ظريف يلمح لاستعداد طهران التخلي عن شرطها للعودة للاتفاق النووي.. قدّم مقترحاً، ودعا أوروبا للتحرك

عربي بوست
تم النشر: 2021/02/02 الساعة 06:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/02/02 الساعة 06:08 بتوقيت غرينتش
وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف/ رويترز

اقترح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الإثنين 1 فبراير/شباط 2021، طريقاً للتغلب على الجمود بين الولايات المتحدة وبلاده بشأن من يبدأ أولاً في العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015، داعياً الاتحاد الأوروبي إلى التوسّط بين بلاده والولايات المتحدة، في تصريح بدا أنه تراجع للموقف الإيراني عما أعلنته سابقاً.

تصريحات ظريف جاءت رداً على سؤال في مقابلة مع شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية حول كيفية سد الفجوة بين واشنطن وطهران، قال ظريف: "يمكن أن تكون هناك آلية تحدد إما تزامن (هذه الخطوات) أو تنسيق ما يمكن القيام به".

ظريف يُبدي مرونة في موقف بلاده

خاطب ظريف في تصريحاته مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل للتدخل من أجل إنقاذ الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، داعياً إياه لترتيب "التدابير التي يجب أن تتخذها الولايات المتحدة وتلك التي يجب أن تتخذها إيران".

هذه التصريحات جاءت في مقابلة أجراها ظريف مع شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية أكد فيها أن هذه الآلية يمكن أن تكون عبر العودة بشكل "متزامن" للبلدين إلى الاتفاق النووي، أو "تنسيق ما يمكن القيام به"، داعياً بوريل لتنسيق الخطوات من أجل ذلك.

يمثل موقف وزير الخارجية الإيراني تحولاً عن موقفه الذي عبر عنه في مقال بتاريخ 22 يناير/كانون الثاني قال فيه إن على الولايات المتحدة رفع العقوبات قبل عودة إيران إلى الاتفاق.

جاءت تصريحات ظريف في وقت تريد فيه كل حكومة أن تستأنف الأخرى الامتثال أولاً للاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018 لكن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن قال إنه سيعود للانضمام إليه إذا استأنفت إيران الامتثال "الصارم".

رأى محللون أن موقف ظريف قد يمهد الطريق لإجراء محادثات لإحياء الاتفاق رغم إصرار إيران السابق على أن ترفع الولايات المتحدة العقوبات أولاً، فقالت سوزان مالوني من معهد بروكنجز: "وسط موقف متصلب من الإيرانيين إلى حد كبير، من غير المفاجئ بالنسبة لي أن نسمع من حين لآخر رسائل ستمكنهم" من الدخول في مفاوضات.

تحذير أمريكي رافقه تحرك  دبلوماسي

تأتي تصريحات ظريف بعد يوم من تحذير وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من أن طهران على بعد أشهر من القدرة على إنتاج المواد الانشطارية اللازمة لصنع سلاح نووي.

حيث نقل تلفزيون "إن.بي.سي" عن بلينكن قوله إن الأمر قد يستغرق "أسابيع" فقط إذا استمر عدم التزام إيران بالقيود المنصوص عليها في الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

كما تزامنت تصريحات الطرفين في وقت أفادت فيه تقارير إعلامية، الجمعة، بأن المبعوث الأمريكي الجديد الخاص بإيران روب مالي، أجرى مباحثات مع مسؤولين أوروبيين، لبحث تطورات الملف النووي الإيراني، في ظل تطلع إدارة الرئيس جو بايدن للعودة إلى الاتفاق بعد انسحاب سلفه دونالد ترامب منه.

فقد نقلت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، عن مصادر أوروبية -لم تسمهاـ قولها إن مالي "أجرى (الخميس) محادثات مع مسؤولين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا لتقييم مستجدات الاتفاق النووي الموقع مع إيران".

من الجدير ذكره أن وزارة الخارجية الإيرانية رفضت إجراء أي مفاوضات أو تغييرات جديدة على المشاركين في اتفاق طهران النووي مع الدول الكبرى بعد أن قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن أي محادثات جديدة يجب أن تشمل السعودية.

الاتفاق النووي الإيراني عام 2015

وبموجب اتفاق عام 2015، وافقت إيران على تقييد برنامجها النووي، بطريقة تجعل تطوير سلاح نووي أمراً أكثر صعوبة، مقابل تخفيف العقوبات من جانب الولايات المتحدة وغيرها من العقوبات الاقتصادية.

كما أشار ظريف إلى أن اتفاق 2015 شكل لجنة مشتركة منسقها هو مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي وهو الآن بوريل.

وقال ظريف لشبكة "سي.إن.إن" إن بوريل "يمكنه… القيام بنوع من تنسيق التحركات المطلوبة من الولايات المتحدة والأعمال التي يتعين على إيران القيام بها".

يذكر أن اللجنة تضم الاتحاد الأوروبي والدول السبع الأخرى الأطراف في الاتفاق وهي إيران وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة.

وبعدما انسحب ترامب من الاتفاق أعاد فرض العقوبات الأمريكية كما فرض عقوبات اقتصادية جديدة على إيران.

تحميل المزيد