اتهم مُدَّعون ألمان رجلاً يبلغ من العمر 100 عام، بلعب دور ثانوي في 3518 جريمة قتل عندما كان حارساً بمعسكر الاعتقال "ساكسنهاوزن" النازي خلال السنوات الأربع الأخيرة من الحرب العالمية الثانية.
وقالت قناة "إن.دي.آر" التلفزيونية العامة في ألمانيا، الإثنين 8 فبراير/شباط 2021، إن الرجل الذي يعيش الآن بولاية "براندنبرغ" مُتهم بإسهام "مادي ومتعمد" في عمليات القتل بالمعسكر الذي لقي فيه مئة ألف سجين حتفهم.
وفي السنوات الأخيرة وجَّه مُدَّعون اتهامات لعدد من كبار السن الذين عملوا بمعسكرات الاعتقال، وذلك في فرصة أخيرة لالتماس العدل للملايين الذين هلكوا بمعسكرات الاعتقال الكثيرة في ألمانيا النازية، ومنهم يهود وغجر ومثليون وسجناء سياسيون.
محاكمةُ مُسنةٍ تبلغ 95 عاماً
في قصة مشابهة وقريبة، كشف ممثلو ادعاء بألمانيا، الجمعة 5 فبراير/شباط الجاري، أنهم وجهوا اتهامات إلى سكرتيرة سابقة بمعسكر نازي، بالتواطؤ في قتل 10 آلاف شخص، في قضية هي الأولى من نوعها بالسنوات الأخيرة والتي توجه ضد امرأة.
المتهمة البالغة من العمر 95 عاماً، كانت تعمل بمعسكر "شتوتهوف" الخاص بالنازيين بالقرب مما كان يُعرف باسم دانزيغ (غدانسك) في بولندا التي احتلها النازيون آنذاك، ولم يذكر المدعون اسم المرأة، لكن محطة "إن دي آر" الإذاعية ذكرت أنها تعيش في دار رعاية للمسنين شمال هامبورغ.
المدعون ذكروا في بيان، أن المشتبه بها "مُتهمة بمساعدة المسؤولين في المعسكر، في القتل المنظم للسجناء والأنصار البولنديين، وأسرى الحرب الروس السوفييت، في وظيفتها كخبيرة اختزال وسكرتيرة قائد المعسكر"، بين يونيو/حزيران 1943 وأبريل/نيسان 1945، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
الادعاء في مدينة إيتزيهوي الشمالية أضاف أن المرأة التي كانت تحت سن 18 عاماً وقت ارتكاب الجرائم، مُتهمة "بالمساعدة والتحريض على القتل في أكثر من 10 آلاف قضية"، إضافة إلى التواطؤ في محاولة القتل.
كما أكد الادعاء أنه "بالنظر إلى أن بعض النزلاء نجوا من إقامتهم في المعسكر على الرغم من الظروف العدائية، يجب تقييم بعض الأعمال قضائياً على أنها محاولة قتل".
من جانبه، قال المتحدث باسم المدعي العام بيتر مولر-راكو، إن "المحققين أجروا تحقيقاً مفصلاً جداً شمل مقابلات مع شهود يعيشون الآن في الولايات المتحدة وإسرائيل".
راكو أضاف أن "المؤرخين كُلفوا أيضاً بتقييم نطاق عمل المتهمين في المعسكر، إذ إن السؤال الرئيسي في القضية يتعلق بالمسؤولية المحددة التي تحملتها في عمليات القتل"، مشيراً إلى أن "الأمر متروك الآن للمحكمة لتقرر ما إذا كانت ستفتح قضية أم لا".
محاكمات ما زالت مستمرة
بدورهم، لا يزال المدعون ينظرون في عشرات القضايا الأخرى ضد نازيين سابقين عملوا في معسكرات بوخنفالد أو زاكسينهاوزن أو نوينجامي أو ماوتهاوزن، وفق شبكة "إيه آر دي" للبث.
وفي يوليو/تموز 2020، كانت المحكمة الإقليمية بمدينة هامبورغ شمال ألمانيا قد حكمت على حارس سابق تابع لقوات الحماية النازية الخاصة (إس إس) في معسكر الاعتقال شتوتهوف التابع للنازيين، بالسجن عامين مع إيقاف التنفيذ، كما اعتذر العضو السابق بقوات النازية عن "الجرائم التي ساعد في ارتكابها".
وسائل إعلام ألمانية قالت حينها، إن المحكمة أدانت المتهم "برونو د."، البالغ من العمر 93 عاماً، بمساعدة النازيين على القتل في 5232 حالة، وكذلك بتهمة المساعدة في الشروع في القتل بالمعسكر السابق الواقع بالقرب من مدينة دانزيغ، التي تقع اليوم داخل بولندا.
استمرت جلسات محاكمة الحارس النازي السابق تسعة أشهر، ومن الطريف أنها عُقدت بإحدى محاكم الأحداث؛ لأن الرجل كان يبلغ 17 عاماً فقط عند دخوله الخدمة، التي استمرت عاماً واحداً كحارس بمعسكر الاعتقال "شتوتهوف" في أغسطس/آب في عام 1944.