البطل الحقيقي لفيلم “فندق رواندا” يُحاكم بتهم إرهاب، وعائلته تقول إنه اختُطف من دبي

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2021/01/24 الساعة 09:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/24 الساعة 09:27 بتوقيت غرينتش
بول روسيساباجينا، البطل الحقيقي لفيلم "فندق رواندا" - رويترز

يواجه بول روسيساباجينا، البطل الحقيقي لفيلم فندق رواندا الذي رُشح لجائزة الأوسكار، محاكمة بتهم الإرهاب، بعدما قالت عائلته إنه تم اختطافه من دبي وأعيد قسرياً إلى بلده، الذي يحكمه الرئيس بول كاغامي، والذي عارضه بول بشدة. 

محاكمة بول

صحيفة The Times البريطانية، قالت الأحد 24 يناير/كانون الثاني 2021، إن بول كان مدير الفندق الرواندي، وأصبح بطلاً عالمياً بعد أن تحولت قصة شجاعته في إيواء أكثر من 1200 شخص وإنقاذهم من مذابح الميليشيات خلال الإبادة الجماعية عام 1994، إلى فيلم "فندق رواندا".

قضى بول الأشهر الخمسة الماضية قابعاً في سجن رواندي، حيث يواجه تهماً بالإرهاب، والحرق العمد، والقتل من قبل حكومةٍ، وهي اتهامات نفاها بول في وقت سابق وقال إنها تأتي ضمن حملة لتشويه سمعته، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

من المقرر أن يمثل بول أمام المحكمة في كيغالي، يوم الثلاثاء المقبل 26 يناير/كانون الثاني 2021، بتسع تهمٍ تصر عائلته على أنها افتراء عليه، كما تنقل الصحيفة عن عائلته أنه لم يُتح له إلا القليل من الوقت للتواصل مع محام.

كان بول قد أصبح أشهر رواندي في العالم، بعد أن روى فيلم فندق رواندا الهوليوودي الشهير قصة مدير الفندق الذي استخدم اتصالاته مع نخبة "الهوتو"، بالإضافة إلى إمدادات الخمور والسيجار، لحماية مئات التوتسي من الميليشيات الهائجة، التي ذبحت نحو 800 ألف شخص في 100 يوم، إبان الحرب الأهلية الرواندية.

لكن، من جهة أخرى، أصبح بول كذلك معارضاً صريحاً للرئيس كاغامي، الذي أنهت قواته المتمردة الإبادةَ الجماعية، وبات يحب النظر إلى نفسه على أنه المنقذ الوحيد لشعبه.

تشير الصحيفة إلى أن كاغامي، بعد سيطرته على البلاد، استثمر بكثافة في تنمية علاقاته مع قادة غربيين، لاسيما في المملكة المتحدة، وغالباً ما يُنظر إلى الدولة الجبلية الصغيرة على أنها نموذج للاستقرار والتقدم في إفريقيا.

إلا أن هذه الواجهة اللامعة تخفي وراءها، بحسب البعض، نظاماً استبدادياً لا يحتمل أي معارضة له، ويختفي بانتظام خصومه في الداخل والخارج.

يستدل هؤلاء بوقائع عدة، من أبرزها واقعة اغتيال رئيس الاستخبارات السابق الذي عُثر عليه مخنوقاً في غرفة فندق بجنوب إفريقيا بعد إنشائه حزباً جديداً، وأيضاً المغني الديني الشهير الذي وُجد منتحراً في السجن، علاوة على جثث لسياسيين معارضين عُثر عليها مشوهة في غابات البلاد.

فيلم فندق رواندا ترشح إلى جائزة الأوسكار

اختطاف بول 

تقول عائلة بول إنه تم اختطافه في 27 أغسطس/آب من العام الماضي، بعد وصوله إلى دبي لحضور اجتماعات، وقالت زوجته إنه عادة ما كان يتواصل معها كل مساء عند السفر، لكن بعد رسالة قصيرة عبر واتساب في تلك الليلة، لم يسمعوا شيئاً منه.

كان بول قد ذهب إلى دبي للقاء كاهن بوروندي يُعرف باسم "الأسقف"، وتعتقد الأسرة الآن أن الأمر كان فخاً، كما أنه وبحسب التحقيقات التي أجرتها شركة Endless، فقد نُقل بول إلى طائرة خاصة مقيداً ومعصوب العينين.

بعد أربعة أيام، ظهر بول في العاصمة الرواندية، مكبلاً بالأصفاد، من قبل الحكومة التي قالت إنها اعتقلته عند وصوله، إلا أن ابنته كارين كاريمبا كذّبت رواية الحكومة، وقالت "لقد صُدمنا جميعاً، لقد حجزت أنا تذاكر سفره، ولم تكن لديه أي نية للذهاب إلى رواندا، وهو لن يذهب إلى هناك طواعية".

كان بول قد غادر البلاد في عام 1996 بعد محاولة اغتيال، وفي البداية انتقلت العائلة إلى بروكسل، حيث واصل النظام، وفقاً لابنته، ملاحقته، لينتهي بهم المطاف بالانتقال إلى ولاية تكساس الأمريكية، حيث أصبحوا مقيمين دائمين في الولايات المتحدة، وإن لم تتوقف المضايقات هناك أيضاً.

الآن، تقول عائلة بول، إنهم "يريدون إخضاعه لمحاكمة زائفة ليكون عبرة لغيره، والرسالة هي أنه إذا كان بإمكانهم الوصول إلى بول روسيساباجينا، فإنهم يمكنهم الوصول إلى أي شخص في العالم".

على النقيض، قالت هيئة الادعاء العام في رواندا أمس، 23 يناير/كانون الثاني: "لم يتم اختطاف بول روسيساباجينا ولم يتم تسليمه. لقد غادر دبي طواعية على متن طائرة خاصة ونزل طواعية في رواندا، حيث تم اعتقاله بموجب مذكرة توقيف صادرة بحقه عن سلطات الادعاء العام الرواندية (NPPA) لعام 2018".

كان تييري مورانجيرا، المتحدث باسم مكتب التحقيقات في راوندا، قد قال للصحفيين في وقت سابق: "يشتبه في أن روسيساباجينا هو مؤسس أو زعيم أو راعٍ أو عضو في مجموعات إرهابية متطرفة مسلحة وعنيفة. تدير عملياتها من أماكن مختلفة في المنطقة وخارجها"، وفقاً لوكالة رويترز، وهو ما تنفيه عائلة بول.

علامات:
تحميل المزيد