الكاظمي يُقيل 5 قيادات أمنية بارزة بعد تفجيرات بغداد “الدامية”.. أغلبهم مسؤولون كبار في الاستخبارات

عربي بوست
تم النشر: 2021/01/21 الساعة 21:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/21 الساعة 21:35 بتوقيت غرينتش
انفجار سابق في أحد شوارع بغداد/ الأناضول

أصدر رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، الخميس 21 يناير/كانون الثاني 2021، أمراً بإقالة 5 قيادات أمن بارزين من مناصبهم؛ على خلفية هجوم بغداد المزدوج الذي راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى.

حيث قال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، في بيان، إن الكاظمي (القائد العام للقوات المسلحة) "أقال وكيل وزير الداخلية لشؤون الاستخبارات الفريق الركن عامر صدام، من منصبه، وكلّف الفريق أحمد أبو رغيف بديلاً عنه".

كما تمت إقالة عبدالكريم عبد فاضل (أبو علي البصري) المدير العام للاستخبارات ومكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية (خلية الصقور) من منصبه، وجرى تكليف نائب رئيس جهاز الأمن الوطني، حميد الشطري، بديلاً عنه وربط الخلية بالقائد العام للقوات المسلحة.

الكاظمي قرر أيضاً نقل قائد عمليات بغداد الفريق قيس المحمداوي إلى وزارة الدفاع، وتكليف اللواء الركن أحمد سليم قائداً لعمليات بغداد، طبقاً للمتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة الذي أشار كذلك إلى إقالة قائد الشرطة الاتحادية الفريق الركن جعفر البطاط، من منصبه وتكليف الفريق الركن رائد شاكر جودت قيادة الشرطة الاتحادية.

كذلك، تمت إقالة مدير قسم الاستخبارات وأمن عمليات بغداد اللواء باسم مجيد من منصبه.

"الأعنف منذ نحو عامين"

تأتي هذه القرارات بعد ساعات من تفجير انتحاري مزدوج استهدف سوقاً شعبياً في "ساحة الطيران" وسط العاصمة بغداد، وعقب اجتماع طارئ عقده الكاظمي مع قادة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية بمقر قيادة عمليات بغداد.

وفق أرقام وزارة الصحة العراقية، خلّف التفجيران 32 ضحية و110 جرحى.

هذا الاعتداء لم تشهد بقوته العاصمة العراقية منذ أكثر من 18 شهراً، إذ وقع التفجير في سوق البالة بساحة الطيران، التي غالباً ما تعج بالمارة، والتي شهدت قبل ثلاث سنوات تفجيراً انتحارياً أوقع 31 قتيلاً.

"التغييرات لم تخضع للضغوطات والإرادات السياسية"

كان الكاظمي قد وجّه، في وقت سابق من الخميس، بإجراء تغييرات في أجهزة الأمن، وفتح تحقيق "فوري" في الهجوم الانتحاري المزدوج، مؤكداً انهم سيعملون على تنفيذ تغييرات أمنية بحسب ما تقتضيه الضرورات الميدانية.

تلك التغييرات الأمنية لم تخضع للضغوطات والإرادات السياسية، حسبما قال رئيس الوزراء العراقي.

فيما قالت السلطات العراقية، إن معظم القتلى والجرحى من المدنيين، كما فرضت وزارة الصحة العراقية حالة استنفار قصوى في المستشفيات؛ لعلاج جرحى التفجير.

إلى ذلك، تداول رُوَّاد مواقع التواصل الاجتماعي، الخميس 21 يناير/كانون الثاني، فيديوهات وصوراً للانفجار المزدوج الضخم الذي ضرب بغداد.

الفيديوهات المنشورة وثَّقت حالة الرعب والخوف التي عاشها المواطنون الموجودون بالسوق، حيث كانوا يلتفون حول المصابين الذين سقطوا في الانفجار الأول، فيما كان بعضهم يصوِّر اللقطات حتى فاجأهم الانتحاري الثاني بتفجير نفسه؛ ليتسبب في مقتل عدد أكبر من المواطنين.

وسُمع دوي الانفجار في كل أنحاء العاصمة التي تشهد أحداثاً دامية من وقت لآخر.

"انتخابات تشريعية على وقع الدم"

جدير بالذكر أن الاعتداء يأتي في وقت تُناقش فيه السلطات تنظيم انتخابات تشريعية، وهو استحقاق غالباً ما يترافق مع أعمال عنف في العراق.

فيما تقترح السلطات السياسية حالياً إرجاء الانتخابات المبكرة المقرّرة في يونيو/حزيران إلى أكتوبر/تشرين الأول؛ من أجل إفساح الوقت أمام اللجنة الانتخابية لتنظيمها. ويبقى القرار معلقاً على تصويت في البرلمان لحل نفسه.

فيما نجحت القوات العراقية في القضاء على تنظيم الدولة (داعش) في نهاية عام 2017 بعد معارك دامية، تؤكد تقارير مختلفة أن التنظيم الدولة الذي سيطر لسنوات على أجزاء واسعة من العراق، يتبنى هذا الأسلوب في مناطق عدة.

يشار إلى أنه حتى الآن لم تُعلن أي جهةٍ مسؤوليتها عن الهجوم.

كانت عدة دول ومنظمات عربية وإسلامية ودولية قد أدانت، الخميس 21 يناير/كانون الثاني 2021، التفجير الانتحاري المزدوج، مؤكدةً دعمها للعراق.

يُذكر أن التحالف الذي تقوده أمريكا، ودعم حملة العراق على تنظيم "داعش"، خفض بشكل كبيرٍ مستويات قواته خلال عام 2020، استناداً إلى الزيادة في قدرات القوات العراقية.

تحميل المزيد