أقدمت ألمانيا والسويد وبولندا، الإثنين 8 فبراير/شباط 20201، على طرد دبلوماسيين روس، يعملون في سفارات بلادهم لديها، وذلك فيما قالت إنه رد على قيام روسيا بطرد دبلوماسيين للدول الثلاث الأسبوع الماضي، قالت موسكو إنهم شاركوا في المظاهرات الحاشدة التي خرجت عقب اعتقال المعارض أليكسي نافالني.
وزارة الخارجية الألمانية أكدت في بيان، أن بلادها طردت دبلوماسياً يعمل بالسفارة الروسية في برلين، رداً على طرد موسكو دبلوماسياً ألمانياً الأسبوع الماضي.
قال البيان: "أعلنت وزارة الخارجية أن موظفاً بالسفارة الروسية في برلين شخص غير مرغوب فيه"، واصفاً قرار "طرد روسيا عدداً من دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي بالقرار غير المبرر بأي حال".
وعن الاتهام الذي وجهته موسكو إلى الدبلوماسيين الأوروبيين بمشاركتهم في المظاهرات، أكد البيان أن "الدبلوماسي الألماني كان يؤدي واجب الإبلاغ عن التطورات في مكان وقوعها بشكل قانوني".
من جانبها، أخطرت السويد روسيا بأن أحد العاملين في السفارة الروسية سيُطلب منه مغادرة البلاد.
وقالت وزيرة الخارجية آن ليند، في تغريدة على تويتر: "هذا ردٌّ واضح على القرار غير المقبول، بطرد دبلوماسي سويدي كان يؤدي عمله فحسب".
وزارة خارجية بولندا أعلنت كذلك، أن موظفاً بالقنصلية العامة الروسية في مدينة بوزنان شخص غير مرغوب فيه.
ردٌّ روسي على الخطوات الأخيرة
من جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن قرارات بولندا وألمانيا والسويد بطرد الدبلوماسيين الروس غير مبررة وغير ودية.
وأوضحت زاخاروفا، في بيان، الإثنين، أن "قرارات بولندا وألمانيا والسويد استمرار لسلسلة الإجراءات نفسها، التي يتخذها الغرب فيما يتعلق بروسيا، وتدخُّل في شؤونها الداخلية".
يشار إلى أنه الجمعة، أعلنت موسكو طرد 3 دبلوماسيين تابعين لبعثات كل من ألمانيا وبولندا والسويد، مُتهمةً إياهم بالمشاركة في احتجاجات وصفتها بغير قانونية، الشهر الماضي، رفضاً لسجن المعارض الشهير للكرملين أليكسي نافالني.
وقالت الخارجية الروسية، في بيان آنذاك، إن موسكو اعتبرت تصرفات الدبلوماسيين الأوروبيين غير مقبولة، ولا تتطابق مع صفاتهم الدبلوماسية، مطالبةً إياهم بمغادرة أراضي روسيا الاتحادية في أقرب وقت.
الخطوة التي أقدمت عليها موسكو أثارت غضباً وتنديداً أوروبياً واسع النطاق، لافتين إلى احتفاظهم بحق الرد على ما جرى.
حيث أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أنه "يدين بشدةٍ" قرار روسيا، داعياً إلى إعادة النظر في هذا القرار، مشدّداً على رفضه مزاعم قيامهم بأنشطة تتعارض مع وضع بلدانهم كدبلوماسيين أجانب.
كما نددت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بطرد دبلوماسيين ألمان، ووصفته بأنه خطوة أخرى تبتعد بها موسكو عن حكم القانون، فيما قال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، إن القرار الروسي ليس له أي مبرر على الإطلاق ويلحق مزيداً من الضرر بالعلاقات مع أوروبا.
أوروبا تبحث فرض عقوبات على روسيا
في وقت سابق، ناشد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي روسيا إطلاق سراح نافالني، الذي قال إن قضيته تسببت في تراجع العلاقات بين الجانبين، مما أدى إلى رد فعل قوي من موسكو التي وصفت التكتل بأنه شريك لا يعوَّل عليه.
رغم أن بوريل مارس ضغوطاً على وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في قضية نافالني، فإنه أوضح أنه لا يوجد حتى الآن اقتراح رسمي بفرض عقوبات جديدة على روسيا، فيما ستبحث أوروبا خلال الشهر المقبل علاقاتها مع موسكو.
تجدر الإشارة إلى أن محكمة روسية قضت، الثلاثاء 2 فبراير/شباط 2021، بسجن نافالني نحو ثلاثة أعوام بزعم انتهاكه شروط الرقابة القضائية، وهي اتهامات وصفها بأنها ملفقة. وندّدت العديد من الدول الغربية بشدةٍ بهذا الحكم.
كانت السلطات الروسية قد اعتقلت نافالني في 17 يناير/كانون الثاني 2021، فور وصوله لمطار "شيريميتيفو" في موسكو، قادماً من ألمانيا التي قضى فيها 5 أشهر لتلقي العلاج.
فيما خرجت مظاهرات واسعة في روسيا يوم 23 يناير/كانون الثاني الماضي، شارك فيها عشرات الآلاف في عموم البلاد، احتجاجاً على اعتقال نافالني، بينما قامت الشرطة باعتقال أكثر من 3 آلاف شخص.