قالت المفوضية الأوروبية إنها قد تلجأ إلى آلية جديدة تقضي بمنع الملايين من جرعات لقاح كورونا من دخول بريطانيا عبر الاتحاد الأوروبي، وذلك في تهديد أقدم عليه الاتحاد كردّ على إعلان شركة "أسترازينيكا" البريطانية تخفيضاً كبيراً في إمدادات لقاحها لدول الاتحاد الأوروبي.
فقد أعلنت المفوضية الأوروبية، الخميس، 28 يناير/كانون الثاني 2021، أنها قد تمنح المنظمين في بلدان الاتحاد سلطة رفض وتجميد الصادرات الموجهة إلى المملكة المتحدة.
من جانبه، هدد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل باتخاذ إجراءات قانونية ضد شركات تصنيع الأدوية مثل "أسترازينيكا" البريطانية بعد أن أعلنت أنها ستخفض بشكل كبير إمدادات لقاح كورونا لدول الاتحاد الأوروبي.
كما أكد ميشيل: "إذا لم يتم التوصل إلى حل مُرض مع الشركات، فيجب علينا طرح جميع الخيارات والاستفادة من جميع الأدوات والتدابير القانونية (الموجودة في معاهدات الاتحاد الأوروبي)".
وشدد كذلك على أن "المادة 122 من معاهدة عمل الاتحاد الأوروبي يمكن اعتبارها من بين هذه التدابير، وبالتالي ضمان إنتاج اللقاحات وإمدادها بشكل فعال".
والمادة 122 تخول المجلس الأوروبي اتخاذ تدابير مناسبة للوضع الاقتصادي في حالة ظهور صعوبات خطيرة في توريد بعض المنتجات، وخاصة في مجال الطاقة.
أزمة بسبب لقاح كورونا
وتعرضت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي البالغ عددها 27 دولة لأزمة كبرى بسبب إعلان شركة الأدوية الإنجليزية السويدية أسترازينيكا، الأسبوع الماضي، أنها ستضطر إلى قطع تسليم لقاح كورونا إلى دول الاتحاد بنسبة 60% خلال الربع الأول من العام الجاري بسبب مشاكل في الإنتاج.
ومع الصعوبات التي تواجه خطط اللقاحات الوطنية في الاتحاد الأوروبي، ورفض أسترازينيكا تحويل الجرعات المصنوعة في مواقع في أكسفورد وستافوردشاير إلى الاتحاد الأوروبي، صعّدت بروكسل من لهجتها تجاه الشركة البريطانية السويدية.
حيث طالب الجهاز التنفيذي التابع للمفوضية الأوروبية بالتحقيق مع إدارة أسترازينيكا بسبب الشكوك حول تفسير النقص المتوقع في التسليم، حيث تريد المفوضية معرفة ما إذا كانت الجرعات المنتجة على أراضي الاتحاد الأوروبي قد جرى تحويلها إلى المملكة المتحدة في الأسابيع الأخيرة.
فقد كانت أسترازينيكا قد طمأنت بريطانيا، في وقت سابق، بأنها ستكون قادرة على إنتاج مليوني جرعة أسبوعياً للمملكة المتحدة من أجل تلبية طلب 100 مليون جرعة، جرت الموافقة عليها في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وقال متحدث باسم وزارة الصحة البلجيكية إن التفتيش الذي نفذه الجهاز التنفيذي التابع للمفوضية الأوروبية في مصنع أسترازينيكا (جنوب بروكسل)، كان الهدف منه "التأكد من أن تأخير التسليم يرجع بالفعل إلى مشكلة بالإنتاج في الموقع البلجيكي".
من جانبها، رفضت "أسترازينيكا" اتهام الاتحاد الأوروبي بأن الشركة فشلت في الوفاء بالتزاماتها لتسليم لقاح الفيروس.
حيث قالت الشركة، في بيان، إن الأعداد الواردة في عقدها مع الاتحاد الأوروبي كانت أهدافاً لا يمكن تحقيقها بسبب مشكلات في التوسع السريع في الطاقة الإنتاجية.