

بالنسبة لبلد عانى من أزمة إنسانية قبل وقت طويل من الجائحة، وحيث يزعم كل من نيكولاس مادورو وخوان غوايدو، زعيم المعارضة المدعوم من الولايات المتحدة، أن كلاً منهما رئيس البلاد، تغرق فنزويلا في مشكلات اقتصادية وسياسية عميقة. 

إذ أدى أكثر من عقدين من سوء الإدارة والفساد إلى إفراغ خزائن الدولة، وانهيار نظام الرعاية الصحية، ودخول قطاع النفط في دوامة الهلاك. وفي نفس الوقت، تظل مليارات الدولارات من أصول البلاد مجمدة من قبل الحكومات المناهضة لحكومة مادورو الاشتراكية، بما في ذلك حكومة الولايات المتحدة.

أزمة سياسية

فمن جهة، يزعم مادورو رفض المعارضة إلغاء تجميد تلك الأصول وإلغاء العقوبات الأمريكية التي تعيق تمويل وشراء اللقاحات، مما ترك حكومته دون أي موارد للتنافس في السوق العالمي للحصول على لقاحات فيروس كورونا.

بينما يرى المعارضون أن مادورو يتباطأ عن عمد في الحصول على اللقاحات وتصوير بلاده بمظهر الضحية، على أمل الفوز بإلغاء العقوبات الأمريكية من إدارة بايدن الجديدة.

وفوتت حكومة مادورو موعداً نهائياً مهماً الشهر الماضي للانضمام لبرنامج لقاحات تابع لمنظمة الصحة العالمية مخصص لمساعدة الدول النامية في الحصول على إمدادات من لقاح فيروس كورونا. 

إذ كتب باولو بالاديللي، رئيس بعثة منظمة الصحة العالمية في فنزويلا، على منصة تويتر يوم الثلاثاء، 2 فبراير/شباط، أن فنزويلا لا يزال بإمكانها الحصول على 2.4 مليون جرعة، وهو ما يمثل بداية جيدة للبلد البالغ تعداد سكانه 28.5 مليون نسمة، إذا اشتركت في البرنامج بحلول يوم الثلاثاء، 9 فبراير/شباط.

وبدون حل آخر، ستكون خيارات فنزويلا لإنهاء أزمة الجائحة محدودة للغاية.

تحميل المزيد