وقَّع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في يومه الثاني الخميس 21 يناير/كانون الثاني 2021، 10 أوامر تنفيذية جديدة صبت في معظمها في إيضاح سياسته للتصدي لوباء كورونا في أمريكا، واصفاً إياها بالـ"مهمة في زمن الحرب".
بايدن قال خلال تصريحات صحفية في البيت الأبيض، إن استراتيجيته وُضعت استجابةً لفشل الإدارة السابقة لسلفه دونالد ترامب في التصرف "بتركيز وتنسيق"، مشيراً إلى أن خطته تم تنقيحها بشكل كبير خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بمشاركة الفريق الانتقالي والدكتور أنتوني فاوتشي وخبراء آخرين.
الرئيس الأمريكي أكد كذلك أن استراتيجيته "قائمة على العلم وليس السياسة. وهي مبنية على الحقيقة وليس الإنكار".
ووصف بايدن خطته لمواجهة فيروس كورونا في أمريكا بالـ"مهمة في زمن الحرب"، مشيراً إلى أن مجمل الوفيات بعد الإصابة بالفيروس قد تجاوزت ضحايا أمريكا في الحرب العالمية الثانية.
على وقع ذلك، توقع بايدن أن الأمور "ستستمر في التدهور قبل أن تتحسن"، مرجحاً "أن يتجاوز عدد الوفيات 500 ألف الشهر المقبل، وسيستغرق الأمر شهوراً حتى تستقر الأمور".
خطة بايدن لمكافحة كورونا
وتؤسس الأوامر التنفيذية التي وقعها بايدن الخميس مجلساً لفحوص الكشف عن كورونا لتكثيف الفحوص وسيضع بروتوكولات بشأن المسافرين القادمين من دول العالم، ويوجه موارد إلى الأقليات المتضررة بشدة.
حيث أشار بايدن في مؤتمره الصحفي إلى أن "خطته تطلق جهداً واسع النطاق في زمن الحرب لمعالجة نقص الإمدادات من خلال تكثيف الإنتاج ومعدات الحماية والحقن والإبر"، حيث أكد توقيعه إجراءً تنفيذياً لاستخدام قانون الإنتاج الدفاعي لتوجيه جميع الوكالات الفيدرالية والصناعات الخاصة لإنتاج كل ما يلزم لحماية الأمريكيين من الفيروس.
كما فرضت تلك الأوامر وضع الكمامات في المطارات وفي وسائل معينة للنقل العام منها الكثير من القطارات والطائرات والحافلات التي تسير بين المدن.
وذكرت الخطة أن الإدارة الأمريكية ستوسع نطاق تصنيع اللقاحات وقدرتها على شراء المزيد من الجرعات منها.
أكثر من 100 مليون لقاح
بينما رفض بايدن الاقتراح القائل بأن خطته تنوي القيام بتوزيع 100 مليون لقاح في الأيام المائة الأولى من فترة حكمه، معتبرا ذلك مقداراً منخفضاً.
الجمعة الماضي، قال الدكتور أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، لبرنامج Today Show إن رقم 100 مليون "ممكن تماماً".
وتابع: "لقد ناقشنا ذلك مع فريق بايدن، ونعتقد أنه من الممكن تماماً أن نتمكن من القيام بذلك. في الوقت الحالي، حتى الآن، انتقلنا من نصف مليون يومياً إلى 750 ألفاً يومياً. أعتقد بقوة أنه يمكن تحقيقه- وإذا فعلنا ذلك، نبقى على هدف تلقيح الغالبية العظمى من البلاد".
أمريكا ذاهبة إلى الاستقرار
كما قال أنتوني فاوتشى، خلال مؤتمر صحفي عقده الخميس، أنه "يمكن لأمريكا العودة لطبيعتها مع قدوم الخريف، إذا ما استمرت بوتيرتها الجيدة بالتطعيم".
وأضاف: "إذا تم تطعيم حوالي 70% إلى 85% من سكان البلاد، فمن المحتمل أن نصل إلى مظلة مناعة القطيع هذه. يمكننا أن نبدأ في الاقتراب من شكل من أشكال الحياة الطبيعية، لكنها في الحقيقة ستعتمد على امتصاص اللقاحات".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها فاوتشي، الخميس، خلال مؤتمر عقده من البيت الأبيض، استعرض خلاله آخر التطورات المتعلقة بتفشي فيروس كورونا في أمريكا.
لكن الطبيب الأمريكي شدد على أن الفيروس "لا يزال عند مستويات خطرة"، مشيراً إلى أن "السلالات التي رُصدت منه بكل من جنوب إفريقيا وبريطانيا، تختلف عن بعضها البعض"، مؤكداً أن السلالة التي رصدت في جنوب إفريقيا لم تظهر في الولايات المتحدة بعد، مضيفاً "فيما تم رصد سلالته الموجودة ببريطانيا، في 20 ولاية أمريكية على الأقل".
وأوضح فاوتشي أن تلك السلالات لا تؤثر على فاعلية لقاحات كورونا، مشدداً على ضرورة الاهتمام بشكل أكبر بمسألة ارتداء الكمامات.
وبخصوص الهدف الذي يسعى الرئيس جو بايدن لتحقيقه خلال أول 100 يوم من حكمه، والخاص بتوزيع 100 مليون من لقاحات كورونا في أمريكا، قال فاوتشي "هذا رقم معقول إلى حد ما".
كما أشار فاوتشي إلى أنه الآن يعمل بشكل أكثر أريحية، في إشارة إلى الصعوبات التي واجهته حينما كان يعمل بالفريق الطبي للرئيس السابق، دونالد ترامب.
كورونا في أمريكا
فيما قالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية الخميس إن وفيات فيروس كورونا في أمريكا وصلت إلى 400306 في المجمل، بزيادة 2297 وفاة عن الإحصاء السابق.
وأضافت أن إجمالي عدد الإصابات وصل إلى 24 مليوناً و135690 بعد تسجيل 153106 حالات جديدة.
وسعى الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب للتقليل من خطورة الفيروس الذي أصاب أكثر من 24 مليون شخص في الولايات المتحدة وأودى بحياة ما يزيد على 405 آلاف، وهما أعلى حصيلتان في العالم، إضافة لانضمام ملايين الأمريكيين لصفوف العاطلين عن العمل بسبب إجراءات العزل العام.