أعلنت الولايات المتحدة، الخميس 4 فبراير/شباط 2021، وقف دعم الحرب التي تقودها السعودية في اليمن، وفق ما ذكره بيان للبيت الأبيض، تبعه مؤتمر صحفي للرئيس الأمريكي جو بايدن، من مقر وزارة الخارجية بالعاصمة واشنطن.
الرئيس الأمريكي جو بايدن علَّق على القرار الأمريكي، قائلاً إن "دبلوماسية الولايات المتحدة قد عادت (فعاليتها) مجدداً"، وأضاف: "سنعيد بناء تحالفاتنا والحوار مع العالم، وسنقف مع حقوق الإنسان".
قبل ذلك قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، خلال إفادة صحفية، إن الرئيس جو بايدن سيعلن نهاية الدعم الأمريكي للعمليات القتالية في اليمن، وأضاف أن الرئيس الأمريكي سيعلن أيضاً، عن مبعوث خاص جديد لليمن، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
فيما ذكرت وكالة الأناضول، أن مصدراً دبلوماسياً يمنياً رفيع المستوى كشف، الخميس، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تدرس تعيين مبعوث خاص إلى اليمن.
بايدن سيعين مبعوثاً خاصاً لليمن
إذ قال المصدر، مُفضلاً عدم الكشف عن اسمه، إن "مجلس الأمن القومي الأمريكي أقر وضع اليمن على صدارة أولويات السياسة الخارجية للولايات المتحدة خلال المرحلة القادمة".
وأضاف: "هناك مداولات تجري داخل المجلس لتعيين مبعوث أمريكي خاص إلى اليمن". وأشار إلى أن شخصيات عديدة تم طرحها لتولي هذا الموقع، أبرزها تيم ليندركينغ، نائب مساعد وزير الخارجية الحالي.
بينما قالت وكالة رويترز، إن تعيين تيموثي ليندركينغ يشير إلى تصميم بايدن على تعزيز مشاركة الولايات المتحدة في الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب الأهلية المدمرة باليمن.
إذ قال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه، إنه من المتوقع أن يعلن بايدن اختياره تيموثي ليندركينغ، في كلمة يلقيها حول السياسة الخارجية. وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" أول من أشار إلى هذا الخبر.
يتمتع ليندركينغ بخبرة واسعة في التعامل مع ملفات اليمن والخليج، وشغل منصب معاون وزير الخارجية لشؤون الخليج، وعمِل بسفارة الولايات المتحدة في الرياض.
ترحيب أممي ومن الحوثيين
من جانبها رحبت الأمم المتحدة، بقرار الإدارة الأمريكية مراجعة مساهماتها في دعم العمليات الهجومية للتحالف العربي باليمن، وجاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده استيفان دوغاريك، المتحدث باسم الأمين العام، بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك.
إذ قال دوغاريك، إن أي خطوة تقلل من حجم الترسانة العسكرية والأسلحة في اليمن "مرحب بها من قِبلنا".
كما رحب الحوثيون في صنعاء بقرار إدارة الرئيس الأمريكي، معتبرين أنه قد يكون خطوة نحو إنهاء النزاع.
فقد أفاد المسؤول في صفوف الحوثيين، حميد عاصم: "نتمنى أن يكون مقدمة لاتخاذ قرار وقف الحرب على اليمن وأن يكون مقدمة لاتخاذ موقف قوي في مجلس الأمن لصالح وقف العدوان"، مضيفاً: "نحن نتفاءل بذلك".
في انتظار إلغاء تصنيف الحوثيين "جماعة إرهابية"
يأتي ذلك فيما كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أنه من المرجح أن تلغي إدارة الرئيس الأمريكي الجديد قرار الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي صنف الحوثيين منظمة إرهابية.
الصحيفة نقلت عن مسؤول أمريكي، قوله: "من المرجح أن يُلغى قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية". وأضاف المسؤول الأمريكي الذي لم تذكر اسمه، أن إنهاء الحرب في اليمن سيكون عملاً صعباً ولن ينجح دون متابعة يومية.
كما لفتت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن تشجيع الأطراف في اليمن على إنهاء الصراع سيكون أولى مهام تيموثي ليندركينغ، الذي عيَّنه بايدن مبعوثاً أمريكياً إلى اليمن.
فيما كانت صحيفة "ذا ناشيونال" قد أفادت، الخميس، بأن الدبلوماسي الأمريكي ونائب مساعد وزير الخارجية السابق لشؤون الخليج، تيموثي ليندركينغ، سيعيَّن مبعوثاً لليمن.
بعد سنوات من الحرب
مع العلم أنه منذ بداية الأزمة في اليمن عام 2015، ظل التدخل الأمريكي فيها محدود التأثير نسبياً، وحاولت واشنطن أن تكون قريبة من الأطراف كافة، وفق مراقبين.
إلا أن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، اعتمدت في نهاية ولايتها، قراراً يقضي بتصنيف جماعة الحوثي "منظمة إرهابية"، وفرض عقوبات على عدد من قادتها، وهو القرار الذي أعلنت إدارة بايدن، في 22 يناير/كانون الثاني الماضي، أنها بصدد مراجعته.
يشهد اليمن حرباً منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات غالبية السكان من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.