أفاد موقع The Daily Beast الأمريكي بأنَّ الرئيس السابق دونالد ترامب قضى يوم تنصيب خليفته جو بايدن في منتجعه الخاص مارالاغو بولاية فلوريدا، منشغلاً بمساءلته البرلمانية القادمة، كما قام باتصالات مع حلفائه لسؤالهم عن أي المحامين يشمكنه الاستعانة بهم للدفاع عنه في المساءلة، وما إذا كان الجمهوريين سيصوتون ضده أم لصالحه، وفق ما قاله مصدران مقربان من الرئيس السابق.
إذ أورد تقرير لموقع Business Insider الأمريكي، الخميس 21 يناير/كانون الثاني 2021، نقلاً عن المصدر السابق، قوله إن مخاوف ترامب من تعرضه للإدانة يمكن تفسيرة في خشيته أن يفقد امتياز الترشح في المستقبل لرئاسة البلاد، إذ إن إدانته من طرف مجلس الشيوخ في المساءلة البرلمانية سيفقد هذا الامتياز ومعه الكثير من الامتيازات التي يحصل عليها أي رئيس سابق.
ولم يحضر ترامب حفل تنصيب الرئيس بايدن، يوم الأربعاء 20 يناير/كانون الثاني، مخالفاً تقليداً أمريكياَ مُتبَعاً منذ عقدين، وبدلاً من ذلك طار إلى مدينة بالم بيتش صباح ذلك اليوم.
الحسم بيد الجمهوريين
فصدور قرار بالإدانة يستلزم موافقة ثلثي مجلس الشيوخ؛ ما يعني أنه إذا صوَّت جميع الديمقراطيين فسيكونون بحاجة إلى أصوات ما لا يقل عن 17 جمهورياً للوصول للأغلبية.
في المساءلة البرلمانية الأولى لترامب لم يصوت على إدانته سوى سيناتور جمهوري واحد، هو ميت رومني عن ولاية يوتاه، وذلك على مادة واحدة من اثنتين كانتا موضوع المساءلة في ذلك الوقت.
مع ذلك، من الممكن أن يصوت المزيد من الجمهوريين بالموافقة على محاسبة ترامب هذه المرة، في الوقت الذي يصارع فيه الحزب مع فكرة تجاوز عهد ترامب أم لا.
الأسبوع الماضي، صوَّت مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الحزب الديمقراطي بالموافقة على مساءلة ترامب الأسبوع الماضي بسبب دوره في تحريض مؤيديه على اقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي في 6 يناير/كانون الثاني، واعتباراً من 20 يناير/كانون الثاني، أصبح مجلس الشيوخ أيضاً تحت سيطرة الديمقراطيين، ويُسنَد لنائبة الرئيس كامالا هاريس الصوت الذي يحسم التعادل.
مؤشرات ترعب ترامب
حتى زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل ألقى باللوم على ترامب في أعمال الشغب في الكابيتول، قائلاً في قاعة مجلس الشيوخ، يوم الثلاثاء 19 يناير/كانون الثاني: "الغوغاء لُقموا الأكاذيب، لقد استفزهم الرئيس وغيره من الشخصيات النافذة".
وصرَّح ماكونيل، لوكالة The Associated Press، في الأسبوع الماضي، بأنه لم يحسم رأيه بعد بخصوص التصويت، إلا أنَّ موقع Business Insider أفاد في الأسبوع الماضي بأنَّ ماكونيل أخبر زملاءه الجمهوريين بأن يصوتوا كيفما أرادوا.
عقب واقعة الكابيتول، دعا عضوا مجلس الشيوخ الجمهوريان، ليزا ماركوفسكي وبات تومي، ترامب لتقديم استقالته، وقال تومي إنَّ ترامب "ارتكب مخالفات تستحق المحاسبة"، في حين وصفت ليزا تحرك مجلس النواب لمحاسبة ترامب بأنها "الخطوة المناسبة".
من جانبه، قال السيناتور بين ساس، وهو جمهوري أيضاً، لبرنامج This Morning على شبكة CBS التلفزيونية، إنه يفكر في دعم المساءلة لأنَّ ترامب "استهان بالقسم الدستوري".
تيار ترامب
لكن على الجانب الآخر، هناك تحرك داخل الجمهوريين في مجلس الشيوخ لدعم ترامب.
وفقاً لمجلة Newsweek، أدلى حتى الآن ما لا يقل عن 21 من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بتعليقات أو لمحوا بقوة إلى أنهم لن يصوتوا لصالح إدانة الرئيس السابق.
ولم يُحدَّد بعد موعد مساءلة ترامب أمام مجلس الشيوخ. وتنص قواعد مجلس الشيوخ على أنَّ المساءلة تبدأ في اليوم التالي لإرسال مجلس النواب موادها، لكن بحسب وكالة Reuters، لم ترسل رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي المواد حتى يوم الأربعاء 20 يناير/كانون الثاني.
موقف بايدن
أمس الأربعاء 20 يناير/كانون الثاني، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيترك آليات محاكمة الرئيس السابق دونالد ترامب لمجلس الشيوخ، في أول تعقيب من الإدارة الأمريكية الجديدة على دعوات تزايدت في الآونة الأخيرة لمحاكمة الرئيس السابق، خصوصاً بعد حادثة اقتحام أنصاره لمبنى الكونغرس.
في إفادة بالبيت الأبيض، قالت ساكي في أول تصريح للإدارة الأمريكية الجديدة، إن الرئيس جو بايدن قد ترشح ضد ترامب؛ لأنه كان يعرف أنه غير مناسب لمنصب الرئاسة، مؤكدة ثقتها في أن "مجلس الشيوخ يمكنه أداء واجبه الدستوري مع الاستمرار في إدارة أعمال الشعب الأمريكي".
كما أضافت أن البيت الأبيض "سيترك الآليات والتوقيت والتفاصيل الخاصة بكيفية مضي الكونغرس في إجراءات المحاكمة"، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة لن تتدخل في ذلك.
تصريحات البيت الأبيض المريحة تجاه عدم تدخله في محاكمة ترامب تزامنت مع سيطرة الحزب الديمقراطي، حزب الرئيس المنتخب جو بايدن، على أغلبية مقاعد مجلس الشيوخ الأمريكي، ليمتلك السيطرة على غرفتي الكونغرس، بالإضافة إلى البيت الأبيض لأول مرة في عقد من الزمن.
حيث أدى عضوان جديدان في مجلس الشيوخ الأمريكي اليمين الدستورية أمام نائبة الرئيس كامالا هاريس.
وستكون هاريس الصوت الحاسم في أي تعادل خلال أي تصويت داخل مجلس الشيوخ بين الديمقراطيين والجمهوريين، اللذين أصبح كلاهما يمتلك 50 عضواً، ما يجعل الغلبة للحزب الديمقراطي.