بدء عودة طلاب الأردن لمدارسهم.. تراجع إصابات كورونا دفع المملكة لاستئناف الدراسة بعد عام من التوقف

عربي بوست
تم النشر: 2021/02/07 الساعة 16:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/02/07 الساعة 16:48 بتوقيت غرينتش
مدارس الأردن/ رويترز

توجه مئات الآلاف من الطلاب والطالبات الأردنيين إلى مدارسهم صباح الأحد 7 فبراير/شباط 2021 بعد عام تقريباً على إغلاقها، في إطار خطة لإعادة أكثر من مليوني طالب تدريجياً، كانت وزارة التربية قد وضعتها بعد انخفاض عدد الإصابات بفيروس كورونا.

إذ توقف التدريس في المدارس والجامعات في الأردن منذ منتصف مارس/آذار 2020 مع بدء تفشي فيروس كورونا في العالم، كإجراء احترازي.

تراجع الإصابات بكورونا في الأردن

من ناحية أخرى تراجع عدد الإصابات بكورونا خلال الأسابيع الأربعة الماضية في المملكة، بحيث تسجل حالياً نحو ألف إصابة يومياً، بعدما كان عددها يبلغ نحو ثمانية آلاف في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني. وقد سجلت في المجموع 333 ألفاً و855 إصابة 

و4369 وفاة. وفق تقرير فرانس برس يوم الأحد 7 فبراير/شباط 2021.

حيث تشمل المرحلة الأولى من خطة العودة لهذا اليوم الأحد، طلبة رياض الأطفال والصفوف الثلاثة الأولى والتوجيهي، وقدرت وزارة التربية عدد الطلبة ضمن هذه المرحلة بنحو 773 ألفاً و812 طالباً وطالبة في مدارس خاصة وحكومية.

من جانبها قالت الطالبة مكة البالغة من العمر سبعة أعوام والتي كانت ترتدي بنطالاً رمادياً ومعطفاً أحمر وقد علت شفتاها ابتسامة كبيرة: "أنا سعيدة للغاية لأنني التقيت صديقاتي ومعلمتي. أخذنا دروساً، وتجاذبنا أطراف الحديث، ولعبنا وأكلنا معاً".

كما قال والدها محمد خرفان (60 عاماً) الذي كان ينتظرها على باب المدرسة في منطقة جبل عمّان وسط العاصمة عمّان، لوكالة فرانس برس: "أنا سعيد جداً بعودة التعليم الوجاهي في مدارسنا، فالمدرسة هي المكان الطبيعي للتعلم وليس المنزل".

كما أضاف: "مهما كان التعليم عن بعد جيداً فيظل بدون تفاعل بين الطالب ومعلمه، ما إن يزيح الطالب وجهه عن شاشة الكمبيوتر حتى يجد نفسه في جو المنزل".

سعادة أردنية بعودة المدارس 

في المقابل فقد بدا الجميع في هذا النهار المشمس سعداء بعودة المدارس من طلاب ومعلمين وأولياء أمور.

حيث قال فادي إسماعيل: "أنا مع التعليم الوجاهي لأنني في الفصل يمكنني أن أرى على وجه الطالب إن كان قد فهم الدرس أم لا. فإذا لم يفهم يمكنني أن أكرر شرح المادة أكثر من مرة حتى يفهمها".

بالنسبة لمعلم التربية الإسلامية هذا فإن "هناك تفاعلاً دائماً مباشراً في الفصل بين المعلم وطلابه حيث يمكنهم طرح الأسئلة. أما على المنصة فالأمر مختلف تماماً".

في حين أن غالبية الطلاب مصممون على العودة إلى المدرسة، يفضل عدد قليل منهم مثل طالب التوجيهي خالد الكردي مواصلة التعلم عن بعد.

من جانبه يقول الكردي: "بصراحة أخاف من خلال ذهابي إلى المدرسة أن أصاب بالفيروس وأنقل العدوى لوالدي، بالإضافة إلى أن حصص التعليم عن بعد مسجلة حيث يمكنني سماعها أكثر من مرة حتى أفهمها وأنا جالس في المنزل".

عودة باقي الطلاب إلى المدارس خلال أيام 

الناطق باسم وزارة التربية والتعليم عبدالغفور القرعان قال لقناة "المملكة" الرسمية إن حوالي 288 ألفاً آخرين من الصفين العاشر والأول الثانوي، سيلتحقون بمدارسهم في 21 فبراير/شباط الحالي، موضحاً أن بقية الطلبة في المدارس الحكومية والخاصة البالغ عددهم أكثر من مليون ومئة من الصف الرابع وحتى الصف التاسع، سيعودون اعتباراً من السابع من مارس/آذار المقبل.

كما سيلتحق أكثر من 28 ألف طالب وطالبة في 128 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا).

حيث أوضح القرعان أن "شكل التعليم سيعود للأهالي إن كان وجاهياً أو عن بعد، من خلال إبلاغ المدرسة بشكل مباشر، مع إلزام ولي الأمر بتوقيع تعهد بتقديم الطلبة الامتحانات التقييمية في المدارس بشكل وجاهي".

من جهته، قال عضو اللجنة الوطنية للأوبئة بسام حجاوي الأحد، إن "استقرار الوضع في الأردن وانخفاض المنحنى الوبائي ساهما في إعادة الحياة المدرسية إلى طبيعتها تدريجياً ضمن بروتوكول صحي واضح، يشمل المعلمين والسائقين الذين ينقلون الطلبة لضمان عدم نقلهم للعدوى".

إجراءات صحية في المدارس

 تقضي هذه الإجراءات الصحية بوضع كمامات وتعقيم اليدين والتباعد الجسدي في الفصول وتوفر مساحة مترين مربعين لكل طالب، بالإضافة إلى تعيين مراقب صحي للتأكد من إجراءات السلامة العامة.

كما أكد حجاوي أن "لجنة الأوبئة ستقيّم تجربة العودة إلى المدارس بعد أسبوعين لاستكمال عودة باقي الطلبة تبعاً للوضع الوبائي".

يذكر أنه قد بدأت في 13 يناير/كانون الثاني 2021  حملة تلقيح ضد كورونا تستهدف في مرحلتها الأولى الكوادر الصحية والذين يعانون أمراضاً مزمنة ومن تجاوزت أعمارهم الستين.

حيث تجري عمليات التلقيح في عدد من المستشفيات والمراكز الصحية، بعد وصول الكميات الأولى من لقاحي سينوفارم (الصيني الإماراتي) وفايزر/بايونتيك، في حملة تستهدف أولاً 20 إلى 25% من سكان المملكة البالغ عددهم نحو 10.5 مليون نسمة.

تحميل المزيد