زعم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن الحكومة الأمريكية حاولت رشوة زوجته لتنفصل عنه وتغادر البلاد، وذلك ضمن جهود واشنطن المستميتة لقلب النظام في فنزويلا، ودعمها لمنافسه خوان غوايدو الذي فاز برئاسة البرلمان في انتخابات لم يعترف بها مادورو، المتمسك بمنصبه منذ عام 2013.
ادعاءات الرئيس الفنزويلي تناقلتها وسائل إعلام أجنبية، منها صحيفة The Times البريطانية، الخميس 14 يناير/كانون الثاني 2021، التي قالت إنها جاءت ضمن خطاب ألقاه مادورو بمناسبة حالة الاتحاد السنوي أمام البرلمان.
في حديثه، أشار مادورو إلى أن محاولة الوصول لزوجته سيليا فلوريس، 64 عاماً، كانت من جانب إليوت أبرامز، الممثل الخاص للرئيس دونالد ترامب في فنزويلا.
قال مادورو وهو يرتدي الوشاح الرئاسي للمناسبة الرسمية: "تقدم إليوت أبرامز لسيليا باقتراح الانفصال عني، وهجري، والذهاب لدولة أخرى، مقابل كمية كبيرة من المال، لتعيش حياة سعيدة"، مؤكداً أن "زوجته طردتهم بابتسامتها شديدة التهذيب".
بحسب الصحيفة، فقد ظهرت فلوريس على تلفزيون الدولة أثناء مشاركتها في الجلسة، وهي تهز رأسها في موافقة على رواية زوجها.
يشار إلى أن فلوريس انتُخبت عضواً في البرلمان الشهر الماضي، وكذلك ابن مادورو الوحيد، في انتخابات قاطعتها المعارضة الرئيسية بدعوى أنها مزورة.
من جانبها، لم تُعلق الحكومة الأمريكية على مزاعم الرئيس الفنزويلي، الذي تُواصل وصفه بأنه "إرهابي المخدرات"، ولا تعترف به رئيساً شرعياً، كما طالبته منذ عام 2019 بالتنحي، وتقدمت بعرضٍ لترتيب حياة مريحة خارج بلاده.
الشخص الأقوى خلف العرش
في تقرير سابق لرويترز، وصفت فيه الوكالة السيدة الأولى سيليا فلوريس بالشخص صاحب القوة الكامنة وراء عرش الرئيس نيكولاس مادورو.
بحسب الوكالة فإن فلوريس شخصية استراتيجية، وتلعب دوراً كبيراً في حكم فنزويلا منذ فترة طويلة، دون أن تشترك بشكل رسمي في الحكومة.
بناء على مقابلة أجرتها رويترز مع أكثر من 20 شخصاً مقربين ومطلعين على فلوريس، فإنهم يصوّرونها على أنها سياسية ذكية، تملك الكثير من القوة ويتسابق المبعوثون الأجانب ورجال الأعمال والمشرعون المتنافسون دائماً على ودها.
وكانت الولايات المتحدة، بحسب الوكالة، تستعد لاتهام فلوريس بارتكاب جرائم قد تشمل تهريب المخدرات والفساد.
مصادر مطلعة أكدت للوكالة أن واشنطن ربما تمضي قدماً في إصدار لائحة اتهام ضد السيدة الأولى، مرتبطة بصفقة الكوكايين الفاشلة التي ألقت بالفعل باثنين من أبناء أخي فلوريس في سجن فلوريدا، قبل عامين.
حينها، قال خورخي رودريغيز، وزير الإعلام الفنزويلي، في رسالة نصية، إن لائحة الاتهام الأمريكية المحتملة لفلوريس "مقززة ومهينة".
وفي أواخر مارس/آذار، وجَّه المدعون الأمريكيون لائحة اتهام إلى مادورو وأكثر من عشرة من المسؤولين الفنزويليين الحاليين والسابقين بتهم الإرهاب وتهريب المخدرات.