قالت وكالة Bloomberg الأمريكية إن الملياردير وصاحب الأعمال الخيرية بيل غيتس، أعد خطةً طموحةً لمنع الجائحة الجديدة القادمة، داعياً إلى إنشاء نظام إنذارٍ عالمي، واختباراتٍ مُكثَّفة، وطاقمٍ كبيرٍ من "أوائل المستجيبين" وعلى استعدادٍ للانطلاق إلى العمل، وعشرات المليارات من الدولارات من الإنفاق السنوي.
رسالة بيل غيتس
بيل غيتس كتب في رسالةٍ، الأربعاء 27 يناير/كانون الثاني 2021 قائلاً: "لمنع وقوع المصاعب التي حدثت العام الماضي مرةً أخرى، يجب أن يؤخَذ التأهُّب للجائحة على محملِ الجدِّ مثلما نتعامل مع خطر الحرب". وأضاف: "لم يكن العالم مستعداً لجائحة كوفيد-19. أعتقد أن المرة المقبلة ستكون مختلفة".
كما رَكَّزَ بيل وميليندا غيتس، اللذان يشرفان على مؤسَّسة غيتس ومقرها سياتل، أنظارهما على الأزمة القادمة، في وقتٍ يكافح فيه أطباء العالم لإبطاء تفشي الفيروس الذي أصاب نحو 100 مليون شخص. وتعمل البلدان الغنية بشكلٍ أساسي على تكثيف تقديم اللقاح في سباقٍ للحاق بالفيروس وتحجيمه.
وبحلول الوقت الذي تصل فيه الجائحة القادمة، قال غيتس إنه يأمل أن يشهد "منصاتٍ ضخمة لتشخيص المرض، يمكنها أن تختبر ما يصل إلى 20% من سكَّان العالم كلَّ أسبوع". وقال إن التكلفة الإجمالية للدفاع عن العالم تبدو ضخمةً، وإن لم تُقارَن بالتكلفة المُقدَّرة لكوفيد-19 البالغة 28 تريليون دولار، مؤكداً أن "العالم بحاجةٍ إلى إنفاق المليارات من أجل توفير التريليونات".
أضاف بيل غيتس قائلاً أيضاً إن نجاح لقاحات الحمض النووي الريبوزي في مكافحة كوفيد-19 يجب أن يمهِّد الطريق لتحقيق تقدُّمٍ هائلٍ على مدار السنوات الخمس المقبلة في تطوير لقاحاتٍ جديدة. وتُظهِر هذه التكنولوجيا إمكانية المساعدة يوماً ما في التغلُّب على أمراضٍ مثل الإيدز والسل والملاريا. ووفقاً للرسالة، استثمرت مؤسَّسة غيتس 1.75 مليار دولار في مكافحة كوفيد-19.
فيما كتبت ميليندا غيتس أن أحد المخاوف الكبرى يتمثَّل في تهديد "عدم المساواة في المناعة"، حيث لا يتمكَّن سوى الأغنياء من الحصول على اللقاحات.
وقالت: "حتى تصل اللقاحات إلى جميع الناس ستستمر إصاباتٌ جديدة في الظهور". وأضافت: "ستتنامى هذه الإصابات وتنشر، وتُغلَق المدارس والمكاتب مرةً أخرى، وسوف تستمر دورة عدم المساواة".
بيل غيتس يحذر
وفي وقت سابق تحدث مؤسس شركة "مايكروسوفت" الملياردير الأمريكي، بيل غيتس، عن توقعاته بشأن موعد نهاية كورونا، مشيراً إلى أن الأشهر الأربعة أو الستة المقبلة، ستكون الأسوأ انتشاراً للوباء.
بيل غيتس قال في مقابلة مع شبكة "CNN" الإخبارية، عن سؤاله حول توقعاته للشهور المقبلة، قبل أن يتوفر اللقاح على نطاق واسع: "قد تكون الأشهر الأربعة إلى الستة المقبلة أسوأ انتشارا للوباء"، موضحاً أن "التوقعات تظهر أكثر من 200 ألف حالة وفاة إضافية".
ضاف الملياردير الأمريكي حول موعد نهاية كورونا قائلاً: "بالنسبة لفصل الربيع ستتغير الأرقام بشكل جذري، وسيكون من الممكن العودة إلى الحياة الطبيعية، إلا أنه شدد في نفس الوقت على أن الأشهر الأربعة أو الخمسة المقبلة ستكون قاتمة للغاية، وذلك حسب قوله بسبب فصل الشتاء الذي يزداد فيه تأثير فيروس كورونا.
أما عن موعد نهاية كورونا بالضبط فتوقع بيل غيتس رغم إشارته إلى أن الوضع قد يبدو أفضل بحلول ربيع 2020، قال إن العودة إلى الوضع الطبيعي ستكون جذرية، ومع نهاية عام 2021 المقبل يمكن استعادة العالم من جديد.
توقعات بيل غيتس عن كورونا
يُشار إلى أن مؤسس شركة "مايكروسوفت" بيل غيتس تنبأ في وقت سابق بانتشار وباء فيروسي متطور في الصين سيحصد أرواح 33 مليون شخص في جميع أنحاء العالم في الستة أشهر الأولى من انتشاره.
بحسب صحيفة The Sun البريطانية، فإن بيل غيتس حذر العالم من خطر الفيروس لأن مسببات الأمراض ستكون فائقة السرعة في كوكبنا وأنه علينا الاستعداد له كما لو أننا نستعد لخوض حرب.
خلال المؤتمر عرض غيتس دراسة شاملة قام بها معهد للأمراض يدعى Disease Modelling أوضحت مدى السرعة التي سينتشر بها المرض الجديد، كما عرض مقطع فيديو يوضح به الفاصل الزمني الذي يمكن أن ينتشر به الفيروس من الصين إلى أنحاء العالم.
كما نقلت مجلة الإيكونومست عن الملياردير بيل غيتس قوله إن الملايين من البشر عرضة للوفاة خلال العامين المقبلين بسبب الضغط الكبير الذي تسبب فيه فيروس كورونا على أنظمة الرعاية الطبية حول العالم.
الملياردير الأمريكي قال إن إجراءات الإغلاق تسببت في التأثير السلبي على قدرة المواطنين حول العالم في الحصول على رعاية طبية مناسبة لانصراف كثير من الرعاية الطبية من أجل مواجهة فيروس كورونا.
كما توقع غيتس في منتصف شهر سبتمبر/ أيلول أن يكون لقاح شركة "فايزر" لكورونا هو أول لقاح متاح، وذلك خلال مقابلة مع شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية.