كشف تقرير نشرته صحيفة Haaretz الإسرائيلية، الثلاثاء 2 فبراير/شباط 2021، أن أحد عناصر الشرطة الإسرائيلية قام بفرض غرامات على الركاب العرب فقط، في إحدى الحافلات، بسبب عدم ربط أحزمة الأمان، لكنه تجاهل معاقبة الركاب اليهود في الحافلة نفسها.
شهود عيان كانوا على متن الحافلة التي كانت في طريقها من موديعين إلى تل أبيب، قالوا لصحيفة هآرتس الإسرائيلية إن هذا التصرف كان تمييزاً متعمداً، لكن الشرطة نفت أن يكون هذا الإجراء قائماً على العنصرية.
شرطي إسرائيلي يغرّم ركاباً فلسطينيين
التقرير الإسرائيلي أشار إلى أن المشكلة حدثت عندما توقفت الحافلة، التي تديرها شركة تدعى Kavim للحافلات، صباح يوم الأحد 31 يناير/كانون الثاني 2021، في تقاطع رئيسي على الطريق 443، لما قالت الشرطة إنه "تطبيق لقوانين المرور وتعليمات فيروس كورونا".
الحافلة كانت تضم ركاباً معظمهم من الضفة الغربية، ولديهم تصاريح للعمل في إسرائيل، وعند نقطة تفتيش مكابيم الحدودية استوقفهم رجل الشرطة الإسرائيلي وقام بتفتيش الركاب.
فيما قال سائق الحافلة محمود مجاهد إن الركاب اليهود في الحافلة كان عددهم ستة ركاب فقط من عدد الركاب الإجمالي، (29 راكباً).
عدد من ركاب الحافلة قالوا للصحيفة إن الشرطي اقترب من الركاب العرب وأمضى نحو نصف ساعة في فحص أوراقهم.
الشرطي بعد أن أظهر الجميع التصاريح التي تسمح لهم بدخول إسرائيل، حرّر لهم جميعاً تقريباً غرامة قيمتها 250 شيكل (76 دولاراً) لعدم ربطهم أحزمة الأمان، وهو انتهاك للقانون يُعتقد أنه نادراً ما يُعَاقَب عليه. وبحسب ما ورد، لم تُفحص أوراق أي راكب من الركاب اليهود ولم يُغَرَّموا، كما لم يُغَرَّم السائق العربي.
استياء الركاب العرب من غرامات الشرطي الإسرائيلي
في المقابل، وحسب التقرير الإسرائيلي، فقد أبدى بعض الركاب العرب غضبهم من الغرامات المحررة لهم، وألقوا بالأوراق على أرضية الحافلة، ما دفع الشرطي لتهديهم بالقول إنه سيحرر لهم غرامة أخرى قدرها 700 شيكل (213 دولاراً).
كذلك وفي مقطع فيديو يصور الحادث، يُسمع صوت السائق وهو يقول: "شرطة إسرائيل تسيء إلى العمال، والشرطي يعاملهم كالحيوانات، هؤلاء بشر في طريقهم لكسب الرزق".
سائق الحافلة محمود مجاهد الذي يقطن في حي كفر عقب بالقدس الشرقية، قال إن الشرطي حذّره في البداية من تغريمه، لكنه عدل عن قراره لاحقاً. وقال إنه حين اعترض على الغرامات المُحرَّرة للركاب، قال له الشرطي إنه إذا لم يمضِ في طريقه، فسيغرمه لعرقلة حركة المرور.
مجاهد أضاف أيضاً: "لم أسمع قط بفرض غرامة على حزام الأمان في وسائل النقل العام، حتى ضباط الشرطة الذين يستقلون الحافلات لا يربطون حزام الأمان".
شهادة راكبة يهودية في الحافلة
من ناحية أخرى زعمت إحدى الراكبات اليهود أنه كان واضحاً لها أن الشرطي كان يضايق الركاب العرب.
الراكبة اليهودية قالت لصحيفة Haaretz: "لم يربط أي من الركاب حزام الأمان. وكنا نظنه تفتيشاً على التصاريح"، في إشارة إلى التصاريح الصادرة لفلسطينيي الضفة الغربية التي تمكّنهم من دخول إسرائيل.
كما أضافت أن الشرطي الإسرائيلي "لم ينظر إلينا نحن الركاب اليهود حتى، ولم يكن ذلك مريحاً، إلا أنني لم أجرؤ على الاعتراض، وكان واضحاً أن هذا التصرف متعمد وصريح ومثير للاشمئزاز وعنصري، وكان الجميع في حالة صدمة. وكان السائق يتساءل: "لماذا تفعل هذا بهم؟".
من جانبها، ورداً على هذه الواقعة قالت الشرطة الإسرائيلية إنه بعد تفتيش عشرات المركبات والحافلات، تم توقيع الغرامات على المخالفين دون أي اعتبار لأصل الشخص أو دينه على حد قول البيان.