كشف موقع Black Vault الأمريكي، الذي يؤرشف الوثائق الحكومية التي رُفعت عنها السرية، عن مذكرة رُفعت عنها صفة السرية مؤخراً، تحدّث فيها عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية خلال عام 1991 عن عالِمين من روسيا أجريا تجارب تتناول الإدراك الفائق للحواس، المعروف باسم extrasensory perception، والمشار إليه اختصاراً بـESP، ويعني القدرة على الحصول على المعلومات أو التأثير على الأشياء المادية باستخدام العقل فقط.
حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 27 يناير/كانون الثاني 2021، فإن هذه المذكرة، التي نُشرت الإثنين 25 يناير/كانون الثاني، أفادت بأن العالَمين الروسيَّين قد "أتقنا" هذا الأسلوب إتقاناً تاماً.
ويحصل الموقع المشار إليه، على هذه الوثائق عادةً عبر تقديم مؤسس الموقع جون غرينوالد لطلبات الحصول على السجلات العامة.
دراسة غريبة
في الوقت الذي لم يتضح فيه الغرض من الوثيقة التي رُفعت عنها السرية، فإنها توضح بالتفصيل تلك الدراسة الغريبة التي أجراها باحثان من السوفييت كانا يُجريان تجارب الإدراك الفائق للحواس في الثمانينيات.
أحد الباحثين، يدعى كونستانتين بوتيكو، وصفته الوثيقة بأنه "أتقن أسلوب الإدراك الفائق للحواس إتقاناً تاماً" عبر إجراء تجارب يوضع فيها أحد المتطوعين في منتصف غرفة وعلى جانبيه مرآتان مقعّرتان متقابلتان.
كما أشارت الوثيقة إلى أن الباحثَين قد اعتقدا أن "المرآتين تُركّزان الطاقة النفسية".
إذ كان الطبيب "يركز على نقل الطاقة النفسية للمريض، فضلاً عن الشعور بعدم الراحة الذي يعانيه؛ في محاولة لنقل الطاقة الحيوية للمريض، ومساعدته على السيطرة على الأمراض المختلفة أو علاجها؛ من الربو وحتى أمراض القلب".
كما أشارت وكالة الاستخبارات المركزية إلى أن معهد الأبحاث الذي عمِل فيه بوتيكو قد حصل على 450 ألف روبل لدراسة تأثير ما يُعرف بالعامل البرتقالي، وهو مبيد أعشاب استُخدم خلال الحرب الكيميائية وله تأثيرات على جهاز المناعة البشري. وخلال عامي 1987 و1988، خضع نحو 3000 مريض "لعلاجات طبية غير تقليدية" في المعهد المشار إليه، وكان "استخدام الأساليب النفسية" من بين هذه العلاجات.
وثيقة واحدة ما زالت سرية
أشارت الوثيقة نفسها إلى عالِم ثانٍ يُدعى فلايل كازناتشيف، ووصفته بأنه "باحث ذو مكانة رفيعة في مجال تجارب الإدراك الفائق للحواس، وقد ساعد في التجارب التي حاول خلالها متطوّعون نقل صور أشكال هندسية؛ مثل المربعات والدوائر" لبعضهم البعض.
غرينوالد قال على موقعه الإلكتروني إنه حصل على الوثيقة في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بعد أن قدم طلباً للحصول على سجلات من وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية تتعلق بالإدراك الفائق للحواس.
في البداية، قالت الوكالة إنها وجدت وثائق وكالة الاستخبارات المركزية تحت تصنيف "سريّة"، ولكن بعد أن طلب غرينوالد من الوكالة رفع السرية، كشفت الوكالة صفة السرية عن إحدى الوثائق وأتاحتها للجمهور.
فيما قالت وكالة الاستخبارات المركزية، في رسالة إلى غرينوالد، إن وثيقة واحدة عن الأنشطة المتعلقة بالإدراك الفائق للحواس يجب أن تظل سرية.
جدير بالذكر أن تجارب الإدراك الفائق للحواس لطالما جذبت الباحثين بروسيا والولايات المتحدة الأمريكية، رغم الجدل في الأوساط العلمية حول ما إذا كان هذا الإدراك ظاهرة حقيقية.