قرَّرت إندونيسيا، الدولة الأكثر تضرراً بجائحة كورونا في آسيا، باعتماد نهج مختلف في برنامجها المجاني الشامل الذي أطلقته من يومين، وذلك باستهدافها الشباب في حملة التطعيم ضد الفيروس وليس كبار السن كما هو متبع في كثير من دول العالم.
الأربعاء، تلقى الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو (59 عاماً) أول جرعة من اللقاح الصيني الذي تنتجه شركة سينوفاك، فيما لن يحصل نائب الرئيس معروف أمين ( 77 عاماً) على اللقاح في وقت مبكر لأنه كبير في السن.
بحسب شبكة BBC البريطانية، الجمعة 15 يناير/كانون الثاني 2021، فإن إندونيسيا قد قررت إعطاء الأولوية في التطعيم ضد فيروس كورونا لضباط الشرطة وأفراد الجيش والمعلمين وموظفي الخدمة المدنية، وذلك قبل تقديم اللقاح إلى شريحة أكبر من البالغين دون سن 60 عاماً.
تشير الوكالة إلى أن مسؤولي الصحة في إندونيسيا يرون أن أفضل طريقة لكبح انتشار الفيروس هي استهداف الفئات التي تنشره على نطاق واسع، وهي فئة الشباب، المعنية أيضاً بتقوية الاقتصاد.
الدكتورة سيتي نادية ترميزي، المتحدثة باسم وزارة الصحة لبرنامج التطعيم ضد فيروس Covid-19، أشارت إلى أن "تحصين أفراد الأسرة العاملين سيعني أنهم لا يجلبون الفيروس إلى المنزل، حيث يوجد أقاربهم الأكبر سناً".
كما أضافت: "هناك فائدة إضافية من هذا النهج، وهي أنه من خلال تطعيم الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 59 عاماً، فإننا نقدم أيضاً بعض الحماية للمسنين الذين يعيشون معهم".
من جانبه، يعتقد البروفيسور أمين سوباندريو ، عضو مجلس إدارة يقدم المشورة للحكومة بشأن استراتيجية "الشباب أولاً" ، بأن 60-70% من سكان العالم يجب أن يكونوا محصَّنين لمنع انتشار فيروس كورونا بسهولة. ومع ذلك سترتفع هذه الأرقام بشكل كبير إذا انتشرت المتغيرات الجديدة الأكثر قابلية للانتقال على نطاق واسع.
قال البروفيسور سويباندريو: "هذا هو الهدف طويل المدى، أو على الأقل نقوم بتقليل انتشار الفيروس بشكل كبير، بحيث يكون الوباء تحت السيطرة، ويمكننا إعادة الاقتصاد إلى العمل".
كورونا في إندونيسيا
وتعد إندونيسيا أكثر الدول تضرراً في آسيا من الوباء، إذ سجلت منذ انتشاره فيها أكثر من 860 ألف إصابة، وما لا يقل عن 25 ألف وفاة. وفي العام الماضي كادت أن تتعرض إلى مجاعة.
وبينما تم إغلاق المدارس والمكاتب الحكومية لمدة عام تقريباً، قاومت الحكومة فرض عمليات إغلاق صارمة، خوفاً من التأثير على اقتصاد البلاد. يعمل أكثر من نصف السكان في القطاع غير الرسمي، لذا فإن العمل من المنزل ليس خياراً بالنسبة للكثيرين.
يشار إلى أن دولاً أخرى حول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، اتبعت مساراً مختلفاً، حيث اختارت إعطاء الأولوية للسكان الأكبر سناً، بحكم أنهم أكثر عرضة للإصابة بأعراض المرض الحادة والموت بسببه.