كشفت صحيفة "The New York Times" أن المخابرات الأمريكية تستخدم بيانات تحديد الموقع التي توفرها الهواتف الذكية لتتبع المستخدمين، دون الحصول على إذن قضائي لذلك، وذلك بعد شرائها عبر شركات وسيطة.
الصحيفة الأمريكية أكدت ذلك في تقرير الجمعة 22 يناير/كانون الثاني 2021، من مصادر لم تسمّها، ولكن وصفتها بالخاصة.
حيث أوضحت الصحيفة أن "محللي المخابرات يتتبعون حركة المواقع للأمريكيين دون الحاجة إلى إذن إضافي، ويراقبون كذلك بيانات تحديد المواقع الموجودة على الهواتف الذكية".
وذكرت أنه خلال العامين الماضيين لُوحظ أن محللي وكالة الاستخبارات الدفاعية التابعة للحكومة الفيدرالية (DIA) أجروا 5 تحقيقات منفصلة حول قاعدة بيانات تم الحصول عليها بنفس الطريقة، وشاركوا النتائج مع عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي عن ولاية أوريغون، رون وايدن.
ومن قبل أفادت وسائل إعلام أمريكية بأن وكالتي إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، والجمارك وحماية الحدود، اللتين تعملان تحت إشراف وزارة الأمن الداخلي، استخدمتا بيانات الموقع على الهواتف لتتبع حركة المهاجرين والتحقيق مع المحتجزين منهم.
جدير بالذكر أنه حتى يتسنى لحكومة الولايات المتحدة إجبار شركات الهواتف المحمولة على مشاركة بيانات مواقع العملاء، يتعين عليها وفق القانون الحصول على إذن قضائي، غير أن نفس القانون لا يلزم الحصول على ذلك الإذن إذا اشترت الحكومة البيانات من وسيط واستخدمتها.
بيانات تطبيقات الهواتف
يُشار إلى أن وسائل إعلام أمريكية كشفت في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أن مؤسسة وسيطة تسمى "X-Mode" باعت للجيش الأمريكي بيانات الموقع الخاصة بمستخدمي تطبيق "Muslim Pro" الذي يتضمن محتوى خاصاً بالقرآن الكريم والصلاة.
ويعد تطبيق Muslim Pro -الذي يعطي مواعيد الصلاة اليومية بدقة ويُوجِّه المستخدمين أيضاً للقبلة في موقعهم الحالي- "التطبيق الإسلامي الأكثر شهرة!".
وفقاً لمتجر Google Play، تجاوز عدد مرات تحميل التطبيق أكثر من 50 مليون مرة في جميع أنحاء العالم على أجهزة أندرويد، وأكثر من 95 مليون مرة على منصات أخرى بما في ذلك iOS، وفقاً لموقع Muslim Pro.
فيما لم يكن بعض مطوري التطبيق على دراية بمن تصل إليهم بيانات مواقع مستخدميهم في النهاية.
هناك تطبيق آخر توصلت مجلة Motherboard إلى أنه أرسل بيانات خاصة بالمستخدمين إلى X-Mode وهو Muslim Mingle، وهو تطبيق مواعدة وصل عدد مرات تحميله إلى أكثر من 100000 مرة.
لاحظت مجلة Motherboard أنَّ العديد من مستخدمي التطبيقات المتورطة في سلسلة إمداد البيانات كانوا مسلمين، وهي إشارة جديرة بالاهتمام بالنظر إلى عقود من الحرب الأمريكية على البلدان ذات الأغلبية المسلمة، بما في ذلك أفغانستان والعراق وباكستان.
في هذا السياق، صرَّح السيناتور رون وايدن، لمجلة Motherboard، بأن شركة X-Mode كانت تبيع بيانات مواقع المستخدمين المُجمَّعة من هواتف أمريكية إلى عملاء من الجيش الأمريكي.
أضاف السيناتور: "في مكالمة مع مكتبي في سبتمبر/أيلول، أكد محامو وسيط البيانات X-Mode Social أن الشركة تبيع البيانات التي جُمِعَت من هواتف في الولايات المتحدة للعملاء العسكريين الأمريكيين، عبر مقاولي الدفاع. وأشارت الشركة إلى اتفاقيات سرية في رفضها تحديد هوية متعهدي الدفاع أو الوكالات الحكومية التي تشتري البيانات منها".
في مقابلة مع شبكة CNN في أبريل/نيسان، قال الرئيس التنفيذي لشركة X-Mode، جوشوا أنتون، إن الشركة تتعقب 25 مليون جهاز داخل الولايات المتحدة كل شهر، و40 مليوناً في أماكن أخرى، بما في ذلك في الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية ومنطقة آسيا والمحيط الهادي.
كما أخبر كريس هوفناغل، مدير هيئة التدريس في مركز بيركلي للقانون والتكنولوجيا، موقع Motherboard أنه بينما تضمن التطبيق معلومات حول الخصوصية في بيانات الكشف عن المعلومات الخاصة بالمستخدمين، فإنَّ العديد منهم سيشعرون بالقلق من فكرة بيع بياناتهم للجيش الأمريكي.