عانق زوجته بحرارة واعتذر للركاب.. كواليس رحلة اعتقال المعارض الروسي نافالني من الطائرة حتى السجن

قالت صحيفة The Washington Post الأمريكية، في تقرير لها نشرته الإثنين 18 يناير/كانون الثاني 2021، إنه بعد خمسة أشهر من محاولة تسميمه باستخدام غاز الأعصاب "نوفيتشوك"، ووصوله إلى برلين على مشارف الموت، عاد زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني إلى وطنه، مدركاً أنَّ هذا القرار سيقوده إلى الاعتقال على يد النظام الروسي المتهم بمحاولة قتله واعتقاله على نحوٍ متكرر.

لكن رغم هذه المخاطر والتحذيرات التي وُجهت إلى المعارض الروسي، تجاهل نافالني هذا الخطر، وفي سؤال أحد المراسلين الصحفيين الموجودين معه على الطائرة نفسها لنافالني: "ألست خائفاً؟"، قال المعارض الروسي: "أنا بخير تماماً. كنت أشعر بالارتياح أيضاً في ألمانيا، لكن العودة إلى الوطن هي الشعور الأفضل دائماً".

اعتقال المعارض الروسي نافالني

أكمل المراسل الصحفي، وفق التقرير الأمريكي، أسئلته للمعارض الروسي، حيث قال له موجهاً إليه سؤالاً آخر: "ماذا تتوقع أن ينتظرك في موسكو؟"، فأجاب مازحاً: "الطقس الرائع، وأتوقع ترحيباً حاراً بعد عودتي أخيراً إلى بلدي".

لكن ذلك لم يحدث، فقد توجهت أنظار الجميع إلى نافالني وزوجته جوليا، اللذين كانا برفقتهما محامية ومتحدثة باسمه، حيث تحرّك الصحفيون مجدداً نحو نافالني بمجرد أن انطفأت إشارة ربط حزام الأمان.

في المقابل شعر بعض ركاب الطائرة بالارتباك، حيث قال مواطن ألماني يُدعى فرانك، كان متوجهاً إلى موسكو لزيارة زوجته: "هذا جنون، يعود بهذه البساطة!"، مشيراً برأسه نحو نافالني، مضيفاً: "في المرة القادمة، سيحاولون قتله بطريقة أخرى".

تغيير مسار طائرة نافالني

التقرير أشار إلى أن قائد الطائرة كان يتابع تحديثات الموقع، حيث مطار مينسك باتجاه اليسار ثم موسكو. وفي لحظة معينة أعلن قائد الطائرة، أنَّ ثمة مشكلة فنية تحول دول إمكانية الهبوط في مطار فنوكوفو الدولي بموسكو. صدرت همهمات ضاحكة وسط الركاب. تعليقاً على ذلك، أشار فرانك إلى نافالني قائلاً: "هذه هي المشكلة الفنية".

قائد الطائرة قال في تعليقه على الأمر، إنَّ الظروف لم تكن مناسبة للهبوط في مطار فنوكوفو، حيث تجمعت حشود من أنصار نافالني للترحيب بعودته إلى أرض الوطن، مشيراً إلى احتمالية تحويل مسار الرحلة إلى مطار شيريميتيفو، على بُعد أقل من 30 ميلاً. وقال: "الطقس رائع هناك".

تصريحات نافالني للصحفيين من الطائرة 

في رد فعل سريع على ما حدث، قال نافالني في حديثه إلى المراسلين الصحفيين، إنَّ السلطات الروسية تُبقي الطائرات في الجو، لأنها خائفة.

لكن الطائرة هبطت في نهاية المطاف بمطار شيريميتيفو. في هذه الأثناء، سأل أحد الصحفيين نافالني: "هل أنت خائف؟"، فأجاب: "لا".

لكن نافالني اضطر إلى الاعتذار للركاب عما حدث بسببه من تحويل في مسار هبوط الطائرة، وذلك قبل أن يتوجه إلى مكتب الجوازات والهجرة، حيث كان في انتظاره عدد من ضباط الأمن مرتدين الزي الرسمي وطلبوا جواز سفره. 

من ناحية أخرى تقول روسيا، إن نافالني متهم بانتهاك شروط حكم صدر ضده مع إيقاف التنفيذ عام 2014، وانتهاكه فترة خضوعه للمراقبة بالسفر إلى ألمانيا.

في النهاية ووفقاً للتقرير الأمريكي، اضطر نافالني الى الاستسلام لضباط الأمن، قائلاً: "سأذهب معكم بالتأكيد، لكني أريد حضور المحامي". لكن طلبه قوبل بالرفض.

وهو ما دفع نافالني إلى معانقة زوجته بحرارة قبل اقتياده إلى غرفة جانبية دخل فيها بمفرده وأُغلق الباب خلفه بإحكام.