أعلنت الحكومة الهولندية، الإثنين 8 فبراير/شباط 2021، أن طائرة لشركة طيران "KLM" تعمل بوقود تخليقي، نقلت ركاباً في رحلة تجارية من أمستردام إلى العاصمة الإسبانية مدريد، الشهر الماضي، في حدثٍ هو الأول بالعالم.
حيث قالت الحكومة والشركة، في بيان، إن طائرة "KLM" استخدمت وقوداً عادياً مخلوطاً بخمسمئة لتر (132 غالوناً) من الكيروسين التخليقي، أنتجته شركة رويال داتش شل (Royal Dutch Shell) المعروفة باسم "شل".
يشار إلى أن "شل" هي شركة نفط متعددة الجنسيات بريطانية وهولندية الأصل، تعتبر ثاني أكبر شركة طاقة خاصة في العالم. تأسست عام 1907، ويقع مقرها الرئيسي في لاهاي بهولندا، ولها مكتب مركزي في لندن بالمملكة المتحدة، وتمتلك الولايات المتحدة نسبة 40% من رأس مالها.
حدث هو الأول من نوعه في العالم
وزيرة البنية التحتية الهولندية، كورا فان نيوين، ذكرت أنَّ جعل صناعة الطيران أكثر استدامة تحدٍّ يواجهنا جميعاً، واليوم مع هذا الحدث الأول من نوعه في العالم، "ندخل إلى فصل جديد في صناعة الطيران".
كما أكد بيتر إلبيرس، رئيس "KLM"، الذراع الهولندية لـ"AIR FRANCE KLM"، أن الوقود المستدام، من المحتمل أن يقدم أكبر مساهمة في تخفيضات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بالأساطيل الجديدة لشركات الطيران، مشيراً إلى أن الانتقال من الوقود الأحفوري إلى بدائل معمّرة هو أحد أكبر التحديات التي تواجه الصناعة.
يُذكر أن "KLM"، الخطوط الجوية الملكية الهولندية، هي شركة الطيران الناقلة الوطنية لهولندا، يقع مقرها الرئيسي في العاصمة الهولندية أمستردام، وتتخذ من مطار سخيبول أمستردام مركزاً لها، وتعتبر جزءاً من شركة الخطوط الجوية الفرنسية "كي إل إم"، وذلك بعد اندماج الشركة مع شركة الخطوط الجوية الفرنسية في 5 مايو/أيار 2004، ليصبح اسم الشركة الأم "AIR FRANCE KLM".
تقدّم شركة "KLM" خدماتها لأكثر من 125 وجهة في أوروبا، وآسيا، وإفريقيا، وأمريكا الشمالية، وتعتبر "KLM" عضواً في تحالف سكاي تيم.
تداعيات كورونا على "KLM"
عانت الشركة كغيرها، ظروفاً اقتصادية صعبة، من جرّاء تداعيات فيروس كورونا المستجد. وسبق أن صرّح وزير المالية الفرنسي، برونو لو مير، في 20 يناير/كانون الثاني 2021، بأنه سيتم البتُّ في أي مساعدات حكومية لشركة طيران "إير فرانس"، التي قال إنها قد تندثر بفعل تداعيات كورونا، لافتاً إلى أن هذا الأمر سيحدث بالتشاور مع الحكومة الهولندية.
إذ تدور المفاوضات بين الحكومتين الهولندية والفرنسية بشأن مزيد من المساعدات الحكومية لشركة"KLM"، ولكنها تسير ببطء شديد، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى إصرار الحكومة الهولندية على أنها ستستثمر فقط في "KLM".
تقارير صحفية أشارت إلى أنَّ حزم المساعدات الحكومية السابقة البالغة 3.4 مليار يورو إلى "KLM" من هولندا، و7 مليارات يورو إلى الخطوط الجوية الفرنسية من فرنسا، لم تساهم بالقدر الكافي في التغلب على الأزمة، فيما لا تزال شركات الطيران تكافح في ظل قيود السفر الناجمة عن الوباء.
المرتبة رقم 19 على مستوى العالم
كان تصنيف جديد لأكثر شركات الطيران أماناً في العالم قد وضع الخطوط الجوية الملكية الهولندية "KLM" في المرتبة الـ19 بالعالم، بعدما تقدمت مرتبة واحدة من موقعها لعام 2020.
التصنيف أصدره موقع AirlineRatings لتصنيف منتجات الطيران والسلامة، ضمن قائمته السنوية لأفضل 20 شركة طيران آمنة لعام 2021.
تجدر الإشارة إلى أن طائرات Boeing تهيمن إلى حد كبير، على أسطول "KLM" مع أنواع مثل 787 Dreamliner، و737 Next Generation، فضلاً عن إيرباص A330، وبوينغ 777، وبوينغ 787، ودريملاينر.
من المقرر أن تحتفل شركة "KLM" بمرور 102 عام من التشغيل، في أكتوبر/تشرين الأول 2021 بعد أن تم تأسيسها في عام 1919.