مع ذكرى ثورة 25 يناير المصرية العاشرة، نظمت وزارة الداخلية احتفالها التقليدي السنوي بما يعرف بعيد الشرطة، في حضور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بينما شهدت شوارع القاهرة والمحافظات حضوراً أمنياً كثيفاً؛ تحسباً لاندلاع أية مظاهرات.
في المقابل شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلاً كبيراً وضجيجاً لإحياء ذكرى العشرية الأولى لثورة 25 يناير/كانون ثاني 2011، حيث تذكّر المشاركون في الثورة ذكرياتهم على حساباتهم الشخصية بمنصات التواصل بمزيد من الحزن وقليل من الأمل.
والإثنين، تحل الذكرى العاشرة للثورة المصرية التي اندلعت شرارتها الأولى في 25 يناير 2011، والتي أطاحت عقب 18 يوماً بنظام الرئيس الراحل حسني مبارك (1981-2011).
بكاء السيسي في حفل وزارة الداخلية
فيما يستغل الرئيس المصري مثل هذه الاحتفاليات ويتفاعل مع قصص ضحايا وزارة الداخلية، وقد شهدت احتفالية الإثنين 25 يناير/كانون الثاني 2021، بكاءه أثناء تكريمه أسماء ضحايا رجال الشرطة ولحظة حديث أحد الضباط عن فقد ذراعه لحماية طفلة من انفجار قنبلة.
يذكر أنه ومنذ نحو 7 سنوات، اختفت مظاهر الاحتفال بالذكرى السنوية للثورة المصرية من الشوارع والميادين الرئيسية، التي تشهد عادةً تشديدات أمنية مكثفة وإجراءات لتفتيش الهواتف النقالة للمارة، وفق تقارير حقوقية محلية ودولية.
تغريدات وتفاعل الساسة المصريين في ذكرى يناير
ففي تغريدة عبر حسابه على "تويتر"، قال محمد البرادعي، نائب الرئيس المصري السابق، عدلي منصور (خلال المرحلة الانتقالية): "ثار المصريون لحريتهم وكرامتهم عندما سُدت أمامهم أبواب التغيير".
كما أضاف: "مسيرة الشعوب نحو الحرية دائماً طويلة، وإذا كان من الممكن تعطيلها فمن المستحيل وأْدها.. الثورة يناير".
بدوره، قال الفنان المصري المعارض عمرو واكد، عبر حسابه على تويتر: "من 10 سنين دخلت أنام في مثل هذه الليلة وأنا مرعوب". وتابع: "وأنا في وسط الناس حسيت (شعرت) بإحساس تاني خالص (مختلف). إحساس عكس الرعب تماماً، ودي (هذه) كانت آخر ليلة أنام وأنا مرعوب من رأيي.. ثورة يناير".
فيما أعاد الفنان المصري المعارض خالد أبو النجا، نشر تغريدة واكد معلقاً عليها: "أنا فاكر (متذكر) اللحظة دي، كنت نازل من البيت ومش عارف هأرجع (سأعود) ولّا (أم) لا". وأردف: "بس أول ما حسيت بأن الناس كلها كانت كمان خائفة واطمأنت من بعض، اتكسر الحاجز النفسي، وأصبح الحراك الشعبي حقاً نعيشه كفله هذا التاريخ".
تعليق حمدين صباحي على ذكرى يناير
كذلك وبعبارة مقتضبة، قال المرشح الرئاسي السابق المعارض السياسي حمدين صباحي، عبر حسابه على فيسبوك: "الله يا شعب الله. 25 يناير أجمل تجلي لأنبل شعب".
من جانبه، قال المحامي الحقوقي المرشح الرئاسي السابق خالد علي: "ثورة 25 يناير هي أخلص محاولات بنات وشباب هذا البلد في القرن الـ21 للعيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية".
وتابع: "تكالبوا على الثورة لإجهاضها ولقهر وتشويه كل أنصارها، فتحية إلى الثورة الخالدة وإلى أرواح شهدائها ومصابيها وأسرهم، وتحية لكل من آمن بها وكل من لم يتنازل عن الحلم بتحقيق أهدافها".
بدوره، أعاد الكاتب المصري بلال فضل، نشر مقال من عام 2015، برفقة صورة لمقتل الناشطة السياسية شيماء الصباغ، متسائلاً: "ما الذي كان يدور في ذهن شيماء في تلك اللحظة؟".
وأفاد: "أنظر لوجهها وقد تطايرت عليه الدماء، فأراها تنظر باندهاش للحائط، فأقول لعلها كانت تحاول أن تفهم كيف ستصبح مصر دولة أفضل، إن أطلقت شرطتها النار على امرأة لا تملك سوى الهتاف؟".
يذكر أن الصباغ قُتلت في 24 يناير/كانون الثاني 2015، خلال تفريق قوات الأمن مسيرة معارضة للسلطات في ميدان "طلعت حرب" (وسط القاهرة)، حمل المشاركون فيها أكاليل الزهور، حيث أثار مقتلها انتقادات دولية واسعة.
مقالة: شعب شغفني حباً
بدوره نشر الصحفي المعارض خالد البلشي، مقالاً بعنوان "شعب شغفني حباً.. (ذكريات يناير)"، قال فيه: "كل شيء مجنون وعاقل فعلت.. عن الميدان بعد أن صار وطناً وموئلاً وملتقى محبين".
واستطرد: "لكن الحلم بغد مختلف ما زال حاضراً ولو أتعبنا، ورغم الألم لم نفقد قدرتنا على الأمل (..) ربما تعبنا لبعض الوقت، ربما هُزمنا كثيراً، لكن يبقى أننا لم نكسر تماماً".
من جهتها، قالت الإعلامية بفضائية "الجزيرة" القطرية، سارة رأفت، عبر فيسبوك: "ستظل ثورة 25 يناير ثورة شعب ثار ضد الظلم والاستبداد والدولة البوليسية القمعية". واستدركت: "ستظل ثورة يناير أعظم وأهم حدث في تاريخ مصر الحديث، رغم كل الانتكاسات (..) ستظل ذكراها تلهمنا وتذكرنا بأن قوتنا في وحدتنا".
أما الصحفي المعارض عضو مجلس نقابة الصحفيين، عمرو بدر، فقال عبر فيسبوك: "صباح رائع على أجمل يوم عشناه في حياتنا كلها. صباح غيرنا فيه التاريخ، ولسه (لا يزال) مشوار الحياة يحمل لنا وقفات".
فيما غرد الصحفي رئيس تحرير جريدة "المصريون"، جمال سلطان، قائلاً: "أهم وأصدق وأبقى دروس ثورة يناير للمصريين، نعم نستطيع". وأضاف: "هذا ما أبقى الأمل حياً يلهم الأجيال، وهذا أيضاً ما أدركه الديكتاتور (دون تسميته) واستوعبه، وهذا ما يفزعه ويحاصره بالكوابيس المستمرة، رغم كل ما يتحكم فيه ويسيطر عليه من جيش وشرطة وقضاء وإعلام".
فيما خلت الشوارع والميادين في القاهرة والمحافظات من أية مظاهر للاحتفال بذكرى عشرية الثورة، إذ لم تدع إليها أي قوى سياسية معارضة أو موالية للنظام السياسي في البلاد.