لقاح صيني لكورونا يواجه انتكاسة.. 10 دول نامية طلبت 380 مليون جرعة لكن نتائجه “مخيبة”

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2021/01/14 الساعة 13:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/14 الساعة 13:13 بتوقيت غرينتش
تجربةً أُجرِيَت في البرازيل أظهرت أن لقاح كورونافاك، الذي تصنِّعه شركة سينوفاك، له معدَّل فاعلية يزيد قليلاً عن 50%/ رويترز

قلَّل العلماء في البرازيل من فاعلية لقاح صيني لفيروس كورونا المُستجد، كانوا قد أشادوا به الأسبوع الماضي باعتباره انتصاراً كبيراً، ما أضعف الآمال في الحصول على جرعاتٍ يمكن إنتاجها بسرعة وتوزيعها بسهولة لمساعدة الدول النامية. 

صحيفة New York Times الأمريكية التي أوردت الخبر، الأربعاء 13 يناير/كانون الثاني 2021، أشارت إلى أنه قد تكون التداعيات كبيرة بالنسبة للقاحٍ مهم لدبلوماسية الصين الصحية العالمية. وطلبت 10 دول على الأقل أكثر من 380 مليون جرعة من لقاح كورونافاك، رغم أن الهيئات التنظيمية لم توافق عليه بالكامل بعد. 

فاعلية لقاح كورونافاك الصيني "ضعيفة"

إذ قال مسؤولون في معهد بوتانتان في ساو باولو، يوم الثلاثاء 12 يناير/كانون الثاني، إن تجربةً أُجرِيَت في البرازيل أظهرت أن لقاح كورونافاك، الذي تصنِّعه شركة سينوفاك، ومقرها بكين، له معدَّل فاعلية يزيد قليلاً عن 50%. 

هذا المعدَّل، الذي يُعَدُّ أعلى قليلاً من المعيار الذي قالت منظمة الصحة العالمية إنه سيجعل لقاح صيني فعَّالاً للاستخدام العام، أقل بكثير من مستوى الـ78% المُعلَن الأسبوع الماضي. 

بينما قال مسؤولٌ كبيرٌ في هونغ كونغ، التي كانت قد طلبت بالفعل لقاح كورونافاك، يوم الأربعاء 13 يناير/كانون الثاني، إن لجنةً استشارية ستراجع بدقة اللقاح بناءً على بيانات التجارب السريرية قبل طرحه هناك. 

فيما أوضح يانتشونغ هوانغ، الزميل الأول للصحة العالمية في مجلس العلاقات الخارجية والخبير في الرعاية الصحية في الصين: "تلك الدول التي طلبت لقاح صيني ستشكِّك على الأرجح في فاعلية هذه اللقاحات". أضاف هوانغ: "قد تستخدم الدول التي لديها أحزاب معارضة هذا لتحدي قرارات حكوماتها الحالية، ومن المُرجَّح أن تكون لذلك تداعياتٌ سياسية محلية في هذه البلدان". 

البرازيل كانت من الدول الأولى المستوردة للقاح الصيني/ رويترز
البرازيل كانت من الدول الأولى المستوردة للقاح الصيني/ رويترز

لقاح صيني موجه للدول النامية

على مدار أشهر، كان المسؤولون الصينيون يقولون إن اللقاحات التي تصنِّعها شركة سينوفاك وسينوفارم، الشركة المُصنِّعة للقاحات والمملوكة للدولة، ستكون أدواتٍ مهمة لمكافحة الجائحة في البلدان الفقيرة التي لا تمتلك بنى تحتية واسعة للرعاية الصحية. 

لكن على عكس اللقاحات التي تصنِّعها شركتا الأدوية الأمريكية فايزر وموديرنا، فإن اللقاحات الصينية لا تحتاج إلى تجميد. 

يمكن أن توفِّر لقاحات أوكسفورد-أسترا زينيكا، وجونسون آند جونسون، التي يمكن تبريدها وتكون أكثر فاعلية من نظيراتها الصينية، بديلاً عن ذلك. لكن من غير الواضح الآن ما إذا كانت الحكومات التي اشترت كورونافاك يمكنها إلغاء صفقاتها واللجوء إلى لقاحاتٍ أخرى. 

تقنية قديمة لإضعاف فيروس كورونا

على عكس بعض اللقاحات الأخرى، يعتمد كورونافاك وهو لقاح صيني على تقنيةٍ قديمة تستخدم مواد كيميائية لإضعاف أو قتل الفيروس، ثم يُدخَل في لقاحٍ لإثارة الأجسام المضادة لدى المتلقي، لكن عملية قتل الفيروس يمكن أن تضعِف فاعلية اللقاح، ما يؤدي إلى استجابةٍ مناعية قد تكون أقصر أو أقل فاعلية. 

أما الفاعلية المنخفضة التي أُعلِنَ عنها يوم الثلاثاء بخصوص لقاح صيني، فهي تعني أن الأمر سيستغرق وقتاً أطول بالنسبة للبلدان التي استخدمت لقاح كورونافاك، من أجل الوصول إلى "مناعة القطيع"، وهي النقطة التي يقاوم فيها عددٌ كافٍ من الناس الفيروس، حوالي 70% على حدِّ قول الكثير من العلماء. وعلى النقيض من ذلك، ثبت أن اللقاحات التي تصنِّعها شركة موديرنا وفايزر لها معدَّل فاعلية يصل إلى 95%. 

الإمارات من الدول التي بدأت تعطي مواطنيها اللقاح بكثافة/روريترز
الإمارات من الدول التي بدأت تعطي مواطنيها اللقاح بكثافة/روريترز

إذ قال جون مور، خبير اللقاحات في جامعة كورنيل: "كان هذا أحد الأسباب التي جعلت الأمريكيين والأوروبيين لا يتعاملون مع هذه التكنولوجيا القديمة". 

بينما تقوم وكالة تنظيم الصحة في البرازيل بمراجعة البيانات من التجربة بخصوص لقاح صيني اعتمدته، والتي اعتمدت على مُتطوِّعين مُتخصِّصين في الرعاية الصحية. وإذا وافقت الوكالة على الاستخدام الطارئ لكورونافاك، يأمل المسؤولون في البدء في إعطاء الجرعات في البرازيل للسكَّان أواخر الشهر الجاري. ولدى البرازيل ما يقرب من 10.8 مليون جرعة من كورونافاك في مُتناوَل اليد. 

في الأسبوع الماضي، قال وزير الصحة البرازيلي، إدواردو بازويلو، إن الحكومة تعتزم شراء 100 مليون جرعة من اللقاح. 

الشركة الصينية توضح سبب ضعف الفاعلية

من جهتها، عزت شركة سينوفاك الصينية، انخفاض فاعلية لقاح صيني "كورونافاك" بالمرحلة الثالثة، في البرازيل لـ50.38%، إلى تجربته على موظفي صحة لديهم مخاطر عالية للإصابة بالعدوى.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مدير عام الشركة، يين فيدونغ، الخميس 14 يناير/كانون الثاني، في العاصمة بكين، بحسب وكالة "بلومبيرغ".

أشار فيدونغ إلى أن اللقاحات التي بلغت معدلات فاعلية عالية مثل "بيونتك- فايزر"، كان معظم المشاركين بالتجارب السريرية فيها أشخاصاً لديهم مخاطر منخفضة للإصابة بالعدوى.

الأسبوع الفائت، أعلن "معهد بوتانتان" الذي أجرى تجارب سريرية للقاح في البرازيل، أن اللقاح كان فعالاً بنسبة 78% ضد إصابات كورونا التي تتراوح بين "الخفيفة إلى الحادة".

بينما أعلن معهد بوتانان نفسه، الأربعاء، أن معدل الفاعلية العام للقاح "كورونافاك" الذي طورته شركة "سينوفاك" الصينية بلغ 50.38%.

أما في تركيا، فقد أظهرت تجارب لقاح صيني التي شارك فيها عدد أقل من الأشخاص مقارنة بالبرازيل، أن اللقاح فعال بنسبة 91.5% في الوقاية من فيروس كورونا.

فيما أعلنت مؤسسة الأدوية والأجهزة الطبية التابعة لوزارة الصحة التركية موافقتها على "الاستخدام الطارئ" للقاح "كورونافاك" الصيني، عقب تقييم المعطيات العلمية حوله، وبعد اكتمال التحاليل المتعلقة به في مختبراتها، طيلة 14 يوماً.

تحميل المزيد