ارتفع عدد المعتقلين من الاحتجاجات في روسيا المؤيدة للمعارض أليكسي نافالني إلى أكثر من 3400 شخص، على خلفية الاحتجاجات الكبيرة التي شهدتها جميع أنحاء البلاد، السبت 23 يناير/كانون الثاني 2021، للمطالبة بإطلاق سراح نافالني المعارض البارز للرئيس فلاديمير بوتين.
عنف خلال الاحتجاجات في روسيا
منظمة "أو في دي-إنفو" المحلية، غير حكومية، والمتخصصة في مراقبة الاعتقالات، أكدت حصيلة الاعتقالات الضخمة خلال الاحتجاجات التي استخدمت فيها الشرطة القوة لتفريق المحتجين.
يوليا نافالنيا زوجة المعارض الروسي كانت من بين المعتقلين، قبل أن يُفرج عنها في وقت لاحق، بحسب ما ذكرته المنظمة، التي أوضحت أيضاً أن "941 شخصاً على الأقل اعتقلوا في موسكو، وأكثر من 350 في مظاهرة كبيرة أخرى في سانت بطرسبرغ".
أضافت المنظمة أن "إجمالي 3454 شخصاً اعتقلوا خلال التظاهرات في حوالي 90 مدينة روسية".
الاحتجاجات في روسيا جاءت بعدما كان نافالني، وهو محام يبلغ من العمر 44 عاماً، قد دعا أنصاره للاحتجاج بعد اعتقاله في مطلع الأسبوع الماضي فور عودته إلى موسكو لأول مرة، بعد رحلة علاج في ألمانيا عقب تسميمه بغاز أعصاب، في أغسطس/آب 2020.
السلطات طالبت الناس بالابتعاد عن أماكن المظاهرات أمس السبت، قائلة إنهم يخاطرون بالتعرض للإصابة بفيروس كورونا، فضلاً عن الملاحقة القضائية وربما السجن بسبب حضور احتجاجات غير مصرح لها.
لكن المتظاهرين تحدوا الحظر ونزلوا في احتجاجات قوية، في ظل أجواء برد قارس، وصلت في إحدى الأماكن إلى أقل من 50 درجة تحت الصفر، بحسب وكالة رويترز.
وفي وسط العاصمة موسكو، احتشد 40 ألفاً على الأقل، وفق تقديرات رويترز، في واحدة من أكبر التجمعات غير المرخصة منذ سنوات، وشوهدت الشرطة وهي تلقي القبض على محتجين وتقتادهم إلى سيارات.
في حين أن السلطات الروسية قالت إن نحو 4000 فقط شاركوا في الاحتجاجات، كما شككت وزارة الخارجية في تقدير رويترز لعدد المشاركين.
كان من بين الشعارات التي رفعها المحتجون ضد السلطة، وردد متظاهرون عبارات منها "بوتين لص" و"العار" و"الحرية لنافالني"، فيما سار بعض المحتجين صوب السجن، حيث كانت الشرطة بانتظارهم لإلقاء القبض عليهم.
كذلك حدث انقطاع في خدمات الهواتف المحمولة والإنترنت، أمس السبت، حسبما أظهرت بيانات موقع (داونديتكتور دوت آر يو)، الذي يتابع مثل هذه الانقطاعات، وتلجأ بعض السلطات لهذه الوسيلة أحياناً لتصعيب الاتصالات بين المحتجين.
وقال أندريه غوركيوف، أحد المتظاهرين في موسكو، إن "الوضع يزداد سوءاً، إن الاعتقالات خروج تام على القانون، وإذا بقينا صامتين فسوف يستمر إلى الأبد".
انتقاد للسلطات
الرد العنيف من قبل السلطات قوبل بانتقادات داخل روسيا وخارجها، حيث أدانت الولايات المتحدة ودول أوروبية ما وصفته بـ"حملة منظمة" لقمع حرية التعبير في روسيا.
بدوره، قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي على تويتر، إنه يستنكر استخدام السلطات القوة على نحو "غير متناسب"، بينما ندد وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب "باستخدام العنف في مواجهة المحتجين السلميين والصحفيين".
وفي برلين وهامبورغ وميونيخ، تظاهر ما يقرب من ألف شخص احتجاجاً على اعتقال نافالني. كما نُظمت مظاهرات صغيرة في بلغاريا واحتج عدد يتراوح بين 200 و300 في باريس.
كانت الحالة الصحية للمعارض الروسي نافالني، قد تدهورت خلال رحلة جوية، في 20 أغسطس/آب الماضي، ما أجبر الطائرة على الهبوط اضطرارياً في مدينة أومسك الروسية.
الحكومة الألمانية أعلنت حينها أن "نافالني" تعرض للتسميم بغاز الأعصاب "نوفيتشوك"، بعد نقله إلى برلين لتلقي العلاج، قبل أن يعود 17 يناير/كانون الثاني 2021 إلى روسيا، حيث اعتقلته السلطات فور وصوله إلى مطار "شيريميتيفو" في موسكو، قادماً من ألمانيا.
في اليوم التالي، قضت محكمة روسية باحتجاز نافالني 30 يوماً، عقب مطالبة وزارة الداخلية، بحبسه، على خلفية "انتهاكه المتكرر لشروط المراقبة القضائية".