نتائج أولية تؤكد نجاح اللقاح بالحد من انتشار كورونا في بريطانيا.. المملكة لقحت 8 ملايين شخص

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2021/01/30 الساعة 10:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/30 الساعة 10:01 بتوقيت غرينتش
بريطانيا أول دولة بالعالم تستخدم لقاح فايزر ضد كورونا - رويترز

قالت صحيفة The Times البريطانية، السبت 30 يناير/كانون الثاني 2021، إن تجربة المملكة المتحدة مع لقاح كورونا قد تكون مبشرة، إذ نجحت حملة التطعيم الواسعة التي نفذتها لندن بالفعل في التخفيف من حدة انتشار الوباء الذي أثقل كاهله على القطاع الصحي في ظل تصاعد أعداد الإصابات في الآونة الأخيرة خصوصاً بالسلالة الجديدة من الفيروس.  

نائب رئيس اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين أنثوني هارندين، قال للصحيفة إن بحثاً من المقرر نشره خلال أيام، سيوفر أدلة من الواقع على أنَّ اللقاح قد آتى مفعوله في حماية البريطانيين، بما في ذلك اقتراحات أنَّ تأثير اللقاح يستمر بناؤه حتى شهر بعد الجرعة الأولى.

حيث أظهرت الإحصائيات الرسمية، الجمعة 29 يناير/كانون الثاني، أنَّ 414 ألفاً و419 بريطانياً آخرين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح في بريطانيا؛ ليصل الإجمالي إلى 7.9 مليون؛ ما يعني أنَّ هيئة الخدمات الصحية الوطنية حققت أقل من 50% من هدفها في تحصين الفئات الأربع الأكثر عرضة لخطر الإصابة بحلول فبراير/شباط 2021.        

وفيما يُعتقَد أنَّ الحماية التي يوفرها اللقاح تحتاج إلى شهرين لبنائها، لكن البروفيسور هارندين أوضح أنه من الواضح أن التلقيح على نطاق واسع أسهم في خفض عدد الإصابات.

بيانات أولية مبشرة 

وقال البروفيسور هارندين: "تشير البيانات الأولية إلى فاعلية اللقاح من الجرعة الأولى في كل من كبار السن الذين تزيد أعمارهم على 80 عاماً، والبالغين الأصغر سناً. ويبدو أن التأثير يزداد بمرور الوقت. من الممكن الحصول على حماية أقوى وأفضل على المدى الطويل من خلال جرعة ثانية متأخرة".

وركز التطعيم الأولي على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 80 عاماً، وموظفي الرعاية الصحية وهيئة الخدمات الصحية البريطانية، وبعدها توسع ليشمل الشباب والفئات المعرضة للخطر بسبب ظروفها الصحية.

وانخفضت معدلات الإصابة بالفيروس بين الأشخاص الأكبر من 80 عاماً بنسبة 36% هذا الشهر، كما شهدت الفئات العمرية الأخرى انخفاضات مماثلة، في حين كان الانخفاض الأكبر في العشرينيات من العمر الذين انخفضت معدلاتهم إلى النصف.

بيد أنَّ وكالة الصحة العامة البريطانية لديها إمكانية الوصول إلى بيانات عن العدوى المرتبطة بسجلات التطعيم، ويمكن لباحثيها مقارنة فرصة الإصابة بالفيروس بين أولئك الذين تلقوا باللقاح وأولئك الذين لم يحصلوا عليه في نفس الفئة العمرية. ومن المقرر صدور النتائج الأولية لدراستهم في الأسبوع المقبل.

وقال البروفيسور هارندين: "البيانات التي لدينا ليست نهائية؛ لأنها لا تعكس سوى 3 أو 4 أسابيع فقط من برنامج التطعيم، ولا ترتكز إلا على لقاح فايزر".

ولم تظهر البيانات بعد أي تأثير على حالات الدخول إلى المستشفيات أو الوفيات، لكن العلماء متفائلون بالنظر إلى أن معدلات الحالات بين الأشخاص الأكبر من 60 عاماً كانت واحدة من أكثر المؤشرات موثوقية على الحاجة للإيداع في المستشفيات.

بريطانيا تكافح مع السلالة الجديدة 

يأتي ذلك في الوقت الذي تكافح فيه بريطانيا لمواجهة السلالة المتحورة من كورونا المستجد، حيث قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الجمعة 22 يناير/كانون الثاني 2021، إن ثمة أدلة تؤكد أن فيروس كورونا المتحور "أكثر فتكاً".

جونسون قال في مؤتمر صحفي إن فيروس كورونا المتحوّر ليس أسرع انتشاراً وأكثر عدوى فقط، بل أشد فتكاً، موضحاً: "يبدو الآن أيضاً أن هناك بعض الأدلة على أن النسخة المتحوّرة الجديدة.. قد تكون مرتبطة بدرجة أعلى من الوفيات".

فيما نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريراً لمراسلها بنجامين مولر عن المعركة اليائسة التي تخوضها المستشفيات البريطانية ضد تهديد حذَّر كثيرون من قدومه، حيث جاء فيه أن المستشفيات البريطانية تجاهد للتأقلم مع السلالة الجديدة من فيروس كورونا رغم التحذيرات خلال العام الماضي وضرورة التحضير في مواجهة زيادة بالحالات أثناء الشتاء.

قال مولر إن السلالة الجديدة من فيروس كورونا، المعدية بشكل كبير، تضرب نظام الصحة الوطنية الذي يعمل فوق طاقته، حيث يقول عمال الصحة إن هذا بسبب فشل الحكومة في استباق وتوقع الحالات أثناء الشتاء؛ وهو ما دفعهم إلى اتخاذ إجراءات أكثر تطرفاً لمواجهة الحالات المتزايدة.

حيث أظهرت دراسة رسمية نُشرت في 19 يناير/كانون الثاني، أن شخصاً من كل ثمانية في إنجلترا أصيب بفيروس كورونا المستجد في ديسمبر/كانون الأول، ما يشكل ارتفاعاً كبيراً مقارنة مع الشهر الذي سبقه (1 من 11)، على خلفية انتشار السلالة الجديدة المتحورة من الفيروس.

كما أفاد مكتب الإحصاء الوطني بأن شخصاً من أصل عشرة في ويلز، وشخصاً من 13 في أيرلندا الشمالية، وشخصاً من 11 في أسكتلندا أصيبوا بالفيروس في الفترة نفسها. واستند في إحصاءاته إلى فحوص الأجسام المضادة التي أُجريت بشكل عشوائي لدى السكان وأتاحت بالتالي أيضاً تحديد الأشخاص المصابين الذين لا تظهر عليهم عوارض المرض وليس فقط هؤلاء الذين تكون نتيجة فحصهم إيجابية.

في إنجلترا وويلز، كان إجمالي معدل الوفيات في الأسبوع الأول من يناير/كانون الثاني، أعلى بنسبة 45.8% من المعدل المسجل في السنوات الخمس الماضية، بحسب مكتب الإحصاء الوطني، الذي حذَّر في الوقت نفسه من أن البيانات قد تكون غير دقيقة، بسبب التأخر في تسجيل الوفيات خلال فترة عطلة أعياد الميلاد.

تحميل المزيد