قالت صحيفة The Times البريطانية، الأحد 31 يناير/كانون الثاني 2021، إن كنيسة بريطانيا تعتزم تخفيض عدد رجال الدين المتفرغين على مستوى المملكة، وذلك بعد فقدانها خُمس المترددين عليها، بسبب جائحة فيروس كورونا.
وثيقة داخلية مسربة كشفت عن الأضرار التي لحقت بكنيسة بريطانيا بسبب الجائحة؛ مشيرة إلى أن ما يصل إلى 20% من المصلين المعتادين قد لا يعودون أبداً إلى الكنيسة، مطالبةً بمراجعة الدعم المالي المقدم إلى 5 آلاف أبرشية من إجمالي 12 ألفاً.
تحذِّر الوثيقة أيضاً من عزم معظم الأبرشيات "تقليص عدد رجال الدين والموظفين في الكنائس، حيث قال أحد الأساقفة ومصدر آخر رفيع المستوى إن عدد الكهنة الذين يتقاضون رواتب قد ينخفض بنسبة 10% إلى 20%، حيث تخفِض الكنيسة التكاليف عن طريق توظيف المزيد من رجال الدين المتطوعين.
سياسة جديدة في الكنيسة
ويقود ستيفن كوتريل، الذي تولى منصب مُطران يورك خلال الجائحة، برنامجاً لتحويل المؤسسة الكنسية إلى ما يصفه "بكنيسة على شكل يسوع"، تركز على العالم الأوسع وتجذِب إلى عضويتها شباباً أكثر تنوعاً عرقياً. وسيُحدد المزيد من التفاصيل في 25 فبراير/شباط.
ويشعر المتمسِّكون بالتقاليد بالقلق من أن كوتريل "يستغل فيروس كورونا" للتخلص من عبء شبكة من 16 ألف كنيسة، ويخشون كذلك من أن تؤدي إصلاحاته إلى بيع العديد من المقرات ورحيل الكهنة وإنهاء حقبة كانت الكنائس فيها متأصلة في المجتمعات.
وعندما أمرت الحكومة جميع مباني الكنيسة بالبقاء مغلقة من 24 مارس/آذار إلى 4 يوليو/تموز، استجابت الكنيسة بعقد شعائرها على الإنترنت، وأجرى جاستن ويلبي، مطران كانتربري، قدَّاس عيد الفصح من مطبخه.
الصلاة عبر الإنترنت
يخلُص التقرير إلى أن "الصلاة عبر الإنترنت ستصبح جزءاً مهماً من الممارسات السائدة. وقد تخرج كنيسة بريطانيا من الجائحة أصغر من حيث المشاركة على بعض الأصعدة، وبشكل خاص بالحضور المادي. وسيكون لهذا حتماً تأثير إضافي على استدامة العديد من الكنائس المحلية".
وينبِّه حجم التمويل والأشخاص والمباني المقدَّمة إلى 42 من سكرتارية الأبرشيات هذا الشهر رجال الدين إلى تجهيز أنفسهم للتخفيضات الثقيلة القادمة، حيث "أثار تخفيض عدد رجال الدين المعلن مِن بعض الأبرشيات بعض الرعب، رُغم ظهورها في سياق الانخفاض المستمر في أعداد رجال الدين خلال العقود الأخيرة وعدم استدامة الخدمة في العديد من الأبرشيات".
وقال أحد الأساقفة: "نحن لا نتخلى عن نظام الأبرشيات الذي ينص أساساً على أن كنيسة بريطانيا تقدم خدماتها لكل فرد في الأرض وتريد وجوداً مسيحياً في كل مجتمع".
وأضاف الأسقف: "ما نقوم به هو البحث عن طرق أخرى لتنظيم ذلك مع فرق محلية، وكثير منهم سيكون إما قساوسة مستقلين أو كهنة عاديين يعتنون بالكنائس المحلية أو مجموعات محلية من المسيحيين مع رجال دين موظَّفين، الذين سيكونون أقل عدداً ومعنيين بالعناية وإدارة مناطق أكبر وكأنهم أساقفة صغاراً".
يوجد بالكنيسة بالفعل 2870 رجل دين متطوعاً، و7370 رجل دين متقاعداً يواصلون العمل في المكاتب، و7830 قارئاً عادياً.
وقالت كنيسة بريطانيا إن النتائج، المستندة إلى بحثٍ أُجرِيَ خلال الإغلاق الأول في العام الماضي، غير مكتملة في سياق الوضع المتغير باستمرار. وستواصل كنيسة بريطانيا تقييم البحث والتحليل المستمر لفهم تأثير الجائحة على شكل الكنيسة في المستقبل".