ردت الولايات المتحدة بفتور يوم الثلاثاء 2 فبراير/شباط 2021 على اقتراح إيراني يتضمن اتخاذ واشنطن وطهران خطوات متزامنة للعودة إلى الاتفاق النووي، وقالت إنه لا تزال هناك خطوات يتعين اتخاذها قبل أن تبدأ الولايات المتحدة في التحدث مع الإيرانيين أو قبول مقترحاتهم.
كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس: "لم نجرِ أي مناقشات مع الإيرانيين ولا أتوقع أن نشرع في ذلك قبل المضي قدماً في تلك الخطوات الأولية"، في إشارة إلى مشاورات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مع الحلفاء والشركاء والكونغرس الأمريكي.
برايس أضاف: "هناك الكثير من الخطوات في تلك العملية.. قبل أن نصل إلى النقطة التي سنشارك فيها على نحو مباشر مع الإيرانيين ونكون على استعداد لقبول أي نوع من المقترحات".
اقتراح إيراني بخصوص الاتفاق النووي
كان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد اقترح يوم الإثنين طريقاً للتغلب على الجمود بين الولايات المتحدة وإيران بشأن من يبدأ أولاً في العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015.
حيث قال ظريف إن جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، يمكن أن "ينسق" هذه الخطوات.
في حين يمثل موقف ظريف تحولاً عن موقفه الذي عبر عنه في مقال بتاريخ 22 يناير/ كانون الثاني قال فيه إن على الولايات المتحدة رفع العقوبات قبل عودة إيران إلى الاتفاق.
ورداً على سؤال في مقابلة مع شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية حول كيفية سد الفجوة بين واشنطن وطهران، قال ظريف: "يمكن أن تكون هناك آلية تحدد إما تزامن (هذه الخطوات) أو تنسق ما يمكن القيام به".
انسحاب ترامب من الاتفاق النووي
من ناحية أخرى تريد كل حكومة أن تستأنف الأخرى الامتثال أولاً للاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018 لكن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن قال إنه سيعود للانضمام إليه إذا استأنفت إيران الامتثال "الصارم".
بموجب الاتفاق وافقت إيران على تقييد برنامجها النووي، بطريقة تجعل تطوير سلاح نووي أمراً أكثر صعوبة، مقابل تخفيف العقوبات من جانب الولايات المتحدة وغيرها من العقوبات الاقتصادية.
من ناحية أخرى أشار ظريف إلى أن الاتفاق شكل لجنة مشتركة منسقها هو مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي وهو آلان بوريل. وقال لشبكة "سي.إن.إن" إن بوريل "يمكنه القيام بنوع من تنسيق التحركات المطلوبة من الولايات المتحدة والأعمال التي يتعين على إيران القيام بها".
فرض عقوبات أمريكية على إيران
في حين تضم اللجنة الاتحاد الأوروبي والدول السبع الأخرى الأطراف في الاتفاق وهي إيران وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة.
وبعدما انسحب ترامب من الاتفاق أعاد فرض العقوبات الأمريكية، كما فرض عقوبات اقتصادية جديدة على إيران.
من ناحية أخرى قال محللون إن موقف ظريف قد يمهد الطريق لإجراء محادثات لإحياء الاتفاق رغم إصرار إيران السابق على أن ترفع الولايات المتحدة العقوبات أولاً.
إذ قالت سوزان مالوني من معهد بروكنجز: "وسط موقف متصلب من الإيرانيين إلى حد كبير، من غير المفاجئ بالنسبة لي أن نسمع من حين لآخر رسائل ستمكنهم" من الدخول في مفاوضات.