قال مسؤول في السلطة الفلسطينية، الثلاثاء 19 يناير/كانون الثاني 2021، إنه من المتوقع تسلم شحنة أولى من اللقاح الروسي "سبوتنيك في" المضاد لفيروس كورونا في غضون أيام.
يأتي هذا بعد أن أصدرت وزارة الصحة الفلسطينية في وقت سابق موافقة على الاستخدام الاستثنائي للقاح "سبوتنيك في" في الأراضي الفلسطينية المتمتعة بحكم ذاتي محدود، فيما ذكر مسؤول إسرائيلي في وقت سابق أن شحنة أولى تضم خمسة آلاف وحدة من اللقاح قد تصل إلى الضفة الغربية يوم الثلاثاء.
أضاف المسؤول الإسرائيلي أن مندوباً عن السلطة الفلسطينية سيجلب الشحنة إلى الضفة الغربية عبر الأردن، مشيراً أن وزارة الصحة الإسرائيلية أقرت استيرادها.
لكن حسين الشيخ، وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية صرح لوكالة رويترز بأن الشحنة لن تصل يوم الثلاثاء، مضيفاً أنه يتوقع تسلمها "خلال أيام".
فلسطين تعتمد اللقاح الروسي
صندوق الثروة السيادية الروسي قال في وقت سابق إن وزارة الصحة الفلسطينية اعتمدت لقاح "سبوتنيك في" الروسي للوقاية من كوفيد-19، للاستخدام المحلي، لتصبح بذلك أول دولة في الشرق الأوسط تعتمد اللقاح الروسي.
الصندوق أضاف أنه من المتوقع وصول الشحنة الأولى من اللقاح الشهر المقبل، وأن تصل كل الشحنات في الربع الأول من العام الجاري.
يشار إلى أن الصندوق السيادي الروسي هو المسؤول عن تسويق اللقاح الروسي في الخارج، ولم يذكر الصندوق عدد الجرعات التي سيتم شحنها إلى الأراضي الفلسطينية.
أزمة التطعيم بفلسطين
يُشار إلى أن الفلسطينيين لا يمتلكون حرية في عقد اتفاقيات، أو شراء لقاحات فيروس كورونا، بل يتوجب عليهم الحصول على موافقات إسرائيلية لإدخالها.
إذ قالت وزيرة الصحة مي الكيلة، في لقاء مع تلفزيون فلسطين (رسمي) مساء الخميس 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي: "نحن دولة تحت الاحتلال، والمحتل يتحكم في الحدود، وهناك نقطة اتصال مع الجانب الإسرائيلي تم تفعيلها بعد عودة التنسيق".
من جانبها، طالبت منظمة العفو الدولية في وقت سابق إسرائيل بتوفير اللقاح ضد فيروس كورونا المستجد للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، مشيرة إلى أن القانون الدولي يُلزم الدولة العبرية بذلك.
وتأتي هذه الدعوة رغم أن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، حيث يعيش 2,8 مليون فلسطيني، لم تطلب علناً المساعدة من إسرائيل لشراء اللقاح.
كما أنه من غير المتوقع أن يطلب المسؤولون في حركة حماس الحاكمة في قطاع غزة الذي يقطنه نحو مليوني نسمة، من إسرائيل المساعدة للحصول على اللقاح.
قالت منظمة العفو إن على إسرائيل "التوقف عن تجاهل التزاماتها الدولية كقوة محتلة، وأن تتصرف على الفور لضمان توفير لقاحات كوفيد-19 بشكل متساوٍ وعادل للفلسطينيين الذين يعيشون تحت احتلالها في الضفة الغربية وفي قطاع غزة.
حملة تطعيم واسعة في إسرائيل
وفي وقت تعاني فيه فلسطين من أزمة توفير لقاح كورونا بسبب تعسف تل أبيب، بدأت الأخيرة بحملة التطعيم ضد الفيروس في 19 ديسمبر/كانون الأول، وقد تمكنت من تقديم الجرعة الأولى من اللقاح لأكثر من مليونَي شخص حتى اليوم.
توصف هذه الوتيرة بأنها الأسرع في العالم، في الوقت الذي ما زالت فيه دول أكثر ثراء تعاني في الحصول على إمدادات اللقاح.
وتحتفل إسرائيل بتطعيم أكثر من عُشر سكانها بمن فيهم ساكنو المستوطنات، بينما ما زال الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة عاجزين عن الوصول للقاح فيروس كورونا، ولا يمكنهم سوى المشاهدة والانتظار.
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في السابع من الشهر الجاري، إن إسرائيل وافقت على "مشاركة البيانات الإحصائية مع شركة فايزر والعالم بأسره من أجل المساعدة في تطوير استراتيجيات القضاء على فيروس كورونا".
وبحسب نتنياهو، فإن الاتفاق سيجعل إسرائيل "أول دولة في العالم تخرج من أزمة فيروس كورونا".