ذكر تقرير لصحيفة theguardian البريطانية، الأربعاء 27 يناير/كانون الثاني 2021، أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي فرض حظر طيران فوق القصر المطل على البحر، الذي تصل قيمته إلى 1.5 مليار دولار تقريباً، وقال فلاديمير بوتين للشعب إنه ليس ملكه، وذلك من أجل حماية ساحل البحر الأسود من جواسيس الناتو.
وفق التقرير نفسه، فإنه على امتداد طويل يوجد قصر فخم غامض المنشأ يضم كازينو، وحلبة تزلج، ومزرعة.
إذ سعى الكرملين جاهداً لتفسير أحد التحقيقات التي أجراها أليكسي نافالني عن القصر الذي انتشرت المزاعم بأن عدداً من أصدقاء بوتين هم من تكفّلوا بتكاليف بنائه، كما يقع تحت حراسة الوكالات الحكومية التي تحمي بوتين وعائلته أيضاً.
هذا التحقيق صدر بعد اعتقال نافالني، زعيم المعارضة، وتهديده بقضاء سنوات في السجن بتهم يُزعم أنها سياسية، كما حقق الفيديو أكثر من 95 مليون مشاهدة على يوتيوب.
بعد احتجاجات حاشدة في موسكو وغيرها من المدن الروسية، تناول بوتين بنفسه أمر التحقيق، الثلاثاء 26 يناير/كانون الثاني، ونفى ملكيته للقصر، ووصف التحقيق بأنه "تجميع ومونتاج".
من جهته، زعم الجهاز أن القصر قد دخل منطقة حظر الطيران بالصدفة ضمن جهود حماية نقطة حدودية تابعة لجهاز الأمن الفيدرالي بالمنطقة.
يقول تقرير الصحيفة البريطانية، إن البيان عبارة عن محاولة لتبرير الإجراءات الأمنية الاستثنائية حول القصر، والتي ساعدت نافالي وغيره من النشطاء في ربطه بالكرملين. وأخبر أحد ممثلي جهاز الأمن عضواً من أعضاء فريق نافالني بأنه كان على القوارب أن ترسو على بعد نحو كيلومتر من الساحل القريب للمبنى.
جدير بالذكر أنه سبق أن أوقف أفراد هيئة الحماية الفيدرالية نشطاء البيئة الذين وصلوا إلى موقع بناء القصر عام 2011، لكن المتحدث الرسمي للهيئة صرح بأنها لم تحمِ المبنى وأنها لم تفرض أي تدابير تقييدية في المنطقة.
الكرملين ينفي مزاعم نافالني
كان الكرملين قد فند في وقت سابق، صحة ما جاء به المعارض السياسي الروسي أليكسي نافالني، عن قصر بوتين الفاخر، إذ قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دمتري بيسكوف للصحفيين، إن الفيلم الذي أنتجه "صندوق محاربة الفساد" الذي يترأسه نافالني (والمصنف بـ"وكيل أجنبي" في روسيا)، لا يحتاج أي توضيحات من قبل الحكومة، مشيراً إلى أن الكرملين سبق أن أنكر ما جاء في الفيلم ونفى صحة أي مزاعم عن وجود علاقة بين بوتين وأي عقارات في مدينة غيلينجيك.
كما وصف بيسكوف هذه المزاعم بأنها "مجرد كذب" و"افتراءات فارغة" و"هراء محض"، مضيفاً: "البيانات التي تم تجميعها في هذه المادة تمثل فبركة عالية الجودة تجلب الكثير من المشاهدات".
قصر بوتين المثير للجدل
ويأتي نفي بوتين والكرملين بعد أن نشر فريق المعارض الروسي نافالني تحقيقاً على الإنترنت حول قصر، قال إنه ملك للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ساحل البحر الأسود.
كما أفادت تقارير أجنبية نقلاً عن نافالني، بأن قصر بوتين "مدينة كاملة، بل إنه مملكة. يملك أسواراً منيعة، والميناء الخاص به، والأمن الخاص به، وكنيسة، ونظام تصاريح خاصاً به، ومنطقة حظر طيران، بل نقطة تفتيش حدودية. يبدو دولة منفصلة داخل روسيا. وفي هذه الدولة يوجد قيصر واحد لا يتغير: إنه بوتين". فيما تعادل أراضي القصر 39 ضعف مساحة موناكو.
نافالني كذلك قال إن "أصدقاء بوتين، الذين يحصلون منه على حق سرقة أي شيء يريدونه في روسيا، شكروه شكراً كبيراً. لكنهم تشاركوا أيضاً وجمعوا 100 مليار روبل وشيدوا قصراً لزعيمهم بهذه الأموال".
كما تضمَّن الفيديو صوراً ثلاثية الأبعاد للأجزاء الداخلية من القصر، استناداً إلى مخططات وصور مسربة. فيما قال نافالني، إن القصر يحتوي على أثاث فاخر، من ضمنه أريكة تساوي 20 مليون روبل (264 ألف دولار)، أي أكثر بكثير من متوسط سعر أي شقة بغرفتين في روسيا.