كشفت صحيفة "The Times" البريطانية، الأربعاء 27 يناير/كانون الثاني 2021، أن الولايات المتحدة الأمريكية قد نفذت عملية سرية في ليبيا لنقل نظام صاروخي روسي أرسلته الإمارات إلى ميليشيا الجنرال حفتر، قبل أن يسقط بأيدي القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً.
بحسب الصحيفة، فإن العملية السرية تمت لنقل نظام الصواريخ الروسي "بانتسير- إس1″، بمشاركة فريق أُرسل على متن طائرة سلاح الجو الأمريكي "سي-17 غلوبماستر"، وذلك من مطار زوارة، غرب العاصمة الليبية طرابلس، إلى قاعدة رامسترين العسكرية، جنوبي ألمانيا.
أشارت الصحيفة إلى أنه بعد سيطرة قوات تابعة لحكومة الوفاق على قاعدة الوطية الاستراتيجية، في 18 مايو/أيار 2020، فإن نظام "بانتسير" المذكور قد نقل إلى بلدة الزاوية غرب ليبيا، حيث سيطرت عليه ميليشيا تابعة لمحمد برهون، الذي يُعتقد أن له علاقات مع جماعات متطرفة، لكن وزارة الداخلية الليبية أجبرته على تسليمه، لينقل إلى قاعدة عسكرية تشرف عليها تركيا، ومنه إلى المطار لتسليمه لأمريكا.
بحسب الصحيفة، فإن الأوامر بتنفيذ العملية صدرت بسبب مخاوف أمريكية من أن بطارية صاروخ "بانتسير"، التي يمكن أن تُسقط الطائرات المدنية بسهولة، يمكن أن تقع مرة أخرى في أيدي الميليشيات أو مهربي الأسلحة.
الصحيفة من جانبها أكدت أن منظومة الصواريخ المذكورة قد اشترتها الإمارات من روسيا، وزوّدت بها قوات حفتر، فيما يعتقد أن مرتزقة شركة فاغنر الروسية أشرفوا على تشغيلها.
على الطرف الآخر، نقلت الصحيفة عن مسؤول روسي أن موسكو كانت على علم بأن الولايات المتحدة أخذت نظام بانتسير، لكنه أشار إلى محدودية القيمة الاستخباراتية لعملية الاستيلاء من قبل واشنطن.
شحنات أسلحة متطورة
وفق تقارير للأمم المتحدة ومصادر أخرى، فإن أبوظبي تستخدم، منذ 2014، علاقاتها الإقليمية والدولية، إضافة إلى الدعم المادي، للإطاحة بالحكومة الشرعية في ليبيا، وتنصيب حفتر مكانها في البلد الغني بالنفط.
ووثق تقرير لمجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، الدعم الذي قدمته أبوظبي لحفتر، وعرض الأسلحة الذي زودته بها، أكد فيه حصول ميليشياته على أنظمة دفاع جوي روسية من طراز (بانتسير-إس 1)، بـ14,7 مليون دولار، ومروحيات من طراز "سوبر بوما"، بـ15 مليون دولار تم شراؤها من دولة جنوب إفريقيا، وطائرات مسيّرة مسلحة إماراتية الصنع، من طراز "يابهون" بـ25 مليون دولار، وطائرات مسيّرة مسلَّحة روسية من طراز "أورلان"، التي تساوي تكلفة الواحدة منها 100 ألف دولار.
كما زودته بطائرات نقل أفراد "سوفييتية" من طراز "أنتونوف أن-26" و"إيلوشين إل-76″، وطائرات مسيرة مسلحة صينية من طراز "لونع وينغ" بمليوني دولار، وصواريخ "بلو أرو 7" صينية، وصواريخ GP6″"، وصواريخ "هوك" أمريكية الصنع بـ20 ألف دولار، وناقلات جند مدرعة إماراتية.
وكذلك وفرت الإمارات مقاتلين أجانب وتدفع رواتبهم للقتال بصفوف حفتر، وبينهم مئات المرتزقة الروس وميليشيات "الجنجويد" السودانية، ومتمردون من تشاد، كما نقلت شركات تابعة للإمارات 11 ألف طن وقود طائرات خاص بالأغراض العسكرية إلى الميليشيات غير الشرعية في ليبيا، رغم الحظر الدولي.