كشف تقرير نشرته صحيفة The Independent البريطانية، الجمعة 29 يناير/كانون الثاني 2021، أن إنتاج اللحوم يخلق أرضاً خصبة مثالية لظهور أمراض خطيرة حيث ينتج الخطر عن تفاعلات البشر مع الحيوانات، وفقاً لأكاديميين من جنوب إفريقيا.
كذلك حدَّد خبراء من كل من الأمم المتحدة والهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية وفق التقرير البريطاني، أن التربية الصناعية للحيوانات هي سبب معظم الأمراض المُعدية الجديدة على مدار العقد الماضي، وحذَّروا أيضاً من خطر إطلاق جائحة جديدة.
أزمة انتقال الأمراض من الحيوانات للبشر
التقرير قال كذلك في معرض حديثه عن أزمة الأمراض الحيوانية المنشأ، إنها زادت -خاصةً تلك التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر- بأربعة أضعاف في الأعوام الخمسين الماضية.
إذ إن الحيوانات المحتجزة بأماكن مغلقة، سواء في أسواق الشوارع أو المزارع المتكدسة، معرضة للإصابة بالأمراض، بسبب ضغط الظروف وحتى مشاهدة ذبح غيرها الذي يُضعف مناعتها، بحسب ما يقوله الخبراء.
في المقابل قال التقرير البريطاني، إن مايو/أيار 2020 شهد إصدار تقرير تحت عنوان Is the next Pandemic on our Plate? (هل الجائحة التالية من صنع أيدينا؟)، تناول كيف سمحت تربية المصانع لمُسببات الأمراض بالظهور والانتشار، ودعمها الاستخدام الروتيني للمضادات الحيوية، مما أدى إلى ضعف فعالية الأدوية، على حد قول التقرير.
ملايين الوفيات بسبب الأمراض الحيوانية
منظمة الصحة العالمية من جانبها وفي تقرير رسمي، قالت إنه على مستوى العالم، يحدث نحو مليار حالة مرض وملايين الوفيات كل عام بسبب الأمراض الحيوانية، وإن 75% من الأمراض المعدية حيوانية المنشأ تنشأ من الحيوانات البرية.
من جانبها قالت الأستاذة أليزا لو رو، مساعدة عميد في العلوم الطبيعية والزراعية والأستاذة المساعدة في جامعة الولاية الحرة، إنَّ حرص المواطنين على طلب اللحوم التي واجهت ممارسات زراعية أرخص وقيوداً أقل، أدي إلى حبس مزيد من الحيوانات في مساحات أصغر مع تقليل إطعامها العلف الطبيعي شيئاً فشيئاً، على حد قولها.
كذلك تساءلت: "هل تتذكرون مرض جنون البقر؟ هل رأيتم بطاريات الدجاج؟ لا ينبغي أن نلوم ممارسات الأكل (الغريبة)، ولكن أن ننظر إلى ممارساتنا".
بروفة لجائحة كبيرة
من جانبه قال البروفيسور روبرت براغ، من قسم الميكروبات والكيمياء الحيوية والتكنولوجيا الحيوية في الطعام: "سيكون هناك مزيد من الجوائح، وهناك شعور يسري بين بعض العلماء بأن تلك قد تكون مجرد بروفة لجائحة كبيرة حقاً".
براغ أضاف كذلك، أن كثيراً من علماء الفيروسات توقعوا حدوث جائحة إنفلونزا لسنوات كثيرة. حيث قد تلقت البشرية تحذيرات بشأن جائحات قادمة لسنوات كثيرة.