وصف غير بيدرسون، مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، الجولة الخامسة من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية، بأنها "مخيبة للآمال"، وذلك في مؤتمر صحفي عقده، الجمعة 29 يناير/كانون الثاني 2021، عقب اختتام الجولة الخامسة من المحادثات التي انطلقت بمدينة جنيف السويسرية، الإثنين.
وبعد نحو عشر سنوات من الحرب، تواجه سوريا أزمة اقتصادية طاحنة مع انهيار العملة والارتفاع الصاروخي للتضخم. لكن القتال توقف إلى حد كبير واستعاد الأسد السيطرة على معظم أنحاء البلاد بفضل الدعم العسكري الروسي القوي.
وفي الـ23 سبتمبر/أيلول 2019، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تشكيل اللجنة الدستورية الخاصة بسوريا، ضمن الجهود لإنهاء الحرب المستمرة منذ عام 2011.
موقف النظام المتعنت
المبعوث الأممي أشار إلى الموقف المتعنت لوفد النظام قائلاً: "أبلغت أعضاء هيئة صياغة الدستور (المصغرة) المكونة من 45 عضواً، أنه لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو، كان بالنسبة لي (جولة المحادثات) مخيباً للآمال".
إذ يتولى إدارة الاجتماعات الرئيسان المشاركان، عن النظام أحمد الكزبري، وعن المعارضة هادي البحرة.
كما أضاف أن وفد المعارضة أكمل صياغة المبادئ العشرة الأساسية في الفصل الأول من الدستور وعرضه إلا أن وفد النظام لم يقبل المقترحات.
بيدرسون لفت إلى أن رئيس وفد المعارضة، هادي البحرة، قبَل المقترحات إلا أن رئيس وفد النظام أحمد الكزبري رفضها.
قبل أن يتابع أيضاً: "أظهر هذا الأسبوع أن مثل هذا الموقف (للنظام) لا يجلب النفع. لا يمكننا الاستمرار في الاجتماع (اجتماعات اللجنة) ما لم نغير ذلك".
أشاد بموقف المعارضة
وأكد بيدرسون أن المعارضين (دون أن يسميهم) ساهموا بشكل بنّاء في الاجتماعات، بينما النظام فعل العكس.
ففي معرض رده على سؤال عما إذا كان التقى الدبلوماسيين الروس والإيرانيين في جنيف، أعلن بيدرسون أنه التقاهم.
كما صرح بأنه سيبلّغ مجلس الأمن الدولي بشأن الجولة الخامسة من المحادثات.
اتهامات لوفد النظام
أحمد الكزبري، الرئيس المشارك للجنة الدستورية من جانب الحكومة السورية، قال إن وفده طرح أفكاراً "إيجابية"، لكن هادي البحرة الرئيس المشارك للجنة الدستورية من جانب المعارضة، اتهم وفد الحكومة بعدم الانخراط في صياغة الدستور الجديد.
إذ قالت بسمة قضماني، عضو وفد المعارضة، إن أعضاء اللجنة المناهضين للأسد يأملون أن تسارع إدارة الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، بالدخول في العملية خلال الأسابيع القادمة؛ حتى يتمكن المشاركون من إبقاء اللجنة الدستورية على قيد الحياة.
كما أضافت قضماني في تصريح لـ"رويترز"، أن "اللجنة الدستورية تعد المسار الوحيد في العملية السياسية الذي ما زال على قيد الحياة، لكن يمكن القول بكل أمانة، إنه في الرعاية الفائقة".
"الجولة الخامسة"
انطلقت أشغالها، الإثنين الماضي، في مكتب الأمم المتحدة بجنيف، وتقود اللجنة إعادة صياغة الدستور السوري، وهي هيئة مكونة من 150 عضواً، بواقع 50 ممثلاً لكل من الأطراف الثلاثة.
تتكوَّن الهيئة المصغرة للجنة من 45 عضواً، بواقع 15 عضواً من كل من النظام والمعارضة ومنظمات المجتمع المدني.
جدير ذكره، أن تركيا وإيران وروسيا، وهي الدول الثلاث الضامنة لمسار "أستانا" بخصوص سوريا، أعلنت الخميس 28 يناير/كانون الثاني، عقد القمة الدولية الخامسة عشرة، في مدينة سوتشي الروسية، يومي 16-17 فبراير/ِ شباط المقبل.
وكانت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب قد فرضت عقوبات على سوريا الشهر الماضي؛ في محاولة لحرمان حكومة الأسد من الأموال ودفعها إلى السعي من أجل السلام، عبر المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة.