ماكرون يصر على إغضاب بريطانيا بسبب لقاح “أسترازينيكا”.. اتهم لندن بتعريض كبار السن للخطر

عربي بوست
تم النشر: 2021/02/03 الساعة 18:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/02/03 الساعة 18:53 بتوقيت غرينتش
الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون / رويترز

قال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء 3 فبراير/شباط 2021، إنه وغيره من زعماء أوروبا ليسوا أكبر الخاسرين عند المقارنة ببرنامج بريطانيا الأسرع للتطعيم ضد كوفيد-19، لكنهم يتحركون بوتيرة ملائمة أكثر أماناً، وذلك بسبب "التأخر" الأوروبي في موجة التطعيم مقارنة ببريطانيا.

وتقدمت بريطانيا بفارق كبير على فرنسا ودول أوروبية أخرى في وتيرة تطعيم سكانها، إذ وافقت قبل غيرها على استخدام لقاح أكسفورد-أسترازينيكا.

معركة كرامة؟

كلام الرئيس الفرنسي، الذي شكك الأسبوع الماضي في فاعلية لقاح أسترازينيكا على كبار السن، جاء بعد أن أثار موجة غضب في بريطانيا حيث يتلقى كبار السن اللقاح حاليا.

إذ ردَّ مستشار لماكرون على سؤال من أحد الصحفيين عما إذا كان ماكرون وغيره من زعماء دول الاتحاد الأوروبي هم الخاسرين بسبب برنامج التطعيم البريطاني الأسرع، قائلاً: "لا. هذه ليست معركة كرامة، ليست معركة علاقات عامة، ما نقوم به هو أننا نتبع استراتيجيتنا للصحة العامة لحماية مواطنينا".

كما أضاف: "بريطانيا جازفت بالتصريح باستخدام (لقاح) أسترازينيكا مبكراً جداً. فيما يتعلق بنا، نحن نراهن على السلامة والأمان فيما يتعلق بالصحة العامة".

ليست الأولى من نوزعها

فالرئيس الفرنسي سبق له أن قال إن لقاح أسترازينيكا غير فعّال على ما يبدو للأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً، كما وجه انتقادات لاستراتيجية بريطانيا في حملة التطعيم ضد الفيروس. 

في  تصريحات للصحفيين، الجمعة 29 يناير/كانون الثاني 2021، قال ماكرون إن "المعلومات قليلة للغاية" عن اللقاح الذي طورته الشركة البريطانية-السويدية بالاشتراك مع جامعة أكسفورد، وإنه "يعتقد عدم فاعليته تقريباً بالنسبة للأشخاص الذين تتعدى أعمارهم الـ65 عاماً".

وأضاف: "ما يمكنني قوله لكم اليوم رسمياً هو أن النتائج الأولية لدينا غير مشجعة بالنسبة لمن تبلغ أعمارهم ما بين 60 و65 عاماً (وما فوق)، فيما يتعلق بأسترازينيكا".

كما انتقد ماكرون استراتيجية بريطانيا في التطعيم القائمة على إطالة المدة بين أول وثاني جرعة بهدف تحصين أكبر عدد ممكن من الأشخاص، فقد أخّر مسؤولو الصحة في بريطانيا الجرعات الثانية لمدة تصل إلى 12 أسبوعاً، في مسعى لتسريع عملية إطلاق اللقاحات.

10 ملايين ملقَّح في بريطانيا

في شمال القارة، قال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، الأربعاء، إن أكثر من عشرة ملايين شخص في بريطانيا تلقَّوا الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لمرض كوفيد-19، ووصف ذلك بأنه "حدث كبير".

بريطانيا تعتزم تطعيم كل من تزيد أعمارهم على 70 عاماً والفئات الأكثر عرضة للإصابة والعاملين بالصفوف الأولى في مواجهة المرض، مثل العاملين بالرعاية الصحية، بحلول منتصف فبراير/شباط.

وبوتيرة تطعيم بلغت 400 ألف جرعة في اليوم، جاءت بريطانيا بعد إسرائيل والإمارات من حيث عدد الجرعات المقدمة لكل مئة شخص.

"حدث كبير"

وزير الصحة البريطاني وصف في تغريدة على تويتر، العملية بأنها "حدث كبير ومُهم في جهودنا الوطنية لمكافحة هذا الفيروس".

إذ أظهرت بيانات حكومية أن عشرة ملايين و21471 شخصاً تلقوا الجرعة الأولى، و498962 تلقوا الجرعة الثانية.

على صعيد آخر، اجتاحت التعليقات الساخرة من ماكرون "تويتر" بسبب تصريحاته الأخيرة، خاصة من البريطانيين، والذين اعتبروا تصريحاته بأنها "محاولة لتبرير تأخر الاتحاد الأوروبي"، بينما ذهب البعض الآخر إلى حد مطالبته بـ"تحضير اعتذار من لقاح أسترازينيكا، بعد الانتهاء من التلقيح"

وكانت بريطانيا أول دولة تقر استخدام لقاحَي فايزر-بيونتيك وأكسفورد-أسترازينيكا، مما أتاح لها بدء التطعيم مبكراً.

كما أبرمت اتفاقات توريد مع مصنِّعين في مراحل التصنيع الأولى، مما مكَّنها من تجنُّب بعض مشاكل التوريد التي عطَّلت برامج تطعيم أوروبية أخرى.

تحميل المزيد