قال المتحدث باسم الحكومة السودانية فيصل محمد صالح، الخميس 14 يناير/كانون الثاني 2021، إن بلاده لا تعتزم القيام بأي أعمال عسكرية، إلا إذا اضطُرت إلى ذلك، مؤكداً حرصهم على عدم اللجوء إلى الحرب سواء مع إثيوبيا أو غيرها من الدول الأخرى.
صالح أضاف في تصريحات صحفية أدلى بها في مطار "الخرطوم"، عقب عودة وفد سوداني من القاهرة، أن لديهم تقارير تؤكد "حجم ونوع التسليح والتدريب للقوات المهاجمة للقوات المسلحة السودانية، مما يوضح أنها ليست ميليشيات مسلحة أو مزارعين"، مشيراً إلى "اكتفاء السودان بردِّ العدوان وبقاء قواته المسلحة داخل حدوده، خاصةً أنه لم يعتدِ على الأراضي وليست لديه أي مطامع فيها".
الوفد السوداني أطلع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على جولات التفاوض الحوارية بين أديس أبابا والخرطوم عبر لجنة الحدود المشتركة بين الدولتين، بحسب صالح الذي أعرب عن أمل السودان أن تحرز هذه الجولات تقدماً خلال المرحلة المقبلة.
تأتي تلك التحركات والتصريحات الأخيرة، على أثر التوتر القائم بين الخرطوم وأديس أبابا بسبب خلاف على المناطق الحدودية.
كما أكد المتحدث باسم الحكومة السودانية، أن "إعادة انتشار الجيش والسيطرة على الأراضي السودانية على الحدود الشرقية أمر طبيعي لحماية الحدود، وأمن المواطنين وأراضيهم الزراعية"، مضيفاً: "نحن نرتكز على عدد من الثوابت المتمثلة في عدم وجود نزاع حدودي باعتبار أنَّ وضع الحدود محسوم باتفاقيات دولية موقَّع عليها ومعترف بها من إثيوبيا".
أيضاً قال المسؤول السوداني، إن بلاده وإثيوبيا منهكتان بالمشاكل الداخلية، ولذلك هما بحاجة إلى معالجة قضاياهما الخلافية ومشاكلهما عبر تكثيف الجهود السلمية التي ترتكز على الوسائل السياسية والدبلوماسية والحوار والتفاوض.
"حظر الطيران المدني بولاية القضارف الحدودية"
كان السودان قد أعلن، الخميس 14 يناير/كانون الثاني 2021، حظر الطيران المدني في أجواء ولاية القضارف الحدودية مع إثيوبيا، لـ"دواعٍ أمنية".
إذ قال المتحدث باسم سلطة الطيران المدني عبدالحافظ عبدالرحيم، لوكالة الأناضول، إن "وزارة الدفاع أرسلت قراراً إلى سلطة الطيران المدني بمنع التحليق فوق أجواء ولاية القضارف"، منوهاً إلى أن سلطة الطيران وزَّعت نشرة دولية بالقرار للطيران المحلي والدولي.
"حدود متوترة.. وتصعيد خطير"
يشار إلى أن الحدود السودانية-الإثيوبية شهدت مؤخراً تطورات عديدة لافتة، انطلقت شرارتها بهجوم مسلح استهدف قوة للجيش السوداني في جبل "طورية" (شرق)، منتصف ديسمبر/كانون الأول 2020.
كذلك، أعلن السودان، الأربعاء 13 يناير/كانون الثاني 2021، أن طائرة عسكرية إثيوبية اخترقت حدوده، واصفاً ذلك بـ"التصعيد الخطير".
وفيما أعلن وزير الخارجية السوداني عمر قمر الدين، في 31 ديسمبر/كانون الأول 2020، سيطرة الجيش على كامل أراضي بلاده الحدودية مع إثيوبيا، اتهم السفيرُ الإثيوبي في الخرطوم بيتال أميرو، الأربعاء 13 يناير/كانون الثاني 2021، الجيش السوداني بالاستيلاء على 9 معسكرات داخل أراضي بلاده، منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
في المقابل، قال عضو مجلس السيادة محمد الحسن التعايشي، إن "ما يحدث بشرق السودان هو انتشار طبيعي للقوات المسلحة داخل أراضي البلاد".
التعايشي أضاف، لدى لقائه المبعوث الفرنسي الخاص للسودان جان ميشال بالقصر الرئاسي في الخرطوم، أن "السودان ملتزم بعلاقاته الاستراتيجية، والحفاظ على أمن الإقليم"، وفق بيان لمجلس السيادة.
يذكر أن الخرطوم تقول إن "ميليشيات إثيوبية" تستولي على أراضي مزارعين سودانيين بمنطقة "الفشقة" (شرق)، بعد طردهم منها بقوة السلاح، متهمةً الجيش الإثيوبي بدعم تلك العصابات، وهو ما تنفيه أديس أبابا، وتقول إنها "جماعات خارجة عن القانون".