قاد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، الثلاثاء 19 يناير/كانون الثاني 2021 -عشية تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة- مراسم لتأبين 400 ألف أمريكي قضوا نحبهم جراء الإصابة بفيروس كورونا خلال 11 شهراً منذ أن تسبب الفيروس في أول وفاة بالبلاد، بعد أن ألقى خطاباً مؤثراً من ولايته قبل الانتقال إلى واشنطن.
بايدن يقود مراسم تأبين موتى كورونا
جاء التأبين عند غروب الشمس وقبل ساعات من الموعد المقرر لمغادرة الرئيس دونالد ترامب البيت الأبيض للمرة الأخيرة وتسليم دولة عصفت بها أكبر أزمة تتعلق بالصحة العامة منذ قرون، ودمار اقتصادي واضطراب سياسي عنيف.
وقاد بايدن ونائبته المنتخبة كامالا هاريس المراسم من عند نصب لنكولن التذكاري وكانت بمثابة أول إشارة رسمية للحكومة الاتحادية إلى الخسائر الفادحة في الأرواح جراء الجائحة.
الرئيس الأمريكي المنتخب بايدن قال لدى بدء المراسم: "من الصعب في بعض الأحيان أن نتذكر، ولكن هذه هي الطريقة التي نشفى بها. من المهم أن نفعل ذلك كأمة"، وأثناء كلمته تمت إضاءة 400 مصباح كهربائي على جانبي البركة العاكسة الواقعة أسفل النصب تكريماً للأرواح التي فقدت وتلا ذلك أنشودة "هللويا" لمغنية الإنجيل يولاندا آدامز ثم الوقوف لحظة صمت حداداً على الضحايا.
فيما قالت نائبته هاريس: "على الرغم من أننا قد نفترق جسدياً فإننا نحن الشعب الأمريكي متحدون في الروح".
ويأتي هذا في وقت تجاوزت فيه حالات الإصابة بكورونا في الولايات المتحدة 24 مليون حالة مؤكدة و400 ألف وفاة منذ تسجيل أول وفاة مؤكدة بالفيروس في فبراير/شباط 2020 وفقاً لإحصاء لرويترز.
خطاب مؤثر لبايدن
وأثناء توديعه لولايته ديلاوير، استعداداً للانتقال إلى العاصمة واشنطن، لم يتمالك الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن دموعه وهو يلقي خطاباً وجه به رسالة شكر قبل انتقاله من الولاية التي كان يقيم فيها إلى واشنطن، تمهيداً لتسلم السلطة في العاصمة.
وفي كلمته التي بدا فيها الرئيس الأمريكي متأثراً، قال مخاطباً الشعب الأمريكي:" أنا فخور بكوني رئيسكم"، كما أشار بايدن إلى أن زوجته طلبت منه ألا يكون عاطفياً في خطابه، إلا أنه لم يستطع التحكم في الدموع التي غلبته أثناء إلقاء الخطاب.
تنصيب بايدن
ويستعد جو بايدن لتسلم السلطة في أجواء جد متوترة وأمام حذر أمني كبير، فقد أكد القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي كريستوفر ميلر، الإثنين 18 يناير/كانون الثاني، أن مكتب التحقيقات الاتحادي يساعد الجيش الأمريكي في إجراء تدقيق في أكثر من 25 ألف جندي من الحرس الوطني يتم نشرهم للمساعدة في حماية مبنى الكونغرس الأمريكي (الكابيتول) خلال تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، وذلك بسبب مخاوف أمنية.
فبعد الهجوم الذي نفذه أنصار الرئيس دونالد ترامب على مبنى الكونغرس في السادس من يناير/كانون الثاني والذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وأجبر أعضاء الكونغرس على الاختباء، فرضت الحكومة الأمريكية إجراءات أمنية غير مسبوقة حول مبنى الكابيتول، شملت إقامة أسوار لا يمكن تسلقها مزودة بأسلاك شائكة ومنطقة أمنية كبيرة غير مسموح للجمهور بدخولها.
ميلر قال في بيان إن التدقيق "أمر طبيعي للدعم العسكري المشارك في الأحداث الأمنية الكبرى.. وفي حين لا توجد لدينا معلومات مخابراتية تشير إلى وجود تهديد داخلي، فإننا لن نألو جهداً في تأمين العاصمة".
وكانت صحيفة واشنطن بوست قد ذكرت، الإثنين، أن مكتب التحقيقات الاتحادي حذر في تقرير مخابراتي وكالات إنفاذ القانون من أن المتطرفين اليمينيين فكروا في التظاهر بأنهم أعضاء بالحرس الوطني في واشنطن.
كما أضافت الصحيفة أن التقرير لم يأتِ على ذكر أي مؤامرات محددة لمهاجمة وقائع التنصيب.
فيما منعت الحكومة الأمريكية منذ أيام دخول المتنزهات العامة الرئيسية، بما في ذلك مركز التسوق الوطني في واشنطن، وأغلقت الجسور عبر نهر بوتوماك بين فرجينيا ومقاطعة كولومبيا. وتم إغلاق أكثر من 12 محطة لقطارات الأنفاق حتى يوم التنصيب اليوم الأربعاء.