رفضت وزارة الخارجية الإيرانية، السبت 30 يناير/كانون الثاني 2021، إجراء أي مفاوضات أو تغييرات جديدة على المشاركين في اتفاق طهران النووي مع الدول الكبرى، بعد أن قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن أي محادثات جديدة يجب أن تشمل السعودية.
حيث نقلت وسائل إعلام رسمية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة قوله إن الاتفاق النووي اتفاق دولي متعدد الأطراف صدَّق عليه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، وهو غير قابل للتفاوض، كما أن الأطراف فيه واضحة وغير قابلة للتغيير، على حد قوله.
مقترح ماكرون بشأن اتفاق إيران النووي
كان تلفزيون قناة العربية قد نقل، يوم الجمعة 29 يناير/كانون الثاني 2021، عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قوله إن أي مفاوضات جديدة بشأن الاتفاق النووي الإيراني ستكون صارمة للغاية، وينبغي أن تشمل المملكة العربية السعودية.
حيث قال التليفزيون، وفق ما نقل تقرير رويترز، إن ماكرون أبلغ صحفيين على مائدة إعلامية مستديرة شملت تلفزيون العربية المملوك لسعوديين بأن الوقت المتبقي لمنع إيران من تطوير سلاح نووي محدود للغاية.
كما أشار ماكرون إلى أن ضرورة تفادي تكرار أخطاء الاتفاق النووي الدولي الموقّع عام 2015 مع إيران، والذي استبعد دولاً أخرى بالمنطقة.
في المقابل، فقد بدأت إيران في تجاوز الحدود المسموح بها في تخصيب اليورانيوم، رداً على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في 2018، خلال حكم الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي أعاد فرض عقوبات اقتصادية شاملة على طهران.
تعهدات إدارة بايدن بخصوص الاتفاق النووي
من ناحية أخرى، تعهدت إدارة الرئيس جو بايدن بالعودة للاتفاق، ولكن بعد أن تعاود طهران الامتثال الكامل لبنوده.
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، من جانبه، ردَّ على هذه التصريحات يوم الجمعة بقوله إن طهران لن تتراجع عن تسريع وتيرة العمل ببرنامجها النووي قبل أن ترفع واشنطن العقوبات.
من ناحية أخرى، فقد أيَّدت السعودية، التي تخوض عدداً من الحروب بالوكالة في المنطقة مع طهران بما فيها اليمن، حملة "الضغوط القصوى" التي مارسها ترامب ضد إيران.
مباحثات أمريكية – أوروبية بخصوص إيران
في سياق ذي صلة، قال مصدران مطلعان، يوم الجمعة، إن المبعوث الأمريكي الجديد الخاص بإيران تحدث مع مسؤولين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، يوم الخميس، في الوقت الذي تبحث فيه الولايات المتحدة سبل إحياء الاتفاق النووي الموقّع مع إيران عام 2015، والذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب.
حيث قال مصدر دبلوماسي أوروبي، مشيراً إلى حوار المبعوث الأمريكي الخاص روبرت مالي مع المسؤولين السياسيين بوزارات الخارجية البريطانية والفرنسية والألمانية: "الأمر يتعلق بمحاولة الإلمام بالملف وتقييم ما نفكر فيه".
كما أكد المصدر الثاني إجراء المحادثة، لكنه لم يقدم تفاصيل. ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية على الفور على طلب للتعليق.
توقيع خطة العمل المشتركة
يُذكر أن إيران وقّعت مع ست قوى عالمية كبرى الاتفاق المعروف رسمياً باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، ويلزم طهران بكبح برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات من جانب الولايات المتحدة ودول أخرى. وكان مالي عضواً في الفريق الأمريكي الذي شارك في المفاوضات الخاصة بالاتفاق النووي أثناء إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما.
لكن ترامب انسحب من الاتفاق عام 2018، وأعاد فرض العقوبات على طهران. وفي المقابل بدأت إيران في انتهاك بنود الاتفاق بما شمل تخصيب كميات أكبر من اليورانيوم إلى مستويات نقاء أعلى مما نص عليه الاتفاق.