يؤدي الديمقراطي جو بايدن اليمين الدستورية، اليوم الأربعاء 20 يناير/كانون الثاني 2021، ليصبح الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة، ويتولى السلطة في بلد يعاني انقسامات سياسية عميقة وتعصف به جائحة فيروس كورونا.
ستنتقل الرئاسة إلى جو بايدن، الذي سيصبح أكبر الرؤساء الأمريكيين سناً في التاريخ، خلال مراسم مصغرة في واشنطن لن تشهد القدر المعتاد من الأبهة والأجواء الاحتفالية بسبب الجائحة والمخاوف الأمنية بعد الهجوم الذي شنه أنصار ترامب على مبنى الكونغرس.
حضور محدود للجمهور والمسؤولين
في حضور جمهور محدود، سيؤدي الرئيس المنتخب اليمين الدستورية أمام رئيس المحكمة العليا جون روبرتس بعد الثانية عشرة ظهراً بقليل (1700 بتوقيت غرينتش)، واضعاً يده على إنجيل توارثته عائلة بايدن على مدى أكثر من 100 عام.
سيدخل هذا النهار كتب التاريخ في الولايات المتحدة، خصوصاً بسبب وصول امرأة إلى منصب نائب الرئيس للمرة الأولى في تاريخ أكبر قوة في العالم. ستصبح كامالا هاريس (56 عاماً) أول امرأة سوداء من أصول هندية تتولى هذا المنصب.
فيما ستقام المراسم أمام مبنى الكابيتول الذي جرى تشديد إجراءات الأمن حوله في أعقاب هجوم أنصار ترامب عليه واقتحامه قبل أسبوعين، واستُدعي الآلاف من قوات الحرس الوطني إلى المدينة بعد حصار المبنى الذي شهد مقتل خمسة أشخاص وأجبر النواب على الاختباء لبعض الوقت.
في المقابل، سيكون باراك أوباما وجورج بوش وبيل كلينتون في الصفوف الأمامية خلال حفل تنصيب الرئيس الديمقراطي المرتقب جو بايدن عند الساعة 12,00 بالتوقيت المحلي (17,00 ت غ) وسط انتشار كثيف للقوات الأمنية في العاصمة الفيدرالية.
بعد حفل قصير في قاعدة أندروز بضواحي واشنطن، سيغادر دونالد ترامب للمرة الأخيرة على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" إلى ناديه في مارالاغو بولاية فلوريدا حيث سيبدأ حياته الجديدة كرئيس سابق.
آلاف الأعلام الأمريكية لتعويض غياب الجمهور
بسبب عدم حضور الحشود التي تتدفق عادة في مثل هذا اليوم إلى جادة "ناشونال مول" في واشنطن لرؤية الرئيس الجديد، فإن بايدن سيقف أمام أكثر من 190 ألف علم أمريكي نصبت لتمثيل المواطنين الغائبين. ونصبت حواجز وأسلاك شائكة لحماية "المنطقة الحمراء" الواقعة بين تلة الكابيتول والبيت الأبيض.
في الانتظار، بدأت عملية تثبيت الوزراء الذين اختارهم الرئيس المنتخب الثلاثاء في مجلس الشيوخ، لكي تبدأ الحكومة عملها في أسرع ما يمكن في مواجهة التحديات الكبرى التي تواجهها أمريكا.
قبل ساعات على مغادرته واشنطن، أصدر ترامب عفواً عن 73 شخصاً أحدهم مستشاره السابق ستيف بانون.
سياسة جو بايدن مختلفة "كلياً" عن ترامب
على الصعيد الدبلوماسي، وعد أنتوني بلينكن الذي اختاره جو بايدن لتولي منصب وزير الخارجية بإعادة إحياء تحالفات الولايات المتحدة والعودة إلى العمل المتعدد الأطراف.
لكن بلينكن اعتبر أن دونالد ترامب "كان محقاً" في اتخاذ "موقف أكثر حزماً تجاه الصين"، لكنه أكد أنه "يخالفه" بشأن استراتيجيته "حول عدد من النقاط".
من جهتها اعتبرت المرشحة لمنصب وزيرة الخزانة جانيت يلين أن إدارة جو بايدن ستستخدم كل الأدوات المتاحة لمواجهة "ممارسات الصين غير العادلة وغير القانونية" التي تقوض الاقتصاد الأمريكي.
لم تتأخر ردود الفعل الدولية على انتهاء ولاية ترامب، حيث أشاد الرئيس الإيراني حسن روحاني، الأربعاء، بنهاية عهد "طاغية"، في إشارة إلى اليوم الأخير من ولاية الرئيس الأمريكي الذي اعتمد سياسة "ضغوط قصوى" حيال الجمهورية الإسلامية.
أزمات خلفها ترامب في انتظار بايدن
ينوي ترامب مغادرة البيت الأبيض قبل تنصيب جو بايدن، مخالفاً تقليداً سياسياً يعود إلى أكثر من 150 عاماً، ليرفض بذلك لقاء خلفه والتأكيد على الانتقال السلمي للسلطة.
من المتوقع حضور نائب الرئيس مايك بنس والرؤساء الأمريكيين السابقين باراك أوباما وبيل كلينتون وجورج دبليو بوش مراسم التنصيب.
سيكون التنصيب تتويجاً لمسيرة جو بايدن التي بدأها قبل خمسة عقود وشملت أكثر من 30 عاماً في مجلس الشيوخ الأمريكي وفترتين في منصب نائب الرئيس في إدارة أوباما.
لكنه سيواجه سلسلة من الأزمات المتداخلة التي ستمثل تحدياً حتى لشخصية مثله تتمتع بالخبرة السياسية.
من بين هذه الأزمات جائحة فيروس كورونا التي وصلت إلى مرحلة قاتمة الثلاثاء آخر أيام ترامب في السلطة؛ حيث وصل عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس في الولايات المتحدة إلى 400 ألف وفاة، كما سجلت الإصابات 24 مليوناً، وهو أعلى عدد لحالات الإصابة على مستوى العالم.