هنأ مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، الخميس 21 يناير/كانون الثاني 2021، الرئيس الجديد جو بايدن بعد أدائه اليمين الدستورية، وأكد دعمه له وترحيبه بعدوله عن سياسة الرئيس السابق دونالد ترامب التي تحظر دخول مواطني بعض الدول الإسلامية للولايات المتحدة.
وكان الرئيس السابق، دونالد ترامب، قد وقَّع على مرسوم رئاسي عقب توليه السلطة بأسبوع في 27 يناير/كانون الثاني عام 2017، يحظر دخول مواطني إيران وسوريا وليبيا واليمن والصومال وتشاد وكوريا الشمالية إلى الولايات المتحدة، إلا أنه اضطر إلى التراجع، بسبب الاحتجاجات الواسعة عليه.
وفي يونيو/حزيران عام 2018، وافقت المحكمة العليا الأمريكية، بأغلبية 5 أصوات مقابل 4، على حظر السفر الذي يستهدف 7 دول، من ضمنها بعض الدول الإسلامية، وذلك بعد تحديثه وسريانه.
طالب بايدن بالوفاء بوعوده
جاء في بيان التهنئة، الذي وقَّعه مدير المجلس، نهاد عوض، تأكيده أن المسلمين في الولايات المتحدة ينتظرون من بايدن تنفيذ وعوده التي قطعها خلال الحملات الانتخابية.
المتحدث ذاته قال في المناسبة ذاتها: "ننتظر من إدارة بايدن أن تذهب لأبعد من ذلك، من خلال معالجة المظالم المنهجية داخل الحكومة الفيدرالية والتي تؤدي إلى التنميط الديني والعرقي للمسلمين والمهاجرين".
من جانبه، أعرب مجلس المنظمات الإسلامية بالولايات المتحدة في بيان على موقعه الرسمي، عن تهنئته وشكره للرئيس بايدن، بسبب إلغائه "حظر السفر السيئ والعنصري على المسلمين" لسلفه ترامب.
وأشار المجلس إلى أن أكثر من 88 ألف شخص تضرروا من هذا الحظر، مطالباً بايدن باتخاذ خطوات، من أجل حل مشكلة طلبات الحصول على تأشيرات دخول متراكمة ومهملة بشكل متعمد منذ عام 2017.
حظي بدعم كبير
طيلة حملته الانتخابية، لطالما استعمل بايدن عبارات رنانة يغازل فيها المسلمين في البلد، فوجّه لهم خطاباً خاصاً نُشر على موقع حملته، واعداً بإلغاء كل القيود التي فرضها الجمهوري دونالد ترامب، وإعطاء المسلمين حقهم الطبيعي في العيش بكل الولايات الأمريكية، وذلك في خطوة سابقة.
توجيه خطاب خاص للمسلمين لم يسقط عبثاً على مسيّري الحملة الانتخابية لبايدن، فبلغة الأرقام، وحسب استطلاع للرأي أجراه مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، تحت عنوان "استطلاع اقتراع الناخبين المسلمين في الانتخابات الرئاسية لعام 2020″، فقد وصلت نسبة مشاركة المسلمين في الانتخابات الأخيرة إلى 84%، كما أن 69% من الناخبين المسلمين دعموا جو بايدن، فيما اختارت نسبة 17% منهم التصويت لصالح ترامب.
هل يفي بايدن بوعوده؟
قدَّم جو بايدن وعوداً محددة للمسلمين خلال حملته الانتخابية، أغلبها يندرج في شق الحقوق وإيلاء الأهمية لظاهرة الإسلاموفوبيا "التي ساهمت في صعودها سياسات ومواقف الرئيس دونالد ترامب"، حسب الرئيس، الأمر الذي مكَّنه من كسب تأييد في صفوف مسلمي أمريكا، لكن هل يفي بايدن بوعوده الانتخابية، خصوصاً أن عدداً مهماً من المسلمين صوّت من أجل إحداث التغيير.
ومن بين الوعود التي قدَّمها بايدن، إضافة إلى إلغاء حظر السفر، قال المرشح الديمقراطي إنه لن يكتب خطابات للدكتاتوريين، وسيسعى إلى وضع القيم الديمقراطية والدبلوماسية الأمريكية عبر العالم، والحديث بصوت عالٍ عن انتهاكات حقوق الإنسان والاستهداف العنيف والملاحقة للأقليات المسلمة عبر العالم.
بايدن لم يُقدم وعوداً للمسلمين الأمريكيين المقيمين في الولايات المتحدة فقط، بل وعد أيضاً بإنهاء الأزمات في سوريا وغزة واليمن، إضافة إلى تحقيق العدل للمسلمين الأمريكيين، الذين عانوا من خطاب الكراهية لمدة 4 سنوات، مدة حكم غريمه الجمهوري.