كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الإثنين 25 يناير/كانون الثاني 2021 عن صدور حكم بالسجن ضد ابني ضابط المخابرات السعودي السابق سعد الجبري، عمر وسارة، بعد محاكمتهما "سراً" بالمملكة، وإدانتهما بتهمة غسل الأموال والتآمر ومحاولة الهروب.
الصحيفة نقلت في تقريرها عن خالد الجبري، الابن الأكبر لسعد الجبري، قوله إنّ "عمر (22 عاماً) وسارة (20 عاماً) أدينا في محاكمة سرية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وحُكم عليهما بالسجن تسع سنوات وستة أعوام ونصف على التوالي".
قضية استثنائية لابنَي سعد الجبري
أضاف الجبري أن المدعي العام السعودي لم يقدم أي دليل مباشر على ارتكاب أخويه لهذه الجرائم، وأن المحامي الذي تم تعيينه لتمثيلهما لم يُسمح له بمقابلة موكليه في أماكن احتجازهما غير المعلنة.
فيما أشار إلى أنه على نحو مفاجئ، اختفى رقم القضية الأسبوع الماضي من الموقع الإلكتروني المختص بالقضايا الجنائية، في إشارة إلى موقع وزارة العدل.
من جهتها، اعتبرت الصحيفة أنّ الموقف السعودي من الشابين عمر وسارة، يدل على أن ولي العهد محمد بن سلمان، يستخدمهما للضغط على والدهما للعودة إلى السعودية، وهو الذي يعيش في مدينة تورنتو الكندية، التي اختارها منفى له.
كما أشارت الصحيفة إلى رسالة بعثها خالد الجبري لأحد صحفييها، جاء فيها أنّ "تأمين حرية إخوته سيكون الاختبار الأكثر دقة للولايات المتحدة"، وذلك في الوقت الذي تسعى فيه إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن إلى إيجاد مسار أفضل في العلاقات الأمريكيةـ السعودية، حسب الصحيفة ذاتها وفي السياق نفسه نقلت "واشنطن بوست" عن مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأمريكية، قوله إن واشنطن "ستواصل التأكيد للسلطات السعودية على أن أي مقاضاة لعائلة الجبري غير مقبولة".
واشنطن قلقة من قضايا حقوق الإنسان في السعودية
كما أوضح المسؤول، في تصريحات أدلى بها الأحد الماضي، أنّ الخارجية الأمريكية "قلقة" أيضاً من الظروف التي أدت إلى انتقال سعد الجبري إلى كندا، مشدداً على أن كبار المسؤولين الأمريكيين "سيواصلون إثارة هذه المخاوف مع نظرائهم السعوديين".
وحسب الصحيفة الأمريكية، تقع القضية "الحساسة" الآن على عاتق إدارة بايدن، التي تريد في المقابل الحفاظ على الشراكة الأمنية الأمريكية مع السعودية ولكنها تسعى أيضاً إلى "إعادة تقييم" للعلاقة بين واشنطن والرياض بحيث تركز بشكل أكبر على قضايا حقوق الإنسان، فيما قالت الصحيفة إن إدارة بايدن "منزعجة بشدة من هذه القضية" وتريد إرسال هذه الرسالة إلى السعوديين.
يشار إلى أنه رغم دعم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب القوي لمحمد بن سلمان، قالت وزارة خارجيته في أغسطس/آب الماضي، إن الضغط على ابني الجبري "غير مقبول" وحثت على إطلاق سراحهما فوراً.
وأوضحت الصحيفة أن أحد أسباب قلق مسؤولي إدارتي ترامب وبايدن من هذه القضية هو أن سعد الجبري "كان شريكًا رئيسياً لوكالة المخابرات المركزية في جهودها لمكافحة الإرهاب ضد القاعدة".
كما جاء في رسالة بعثها 4 من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي إلى ترامب في يوليو/تموز 2020 أن الجبري "نُسب إليه الفضل من قبل مسؤولي وكالة المخابرات المركزية السابقين في إنقاذ آلاف الأرواح الأمريكية من خلال اكتشاف المؤامرات الإرهابية ومنعها".
فيما قال أعضاء المجلس وكانوا ينتمون للحزبين الجمهوري والديمقراطي: "نعتقد أن الولايات المتحدة لديها التزام أخلاقي (تجاه الجبري) وعليها فعل ما في وسعها للمساعدة في ضمان إطلاق سراح أبنائه".
وكان ابنا الجبري من بين الأهداف الأولى لمحمد بن سلمان الذي وصل إلى السلطة في 21 يونيو/حزيران 2017، بعد عزل ولي العهد الأمير محمد بن نايف وتم توقيف ابني الجبري في مطار الرياض في ذلك اليوم أيضاً، ومنعا من السفر بينما كان الاثنان في طريقهما إلى مدرستهما في الولايات المتحدة، حيث كان يعيش والدهما.
إلا أنه تم اعتقالهما في مارس/آذار من العام الماضي، وهو ما اعتبره رجل الاستخبارات السابق محاولة لابتزازه من أجل العودة إلى المملكة، وسعد الجبري هو مسؤول أمني سعودي سابق وكان الساعد الأيمن للأمير محمد بن نايف.