كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، السبت 6 فبراير/شباط 2021، عن تأسيس الإمارات شبكة تجسس تتألف من عدد من المحللين السابقين التابعين لوكالة الأمن القومي الأمريكي، كان الهدف منها توظيفها ضد قطر، إضافة إلى تجسسها على محادثات مسؤولين كبار، على غرار ميشيل أوباما زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق، والشيخة موزة.
وأكدت الصحيفة، نقلاً عن مصدر خاص قالت إنه عضو سابق في الشبكة، إن أبوظبي قامت بـ"تضليل هؤلاء العملاء السابقين في وكالة الأمن القومي الأمريكي، من أجل خدمة أجندتها الموجهة ضد قطر، خاصةً تلك المتعلقة بإثبات مزاعمها المتعلقة بالإرهاب".
حيث شدد المصدر نفسه على أن الإمارات كانت تبحث من خلال عمليات التجسس هاته، على ما تصفها بـ"دلائل" تثبت "دعم قطر للإرهاب في المنطقة".
أما بخصوص الدوافع التي جعلت أعضاء هذه المجموعة، وفق ما يقوله العضو السابق فيها، فهي أنها أغرتهم بمبالغ مالية ضخمة، إضافة إلى خداعهم بأنهم "سيعملون مع حكومة حليفة لأمريكا".
وبخصوص أبرز العمليات التجسسية التي قامت بها هذه الشبكة، فإن العضو المتحدث يقول إنها "قرصنة محادثات جرت بين ميشيل أوباما والشيخة موزة"؛ وهو الأمر الذي دفعهم إلى الانسحاب، على حد تعبيره.
وإضافة إلى الشيخة موزة، فإن المتحدث نفسه شدد على أن القراصنة وصلوا أيضاً إلى بيانات العائلة الحاكمة في قطر.
هذه العمليات لم تكن تستهدف قطر فقط وحكامها، بل إنها وصلت أيضاً إلى أشخاص عاديين أو مؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصةً "تويتر"، والذين يقومون بالتغريد أو التعبير عن آراء تنتقد سياسات أبوظبي.
المتحدث ذاته فجّر مفاجأة من العيار الثقيل، بعد أن قال إن عمليات التجسس هذه استهدفت كذلك مسؤولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، فيما لم يفصح عن دوافع ذلك.
جدير ذكره، أن ما كشفت عنه الصحيفة الأمريكية بخصوص توظيف أبوظبي عملاء وشبكات أمريكية من أجل التجسس، ليس الأول من نوعه، بل إن تقارير إسرائيلية عديدة ذكرت أن أبوظبي تعاقدت أيضاً مع شركات مماثلة في إسرائيل للأغراض نفسها.
ففي تقرير له يعود لشهر أغسطس/آب 2020، قال موقع صحيفة Haaretz الإسرائيلية، إن شركة NSO Group Technologies، التي تُستعمل برامجها في اختراق الهواتف الخلوية، باعت في الأعوام الماضية برمجية التجسس بيغاسوس Pegasus مقابل مئات الملايين من الدولارات للإمارات ودول أخرى بالخليج، استعملتها في مراقبة النشطاء المعارضين للنظام، بتشجيع ووساطة رسمية من الحكومة الإسرائيلية.